Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قطوف من مشاهد التلاحم الوطني

‬تختلف الرحلات وتتفاوت درجات انجذاب المسافر حسب طبيعة تفاصيلها والرحلة ضمت قافلة دعم‮  ‬شعبي‮ ‬متجه نحو صعدة أو حرف سفيان بالنسبة للصحفي‮ ‬هي‮ ‬تجربة من نوع خاص تستحق تدوين مشاهدها والتقاط تفاصيلها من الواقع مباشرة دون أي‮ ‬حواجز‮.‬
بالنسبة للقافلة التي‮ ‬تسنى لي‮ ‬الاسبوع الماضي‮ ‬مرافقتها فأهم ما‮ ‬يمكن الحديث عنه باختصار هو ان التحضير لها انطلق من خطبة الجمعة التي‮ ‬استطاع من خلالها الخطيب‮ – ‬هذه المرة‮ – ‬ايضاح الحقائق وإبراز ما استغفله‮ »‬للأسف‮« ‬من ظلوا‮ ‬يفرضون انفسهم على المنابر وعلى هذه المهنة الجليلة‮.. ‬فكان البيان‮ ‬والحكمة والموعظة الحسنة المعززة للوعي‮ ‬والانطلاق بتلك القافلة التي‮ ‬تجاوز حجم الإعداد لها كل التوقعات من وجهة نظري‮ ‬لكن ذلك لم‮ ‬يكن بمستغرب أمام تلك السماحة وذلك الإصرار الذي‮ ‬تحول إلى عزيمة ألهب جذوتها الوازع الديني‮ ‬والوطني‮ ‬في‮ ‬نفوس الجميع وإلى حرف سفيان انطلقنا‮.‬
بالطبع لا‮ ‬يهمني‮ ‬هنا الوقوف أمام ما احتوته القافلة أو بالأصح القوافل التي‮ ‬انطلقت ذلك اليوم في‮ ‬نفس الاتجاه لكن قراءة وجوه اعضاء القوافل كانت بالنسبة لي‮ ‬الزاوية الأهم فالجميع متحمس ويتمتع بأقصى اللياقة لتحمل حرارة الشمس اللاسعة وطول البال على مواجهة الاعطال الفنية لأي‮ ‬شاحنة‮ ‬والانتظار والتروي‮ ‬ثم الانطلاق وهكذا الطيبة والتكاتف مفردات جسدت نبل الهدف والمقصد والإصرار والتآزر‮ ‬غيض من فيض‮ ‬والغاية واضحة ولا مجال للتردد‮..‬
تناغم‮ ‬يرسم لوحة مشرقة‮ ‬غاية في‮ ‬النقاء تجسد عمق التلاحم الوطني‮ ‬وفعل إنساني‮ ‬عنوانه استشعار الواجب والتفاعل الخلاق لوأد الفتنة واستئصال عناصر الإرهاب والتمرد‮.. ‬وتطهير صعدة السلام من دنس المارقين والقتلة وقطاع الطرق‮.‬
تمضي‮ ‬القافلة وفي‮ ‬الطريق إلى حرف سفيان القادم مبتسم والعائد كذلك والمواطن الذي‮ ‬يصادفك على جانب الطريق‮ ‬يدعو لك بالتوفيق ولأبطال القوات المسلحة والأمن المرابطين في‮ ‬مواقع الشرف والبطولة بالنصر على البغاة واعداء الوطن والانسانية في‮ ‬صعدة‮ ‬أما ذلك الجندي‮ ‬الذي‮ ‬يقابلك في‮ ‬النقاط الأمنية فتقرأ من إشراقة وجهه الأسمر وفي‮ ‬هامة وقوفه في‮ ‬أشد أوقات الشمس الحارقة قصة الوفاء والتضحية والتحدي‮ ‬ومعنى الاستبسال بكل أبعاده الأخلاقية والوطنية‮.‬
مشهد‮ ‬يستحق الوقوف والتأمل هي‮ ‬تلك اللحظات التي‮ ‬شهدتها ساحة اللواء‮ ‬29‮ ‬مشاة مكانيك عمالقة التي‮ ‬حطت القافلة فيها رحالها فكان اللقاء فكانت حميمية العناق مع أولئك الأماجد من منتسبي‮ ‬هذا اللواء البطل‮.. ‬يقف المقدم عبدالرحمن الربيعي‮ ‬نائب قائد اللواء للشؤون السياسية مرحباٍ‮ ‬بكل القادمين وملامح الارتياح النفسي‮ ‬لمثل هذه المبادرات الاخوية تسطرها كلماته‮ ‬فيما‮ ‬يقف العقيد عبدالله محمود الجائفي‮ ‬المتحدث باسم اللواء محيياٍ‮ ‬باسم قيادة هذا اللواء الصامد الجميع بهذه القوافل التي‮ ‬وصفها بقوله‮ »‬انها تنسج شرايين النصر وتؤكد روح المصداقية من قبل ابناء الوطن وتشعر الجندي‮ ‬في‮ ‬أرض المعركة بأنه ليس وحيداٍ‮ ‬في‮ ‬صفوف القوات المسلحة والأمن البواسل بل‮ ‬يشاركه ويدعمه في‮ ‬ذلك الملايين من ابناء الوطن في‮ ‬هذه المعركة الوطنية الكبرى‮.. ‬مجدداٍ‮ ‬العهد باسم جميع ضباط وجنود هذا اللواء الأشاوس لله والوطن أنهم سيكونون أوفياء وأمناء على الوطن وأن‮ ‬يدافعوا باستبسال حتى آخر قطرة من دمائهم‮.. ‬مؤكداٍ‮ ‬أن النصر قادم بإذن الله على هذه الشرذمة الإرهابية‮.. ‬فيما جاءت كلمات المتحدثين والوافدين إلى ساحة هذا اللواء من أصحاب القوافل تحمل ذات الدلالات الوطنية في‮ ‬تحمل المسؤولية إلى جانب إخوانهم من ابناء القوات المسلحة والأمن في‮ ‬الدفاع عن الوطن وسحق واستئصال التمرد‮.. ‬واستعدادهم لبذل الغالي‮ ‬والرخيص والتضحية في‮ ‬سبيل الانتصار لأمن الوطن واستقراره‮.. ‬
اختتم هذا المشهد ببعض أبيات قصيدة شعبية جادت بها قريحة احد المرافقين للقافلة‮ ‬يدعى‮ »‬أبو فؤاد‮« ‬هزت وجدان الجميع ويقول فيها‮:‬
والله ما جينا لنتصور ونستعرض أمام القافلة
لأجل الظهور عبر الوسائل والصحف تتناقله
جينا لأجل الموت والموت من أجل الوطن ما أجمله
جنب الجيوش بالقن المرتد اقسى درس لازم‮ ‬يفهمه
لبيك‮ ‬يا داعي‮ ‬الوطن ذا عهد منا سجله
لقائد الأمة بأنا جند له ما نخذله
تتواصل قوافل النصر وتتشابك الأيادي‮ ‬ويتوحد الموقف الوطني‮ ‬ضد عناصر الفتنة والإرهاب الذين تجاوزوا في‮ ‬تماديهم وأعمالهم الإجرامية كل القيم الإنسانية‮.. ‬وصارت نهايتهم قريبة إن شاء الله‮..

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share