Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

نوايا أوباما على المحك الفلسطيني

ابن النيل
 ‬ماذا‮.. ‬بعد الذي‮ ‬قالته وزيرة خارجية أوباما‮ ‬‮ ‬قبل أيام قلائل‮ ‬وعلى مسمع من أركان نظامنا الرسمي‮ ‬العربي‮ ‬ككل‮ ‬‮ ‬دونما التباس‮ ‬وبصريح العبارة‮ ‬‮ ‬كما‮ ‬يقولون‮ ‬من أنه لا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يطالب الجانب الفلسطيني‮ ‬بوقف الاستيطان الصهيوني‮ ‬في‮ ‬الأراضي‮ ‬العربية المحتلة كشرط مسبق‮ ‬لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الصهيونية ¿‮!‬
سؤال بات‮ ‬يطرح نفسه بإلحاح على جميعنا في‮ ‬راهن الوقت‮ ‬وأكثر من أي‮ ‬وقت مضى‮ ‬وقد راح البعض من بني‮ ‬قومنا مع الأسف الشديد‮ ‬يتحدثون عن هذا الأوباما‮ ‬‮ ‬وكأنما هو القاضي‮ ‬المنصف الذي‮ ‬جاءت به الأقدار ليمسح عن جبين العرب والمسلمين آثار ما أصابهم من كبير ضرر وأذى‮ ‬‮ ‬بفعل انحياز أسلافه لمغتصبي‮ ‬حقوقهم‮.. ‬منذ كانت النكبة الأولى‮..‬
ويبدو أن هذا البعض من قصار النظر‮.. ‬استند في‮ ‬رؤيته السياسية هذه إلى ما تعمد الرئيس الأميركي‮ ‬باراك أوباما اعتباره خطاباٍ‮ ‬موجهاٍ‮ ‬لنا‮ – ‬عرباٍ‮ ‬ومسلمين‮ –  ‬من قلب جامعة القاهرة في‮ ‬حينه‮ ‬‮ ‬وهو ما لا‮ ‬يعد وكونه مجرد تلاعب بالألفاظ فارغة المحتوى والمضمون‮.. ‬أراد أن‮ ‬يراهن صاحبها من خلالها على ضألة تفكيرنا وعقم استيعابنا‮ ‬مدركاٍ‮ ‬في‮ ‬ذلك حقيقة أنه لم‮ ‬يعد لدينا سوى أن نتسول من أعدائنا وأعداء أمتنا بعضاٍ‮ ‬من حقوقنا المغتصبة‮ ‬‮ ‬منذ ارتضينا لأنفسنا مهانة التسليم بالعجز دون مبرر‮.‬
ثم إن الرجل قد حظي‮ ‬بمنحه جائزة نوبل للسلام لقاء نواياه المبهمة‮ ‬‮ ‬ولم‮ ‬يعد بحاجة إلى أن‮ ‬يقدم ما من شأنه أن‮ ‬يشكل الحد الأدنى من حيثيات استحقاقه إياها‮ ‬‮ ‬وقد اعترف بذلك صراحة‮.. ‬حين قال تعقيباٍ‮ ‬على قرار منحه الجائزة ذاتها‮.. ‬ما‮ ‬يعني‮ ‬أنه لا‮ ‬يستحقها‮.‬
وكثيرة هي‮ ‬التصريحات الصحافية الصادرة عن أوباما بشأن ما اصطلح على تسميته‮ – ‬أميركياٍ‮ – ‬بقضية النزاع في‮ ‬الشرق الأوسط‮ ‬والممهورة بوعوده شبه الجادة والمسؤولة‮ ‬‮ ‬من أنه سوف‮ ‬يعمل من جانبه على ضرورة إنجاح حل الدولتين‮ ‬‮ ‬فضلاٍ‮ ‬عما ذهب إلى حد الإفصاح عنه أكثر من مرة‮- ‬لمجرد الاستهلاك الإعلامي‮ ‬ليس إلا‮- ‬من أنه‮ ‬غير راض عن إصرار أصدقائه الصهاينة على مواصلة نشر مستوطناتهم‮ ‬على اتساع ما توهمه الجانب العربي‮ ‬جسداٍ‮ ‬جغرافىاٍ‮ ‬للدولة الفلسطينية المرتقبة‮ ‬‮ ‬وفي‮ ‬القلب منه النصف الشرقي‮ ‬لعاصمة فلسطين التاريخية‮ ‬إلى‮ ‬غير ذلك من التصريحات والوعود الخلبية البراقة‮ ‬التي‮ ‬يرى فيها أنصار لعبة المفاوضات الماراثونية العقيمة مع العدو‮ ‬غايتهم المبتغاة‮ ‬بينما‮ ‬يتخذ منها الجانب الصهيوني‮ ‬سبيلاٍ‮ ‬لمضيعة الوقت وطمعاٍ‮ ‬لحصوله على المزيد من تنازلاتنا المجانية المهينة‮ ‬‮ ‬وليس أدل على ذلك من إلقائه المبادرة العربية إياها في‮ ‬سلة مهملاته‮ ‬إمعاناٍ‮ ‬في‮ ‬إذلالنا‮ ‬بينما نحن لم نشأ أن نتعظ بالمقابل‮.‬
ويكفي‮ ‬ما اعترف به أحد المتحدثين بلسان السلطة الفلسطينية في‮ ‬الآونة الأخيرة‮ ‬من أن الإدارة الأميركية مارست نوعاٍ‮ ‬من الضغوط السياسية على ممثليها‮ ‬بغية إجبارهم على المطالبة بتأجيل النظر في‮ ‬تقرير جولدستون إياه‮ ‬أمام المنظمة الدولية الأم‮ ‬بالإضافة إلى مطالبتهم بالامتناع عن توقيع ورقة المصالحة مع حماس في‮ ‬العاصمة المصرية‮.‬
الأكثر‮ ‬غرابة من كل هذا وذاك‮.. ‬ما قالته هيلاري‮ ‬كلينتون في‮ ‬سياق تصريحاتها الصحفية الأخيرة‮ ‬من أن تجميد بناء المستوطنات على الأرض الفلسطينية المحتلة‮.. ‬إنما‮ ‬يعد من وجهة نظرها‮.. ‬تنازلاٍ‮ ‬صهيونياٍ‮ ‬بامتياز‮ ‬وهو ما ليس بحاجة إلى أي‮ ‬تعليق من جانبنا على الأقل‮..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share