Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

المعلن الصحفي (2)

تناولت في المقال السابق انتشار ظاهرة الصحافي الذي يمارس مهنة الإعلان كمهنة أساسية يعيش منها ويستغل مهنته الصحفية لتحقيق مكاسب مادية مما يؤثر سلبا على مهنة الصحافة ويفقدها هيبتها وقدرتها على مواجهة الفاسدين والعابثين بمقدرات البلد.

وسأتطرق في هذه المقالة للعوامل التي تدفع الصحافي للجري واللهاث وراء الإعلانات بحيث اختلط لديه الأمر فأصبحت كتاباته تحمل الصبغة الإعلانية بدلا من الصبغة الإعلامية.ولعل من أهم العوامل التي أدت إلى بروز الصحافي المعلن هو تدهور الأوضاع المادية للصحافيين والفوضى السائدة في مهنة الصحافة التي دخل إليها أناس لا يمتون للمهنة بصلة.

أما الأمر الآخر فمرتبط بالتشريعات الصحافية التي لم تطبق بشأن تحريم الخلط بين مهنة الصحافة ومهنة الإعلان باعتبار أن لكل مهنة خصائصها وشروطها التي تختلف بل وقد تتعارض تماما في كثير من الجوانب مع الأخرى.

كما أن الصحافيين الذين يحترمون أقلامهم وضميرهم الصحفي مايزال حيا لا يستطيعون الخلط بين العمل الصحافي والإعلاني وهؤلاء قلة قليلة بينما أغلب الصحافيين يتسابقون على المعلنين ويسعون إلى إرضائهم بكل الوسائل مقدمين لهم أفضل العروض المتاحة.

ويتنافس الصحافيون العاملون في مجال الإعلان على المعلنين وينسون أو يتناسون أنهم صحافيون حيث يرتمون في أحضان المعلنين ويغري المعلنين بعض هؤلاء الصحافيين الذين يتوسمون فيهم المقدرة على كتابة الإعلانات بطريقة مبدعة وكأنها مادة تحريرية.

ونظرا لتحول قطاع كبير من الصحافيين للعمل الإعلاني المغلف بالطابع الصحافي انخفض المقابل المادي الذي يمنح لهم لقيامهم ليس فقط بعمل إعلانات وحسب بل للكتابة بطريقة دعائية لحساب هذا المعلن أو ذاك.

ولن نتمكن من تحقيق مكاسب وحقوق للصحافيين طالما والمعلن الصحافي يسرح ويمرح براحته وتحتل موضوعاته الإعلانية والدعاية الأماكن البارزة في صفحات الجرائد والمجلات.. والحل هو أن يتحول هؤلاء الصحافيون المعلنون إلى مهنة الإعلان والدعاية.. ويتركون مهنة المتاعب لأصحابها الحقيقيين الذين يعتبرون الصحافة رسالة إنسانية قبل أن تكون أي شيء آخر وبذلك سيتمكن هؤلاء من إرساء تقاليد صحافية حقيقية تحفظ كرامة الصحافي وتصون حقوقه..

samiaagbary@hotmail.com

Share

التصنيفات: منوعــات

Share