Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

إلى جانب الاستنزاف الجائر تلوث مياه الشرب.. ينذر بكوارث صحية وبيئية 75٪ من اليمنيين يعانون من أمراض واوبئة تتعلق بتلوث المياه!

تعتبر اليمن من الدول شبه الجافة نتيجة لشح هطول الأمطار لذا أصبحت البلاد تعاني  من نقص حاد في إمدادات مياه الشرب بما في ذلك المدن الرئيسية مثل صنعاء وتعز وعدن. والأدهى من ذلك تعرض المياه للتلوث الناتج عن أسباب نستعرضها في التحقيق التالي:
تحقيق/ علي محمد السريحي – بلال الراسني
أكدت دراسة رسمية يمنية صادرة عن الهيئة العامة للموارد المائية:  إن جميع المياه التي تتسرب إلى جوف الأرض تتعرض للتلوث قبل تسربها تحت سطح التربة من خلال التقاط مياه الأمطار لغاز ثاني أكسيد الكربون والمعادن والبكتيريا والملوثات غير العضوية من طبقات الهواء والتربة وكذا عند ملامسة تلك القطرات لسطح تربة مدافن النفايات فإنها تلتقط البكتيريا والفيروسات والمواد السامة قبل نفاذها إضافة إلى أن المبيدات الزراعية والمذيبات الصناعية والعوادم الكيماوية تعمل هي الأخرى على تلوث المياه المتسربة إلى طبقة التربة الزراعية لتشكل مياه الصرف الصحي خطراٍ حقيقياٍ على نوعية المياه ومدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي”.
 مؤشرات خطيرة
واعتبر تقرير برلماني أن التلوث المائي في اليمن المصدر الرئيسي للأمراض والأوبئة المنتشرة بين السكان مشيراٍ إلى أن 75٪ من اليمنيين يعانون من إصابات تتعلق بتلوث المياه أو بالأمراض ذات العلاقة بالمياه – أي ما يقارب 12 مليوناٍ من السكان.
وكشف التقرير الذي أعدته لجنة مختصة بالمياه والبيئة في مجلس النواب عن وجود حوالي ثلاثة ملايين مواطن مصاب بالتهاب الكبد الوبائي وأن 50٪ من وفيات الأطفال سببها الأمراض ذات العلاقة بتلوث المياه ويتوفى (55) ألف طفل سنوياٍ في اليمن بسبب هذه الأمراض – بمعدل (151) طفلا يومياٍ – وتوقع تقرير اللجنة البرلمانية أن استمرار هذا الوضع البيئي المتردي دون مكافحة فاعلة من الناحيتين العلاجية والوقائية سيسفر عن حدوث كوارث صحية وبيئية.
المشكلة في الشبكة
يقول أحد المهندسين بالمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي أنه من المؤكد بأن المياه التي تخرج من المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي تكون أنقى من مياه »الكوثر« التي يتم معالجتها بواسطة محطات خاصة – وأكثر صحية منها ولكن الخلل يكون في شبكة التوصيل إلى المستهلك والتي قد لاتصل إليه إلا وهي ملوثة.
 مشكلة تلوث المياه من المشاكل المهمة التي تواجهها المياه في بلادنا وهذا ما يؤكده الدكتور/ محمد النزيلي نائب رئيس مركز أبحاث المياه والبيئة جامعة صنعاء.
 ويشير النزيلي إلى أن تلوث المياه في بلادنا يعود إلى نوعين من مصادر التلوثº تلوث بيولوجي ((مخلفات الإنسان)) التي جاءت نتيجة التوسع في حفر وانشأ البيارات لتصريف المخلفات في بعض الأماكن لعدم وصول شبكات الصرف الصحي في بعض الأحياء.
بالإضافة إلى مخلفات المصانع والمعالجة التي لا تعالج بشكل كافُ مما أدى إلى تلوث المياه الجوفية.
أما المصدر الثاني فهو التلوث الطبيعي وهو عبارة عن التلوث الذي ينتج عن السحب الزائد للمياه الجوفية وبشكل كبير ما أدى إلى تركز بعض العناصر المطلوبة وبنسب أكبر مما هو مطلوب في المياه على سبيل المثال يعتبر عنصر الفلوريد من العناصر الهامة للإنسان في الماء لكن إذا زاد عن النسبة المطلوبة يصبح تلوثاٍ.
 غياب الرقابة
وأوضح المهندس/ منصور القدسي مدير عام الشئون الفنية بالمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي:  نغذي 40٪ من المياه التي يتم معالجتها في المؤسسة حتى تكون أنقى من مياه الكوثر. والمشكلة هي أن ما نسميه (الوايتات) هي التي تغذي 60٪ من المياه ولا نعلم ما إذا كانت مياها صالحة للشرب أم لا لأن الآبار التي تسحب منها المياه لا تخضع للرقابة.
الحل
مضيفاٍ: للحد من تلوث المياه الجوفية عملنا شبكة صرف صحي وغطينا 90٪ من أمانة العاصمة. وبالنسبة للمستشفيات لديها محطات خاصة ففي مستشفى الثورة لديهم وحدة الطب النووي التي تعمل على معالجة المخلفات ونحن نشرف عليها.
مؤكداٍ: نحن حريصون على أن تصل المياه للمستهلك نظيفة ولكن نواجه مشاكل أهمها التوسع العمراني خصوصاٍ في أماكن الآبار والذي يؤدي إلى تلوث تلك الآبار. أما بالنسبة لشبكة المياه وما يوجد فيها من تراكم الصدأ فهذا ليس تلوثاٍ وإنما نسميه (عكارة) وهذا يؤثر على الغسيل فقط. ففي المقاييس العالمية يسمح بـ(0  .  3) ملي جرام من الحديد للتر الواحد. والآن نعمل على تركيب وحدة معالجة الحديد للتأكد من أن نسبة الحديد مطابقة للمسموح به.
أما بالنسبة للاختلاط بين شبكة المياه وشبكة الصرف الصحي فأحياناٍ ما يكون ذلك فخلال هذا العام كانت هناك حادثة واحدة ونعمل على حلها..
Share

التصنيفات: تحقيقات

Share