Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الصحافي‮ ‬السلطوي

‬يقصد بالصحافي‮ ‬السلطوي‮ ‬ذلك الذي‮ ‬يتحدث بلسان السلطة ويدافع عنها سواء كانت تلك السلطة ممثلة بسلطة الأحزاب بما فيها الحزب الحاكم أو السلطة المرتبطة بذوي‮ ‬النفوذ سواء كانوا رجال مال وأعمال أو مشائخ وأعيانا‮.‬
ويتصف الصحافي‮ ‬السلطوي‮ ‬بشخصية انتهازية ومصلحية من الطراز الأول‮ ‬فحين‮ ‬يكتب لا‮ ‬يراعي‮ ‬أخلاقيات المهنة وآدابها ولا تقاليد البلد وقيمه فكل همه أن‮ ‬يكسب رضا من‮ ‬يكتب نيابة عنهم‮.‬
والأخطر من ذلك أنه‮ ‬يتعالى على الجمهور العام‮ ‬‮ ‬وخاصة المواطنين البسطاء‮ ‬وحين‮ ‬يضطر للكتابة عنهم بتكليف من أسياده‮ ‬يكون الهدف من إثارة قضاياهم هو ابتزاز الخصم فقط‮.‬
وكلما اقترب الصحافي‮ ‬من السلطة أي‮ ‬سلطة‮ ‬وأخلص لها وابتعد عن الجمهور العام‮ ‬كلما أصبحت كتاباته جافة وبعيدة عن الموضوعية‮ ‬‮ ‬وفقدت مصداقيتها‮.‬
وبالرغم من أن الصحافي‮ ‬السلطوي‮ ‬يستخدم عادة في‮ ‬كتاباته تعبيرات نارية‮ ‬ولغته تبعد تماما عن اللغة الصحافية‮. ‬وتراه‮ ‬يتهم الصحافيين السلطويين في‮ ‬الإتجاه المعاكس له بخروجهم عن الكتابة الموضوعية‮ ‬‮ ‬وعن جادة الصواب بينما هو‮ ‬غارق في‮ ‬الكتابة اللاموضوعية‮.‬
ولا‮ ‬يخلص الصحافي‮ ‬السلطوي‮ ‬للسلطة التي‮ ‬يعبر عنها‮ ‬فبمجرد ما تسقط تلك السلطة‮ ‬ينكشف أمره‮ ‬فيتحول إلى السلطة الجديدة ليمارس نفس الدور السلطوي‮ ‬المقيت.ولا‮ ‬يعني‮ ‬ما سبق أن الصحافي‮ ‬لا‮ ‬يحق له أن‮ ‬يعبر عن سلطة ما ولكن أن‮ ‬يصبح أداة لتصفية الحسابات بين الفرقاء فذلك هو ما‮ ‬يسىء لسمعة الصحافيين عموما‮ ‬‮ ‬ولسلطة الصحافة على وجه الخصوص‮.‬
لذلك‮ ‬ينبغي‮ ‬علينا كصحافيين أن ننتمي‮ ‬لسلطة الصحافة‮ ‬وليكن شعارنا على الدوام‮” ‬لا سلطة تعلو فوق سلطة الصحافة‮”‬‮ ‬كسلطة رقابية تعبر عن هموم الجماهير وتعكس آمالها وطموحاتها‮. ‬وأقصد هنا بسلطة الصحافة أي‮ ‬الصحافة كمهنة لها تقاليد وأصول في‮ ‬الكتابة‮ ‬وتحكمها قوانين ومواثيق شرف صحافي‮.‬
وليتأمل كل منا في‮ ‬كتاباته الصحافية سيجد فيها قدرا ولو بسيطا من الكتابة السلطوية‮ ‬وذلك أمر طبيعي‮ ‬في‮ ‬مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص‮. ‬والأهم أن نقيم أنفسنا كصحافيين قبل أن‮ ‬يقيمنا الآخرون‮..

 
‬د. سامية عبدالمجيد الاغبري
samiaagbary@hotmail.com
Share

التصنيفات: منوعــات

Share