Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

إنهم يزرعون الدمار والتمزق ويعمقونه!!

محمد عبدالرحمن المجاهد

ما حدث وما يحدث من تقطع في الطرقات وعمليات القتل العشوائي والاختطافات في بعض المديريات الجنوبية أو في غيرها لا يمكن أبدا أن يكون تعبيرا عن مطالب حقيقية ومنطقية أو حتى غير منطقية أو طبيعية كما أنها أيضا لا يمكن أن تكون وسيلة لذلك حتى ولو كانت تلك المطالب تتمثل بالعودة إلى حالة التشطير أو الانفصال أو عودة الإمامة والسلاطين بما كان حاصلاٍ قبل قيام ثورتي 26سبتمبر و14أكتوبر المجيدتين.

فما هو حاصل الآن وما يحدث من قبل أولئك المجرمين القتلة الساديين أصحاب (الحراك) وأتباعهم أو من يدعمهم ويتبنى أساليبهم وعملياتهم التدميرية والتخريبية في الضالع ولحج ويافع أو من قبل أولئك المجرمين الحوثيين في صعدة وعمران وغيرها لن يؤدي إلا إلى تشرذم وتشظُ أكبر وأوسع مما كان حاصلاٍ قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر في شمال البلاد وجنوبها فما يريده أولئك القتلة السفاحون الساديون أصحاب الحراك والحوثيون وما سينتج عن جرائمهم هو التوسع في تشطير البلاد وتقسيمها ليس إلى كيانين فقط وإنما إلى أكثر من أربعة أو خمسة كيانات وربما إلى عشرة يتوزعها الطامحون والطامعون في ما بينهم كل بحسب قوته ونفوذه وتطلعاته.

أي أنهم سيعيدوننا إلى تلك المرحلة الإمامية عند بداية عهد الأئمة بعد ظهور الإسلام وحتى نهاية حكمهم في الشمال وإلى العهد السلاطيني والمشيخي في الجنوب ذلك الوضع الذي ساعد الاستعمار البريطاني على احتلال عدن وابتلاع كل السلطنات والمشيخات تارة بالترغيب وتارة أخرى بالترهيب ولولا لطف الله سبحانه وتعالى وبفضل ثورتي سبتمبر وأكتوبر لظلت البلاد تحت ذلك العهد الأسود الإمامي السلاطيني ولاستمرت ترزح وتعيش وتسير في ركب التخلف والتمزق حتى الساعة فلا وحدة أبدا ولا ديمقراطية ولا تنمية ولا تعددية ولا أي شيء مما ننعم به ونعيشه الآن ولكن الله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه.

ولذلك ومع تعارض وتضارب مصالح البعض من مرضى النفوس والعقول أيضا ومن تجذرت في عقلياتهم طموح السلطة ومطامع النفوذ وتعارضت مع مسار الوحدة وتطلعات كل الشعب للتنمية والاستقرار أبا أولئك المجرمون القتلة دعاة الإمامة والانفصال بما فيهم أصحاب الحراك إلا أن يوغلوا في طغيانهم وأن يسيروا وبإصرار في ما يتعارض مع إرادة الشعب وفي السعي لتمزيق البلاد وتشطيره من جديد ليس إلى كيانين فقط فذلك لم يعد ضمن أجندتهم أو أجندة أسيادهم فالتشطير الذي سيحدث إذا نجحوا في مسعاهم لن يكون إلا لأكثر من عشرين أو ربما مئة كيان إمامي وسلاطيني ومشيخي وغيرهم من محبي السلطة والنفوذ وذلك تحقيقا لرغبات أعداء البلاد والعباد قاتلهم الله.

ولذلك تحدث كل تلك الأعمال والأفعال الإجرامية ويوغلون فيها التي لن تولد إلا الكراهية والبغضاء والحقد والضغينة ليس بين أبناء شطري الوطن الواحد فحسب – كما قد يظن البعض – وإنما بين كل منطقة وأخرى وبين كل أسرة وأخرى أيضا بل وبين كل فرد وآخر في كل اليمن حيث ستولد عمليات التقطع والقتل من قبل عصابات الحراك أولئك الذين يمارسون ساديتهم التي تعودوا عليها منذ زمن التشطير وزمن السلاطين والإمامة المزيد من الثارات والأحقاد والكراهية فهم يمارسون القتل والتقطع بتلذذ واستمتاع لا يضاهيهم أحد في ذلك حتى الأسطورة المسمى (دراكولا).. خصوصا وأنهم لم يجدوا من السلطة سواء المحلية منها أو المركزية أي حزم أو عقاب يردعهم ولم نر ولم نسمع حتى الآن أن أحداٍ منهم قبض عليه وقدم لمحاكمة علنية ونفذ فيه وبه حكم الله حكم الحرابة بالقتل والتعزير وقطع الأيدي والأرجل من خلاف وذلك ناتج عن تواطؤ أو تهاون وعدم مبالاة من بعض مسئولي السلطة لا ندري سببه شجع على كل فعل إجرامي سواء تجاه الوطن أو المواطن..

وبلا شك أن كل مواطن يْقتل أو يْنهب أو يتعرض لأي أذى من أولئك السفاحين القتلة المجرمين قبل أن يشكوهم إلى الله سبحانه وتعالى سيشكو أولا ظلم ولاة الأمور ومسئولي السلطة الذين أتاحوا – بتواطوئهم وتهاونهم وتقاعسهم – ما يمارسه المجرمون والقتلة تنفيسا لأحقادهم وساديتهم على عباد الله الذين لا يملكون حولاٍ ولا قوة.

وبلا ريب أو شك أن مسلسل الإجرام سيستمر وسيظل المجرمون يمارسون إجرامهم وساديتهم وأحقادهم إلى أن تفيق السلطة وتشمر عن ساعدها وتحشد إمكاناتها لتفرض هيبتها وهيمنتها ووجودها على كل أولئك المجرمين ومن يحالفهم أو يقدم الدعم والموالاة لهم حتى لا يزدادوا خطرا وفتكا كالعصابات الحوثية وأمثالها ولن يعدموا الدعم الداخلي والخارجي فأعداء البلاد كثيرون ممن تضررت مصالحهم وكلهم جاهزون لأي طارئ إجرامي يشبون فيه النار ويؤججونها ويمنحونه بركاتهم ودعمهم السخي كما حصل مع أمثالهم من الحوثيين وغيرهم ولنا عبرة في ما حدث ويحدث في العراق والصومال وأفغانستان وبعض دول البلقان.

والفتنة أية فتنة سواء جاءت باسم الإمامة أو الانفصال أو الحراك أو أي مسمى آخر إذا لم تواجه سريعا وبحزم ويقطع رأسها ودابرها منذ بدايتها يصبح من الصعب جدا إنهاؤها إلا بصعوبة شديدة والعبرة في ما حدث ويحدث مع الحوثيين الذين لو كان قطع رأسهم ودابرهم عند بدايتهم لما نبتت لهم أظافر ومخالب وأنياب ولما تجرأ أحد سواء في الداخل أو في الخارج على دعمهم أو التعاطف معهم ولكن ماذا نصنع مع وبـ (لكن) و(لو) التي تعمل عمل الشيطان وحسبنا الله ونعم الوكيل..

 

almujahed_mohammed@yahoo.com  

Share

التصنيفات: منوعــات

Share