Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

انتخاب قائد الانقلاب!!

علي الريمي

عجيبة هي الديمقراطيات العربية فما إن تخرج من مأزق حتى تقع  في أزمة!¿

موريتانيا.. هذه الدولة العربية – الافريقية – القليلة السكان والصغيرة المساحة ينطبق عليها  – تماماٍ – السيناريو – أعلاه – فهذا البلد ما إن يخرج من أزمة قاتلة.. حتى يقع – من جديد – في مأزق خانق!!

فبعد مضي بضعة أشهر قليلة على حدوث ذلك الانقلاب – الأبيض – للجنرال محمد ولد عبدالعزيز »وليس بن«!! على الرئيس المنتخب ديمقراطياٍ سيدي ولد الشيخ عبدالله وما تترتب على ذلك من دخول البلاد – الموريتانية – في أزمة داخلية شديدة الاحتقان بين مظاهرات سلمية منددة بالانقلاب ومن قام به.. ومظاهرات مضادة تؤيد الانقلابيين وضد عودة الرئيس (الشرعي) المنتخب! وما بين الموقفين برز البعد الثالث الذي فضل الإمساك بالعصا من المنتصف! على الرغم من مشاهد الصدامات الدموية التي كادت تحول البلاد إلى حمامات من الدم!!

وظل الوضع المأزوم – هناك – لبضع شهور في حال لا يْسر.. وواجهت موريتانيا مقاطعة وصلت إلى حد العزلة من مختلف دول العالم خصوصاٍ من تلك الدول التي لها أدوار تاريخية في موريتانيا.. وحتى المستعمرين السابقين.. وظل الوضع اليومي شبه مختل في ظل تأزم الأوضاع السياسية ووصولها إلى درجة الاحتقان بين الفرقاء المؤيدين لسلطة الأمر الواقع (الانقلاب) وأنصار النظام المخلوع.. وغابت لغة العقل ومنطق الحكمة وطغى عنصر الشد والجذب.. وتقديم الولاءات لهذا الطرف أو ذاك.. حتى كاد البلد يذهب إلى حد انفجار الوضع ليبدأ مسلسل الوساطة ويتسابق الوسطاء القادمون من هنا وهناك وكل يعرض بذل مساعيه الحميدة وربما غير الحميدة لإصلاح ذات البين وإعادة حبل الود والتواصل بين حكام البلاد الشرعيين والانقلابيين الديمقراطيين والديكتاتوريين في سيناريو المفاوضات داخل موريتانيا وخارجها.. إلى أن انتهى ذلك المسلسل الممل بالتوقيع على اتفاق (داكار) برعاية الرئيس السنغالي عبدالله واد الذي أنهى حالة الاسنقسام السياسي »الشاذ« الذي أوشك على إدخال موريتانيا في المجهول.. واقتضى ذلك الاتفاق أن يتم إجراء انتخابات جديدة ومن ثم عودة الرئيس سيدي ولد  الشيخ ولو صورياٍ.. ليقدم استقالته حفظاٍ لماء الوجه!! ليتم بعدها تشكيل حكومة »تكنوقراط« مؤقتة.. حتى إجراء الانتخابات الرئاسية!

آخر السطور

 جرت الانتخابات الموريتانية السبت الماضي.. وأعلنت النتائج النهائية.. التي أتت بالمرشح محمد بن عبدالعزيز الذي هو ذاته الجنرال محمد ولد عبدالعزيز الذي سبق له الإطاحة بالرئيس المنتخب سيد عبدالله ابن الشيخ ومع الإعلان الرسمي عن فوز الجنرال محمد ولد عبدالعزيز  طعن أربعة مرشحين معارضين في فوزه وطالبوا بتحقيق دولي مْحايد في عملية الاقتراع والنتائج التي أسفرت عنها.. ووصل الأمر بالمعارضة إلى درجة الدعوة إلى إعلان التعبئة تأهباٍ للدخول في أتون أزمة لا يْعرف إلى أي مدى قد تصل عواقبها!!¿

على أن الجنرال المنتخب في اقتراع السبت ولد عبدالعزيز فضل الإعلان عن أنه لا يفضل الدخول في مواجهة مع المعارضة.. وكأنه يقول إنه لا يأبه بمعارضيه.. باعتباره منتخباٍ من الشعب العربي الموريتاني!!

Share

التصنيفات: منوعــات

Share