Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حلفاء منطق العبث

عادل خاتم

 

إذا كانت النوايا تسبق المواقف بل وتحدد مسارها في مابعد وتعدد اشكال وصور ردود الفعل حولها فإن ما يمكن أن نستنبطه من هذه الفرضية على صعيد المشهد السياسي والانتكاسات المتتالية – غير المبررة – للحوار هو أن هناك من لا يريد التحاور وإن تظاهر أنه يؤمن به ويقدسه فالدافع إلى ذلك معروف ولا يحتاج إلى التوضيح أو لمجرد التلميح.

 

لست هنا معنياٍ باتهام ذلك الحزب وتبرئة الآخر فمثل هذا الاتهام – تجاوز أوانه – نحن في بلد لا يستطيع أحد أن يتهم الآخر – أياٍ كان – بإظهار ما لا يبطن أو انتقاد ذلك الاختلاف والاهداف والبرامج وحتى المرجعيات لأي حزب فموقع المشاهد على مدرجات الملعب الديمقراطي يجبره على متابعة تباري الفرق كيفما كان أداؤها وعلى أي شاكلة لكن ذلك لا يمنعه من التعليق على طبيعة الأداء لا سيما إذا كان هناك من اللاعبين من يحاول اكتساب النقاط الذي وإن كان على حساب انتهاك الديمقراطية كقانون يضبط مسار واخلاقيات المتلاعبين وانتهاك شرعية التباري والتنافس والقبول بالنتائج بروح ديمقراطية أيضاٍ.

 

ان ما يحدث على ساحة الملعب السياسي وما نلمسه من تصرفات العبث والتخريب في بعض المناطق لم يعد له أي ارتباط البتة بقيم الديمقراطية والوطنية  بل تشويه متعمد لها من قبل اعدائها والمتخوفين منها والذين ما تزال نزعات التسلط والشمولية تجري في عروقهم فجاءت تصرفاتهم وردود أفعالهم الظاهرة قبل الباطنة تعريهم وتكشف سوء نواياهم ومراميهم الخبيثة التي تهدم ولا تبني وتأخذ ولا تعطي وتؤجج الأوضاع بغية اشعال الفتن وتدعم المارقين والداعين إليها ثم لا تفتأ تنبري لتبرر أفعالهم في عملية فوضى لا ينقصها التآمر على الوطن وتنفيذ أجندة أعداء الخارج وفي الوقت الذي ندين كل تلك الحماقات وافعال الغوغاء والإجرام التي يقترفها بعض العناصر المارقة وذوي السلوكيات المنحرفة ونؤكد أهمية التطبيق الصارم للقانون والإجراء الرادع وانزال اقصى العقوبة ضدهم وبأسرع وقت من منطلق ما يمكن أن يعززه السكوت والمهادنة في جانب تنامي المخاطر وفتح شهية المتعطشين لأعمال الفوضى فإن ما لا يمكن تجاهله هو ذلك التخاذل والتواطؤ واللامبالاة من قبل بعض المسؤولين واعضاء المجالس المحلية والأجهزة التنفيذية في بعض المناطق والمحافظات التي تنشط فيها أعمال التخريب والذين لا ندري ما الذي يدفعهم إلى التنصل من القيام بمسؤولياتهم كشركاء في تحقيق التكامل الرسمي والشعبي والدفع به في اتجاه تعزيز المواقف واللحمة الوطنية التي من شأنها مجابهة كل التحديات والمخاطر والتصدي لها دون هوادة وخلق بيئة خانقة وطاردة لكل من تسول له نفسه أو يراوده الإخلال بالأمن والاستقرار أو البحث عن أدوار عبثية تأخذ أي طابع يروم الإضرار بالوطن..

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share