Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

23 يوليو.. وأناشيد الفقراء

ابن النيل

> سبعة وخمسون عاماٍ.. على ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام ٢٥٩١م وما يزال صوت قائدها التاريخي العظيم يرن في آذاننا.. أن ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد.

> سبعة وخمسون عاماٍ بالتمام والكمال.. وما تزال أمة العرب أحوج ما تكون إلى التوحد بكل ما جاءت به ثورة يوليو العربية المعاصرة من قيم ومبادئ ومثل عليا.

> سبعة وخمسون عاماٍ.. وكلما منيت أمتنا بأي من المحن والشدائد.. يتساءل جميعنا وبصوت عال: ماذا لو كان عبدالناصر موجوداٍ بيننا¿!.

> سبعة وخمسون عاماٍ.. ومن قلب أميركا اللاتينية.. يأتينا الرئيس الفنزويلي هو جو تشافيز وكأنما هو يسألنا واحداٍ واحداٍ: أين نحن من توجهات قائد ثورتنا الأم.. ولماذا لم نكْنúه بعد رحيله¿!.

وتبقى ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام ٢٥٩١م.. عنواناٍ لذلك الزمن العربي الجميل الذي صنعته.. إبان خمسينيات وستينيات القرن الماضي في واحدة من أخصب مراحل تاريخنا الحديث وقد اصطلح على تسميتها بسنوات التحدي والكبرياء وإن جاءت في توقيت بعينه لتنتصر لإرادة الملايين من أبناء أمتنا ولتمنحهم كامل الأحقية في حياة حرة كريمة.. بعد طول غبن وحرمان ويكفي أنه بفعل قيامها.. اندلعت أناشيد الفقراء في سائر بلداننا وعلى اتساع خارطة وطننا الأكبر.. من خليجه وحتى المحيط وما تزال تلك الأناشيد تتغنى بمآثر ما تحقق لنا تحت رايتها العروبية الخالصة من مكتسبات وطنية وقومية.. على كافة الصعد والمستويات.

ويبقى صانع أمجاد ثورة يوليو الخالدة.. ملهماٍ لأحرار الأمة العظيمة التي أنجبته.. وعلى مر العصور صحيح.. أنه لم يكن نبياٍ يوحى إليه حتى تصل تعاليمه إلى حد التقديس لكنه لم يكن رمزاٍ عابراٍ في تاريخ أمة.. حتى تتركه القافلة وتمضي أصاب وأخطأ..

لكنه ظل يناضل بجسارة الرجال وكبرياء الأمة حتى النفس الأخير وقد مضى إلى رحاب ربه شهيداٍ وهو يضمد جراح أمته في آخر مؤتمر للقمة العربية انعقد في حياته.

ولما كانت الثورة في حقيقة الأمر.. هي علم التغيير كما يقولون فقد غيرت ثورة يوليو وجه مصر وانتقلت بها من مجتمع النصف في المائة إلى مجتمع الكفاية والعدل ثم راحت تشد من أزر أنصار الثورة العربية هنا وهناك بل ذهبت إلى حد مؤازرتها ثورات الشعوب المغلوبة على أمرها في كل من آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية وبادرت بتأسيس حركة عدم الانحياز.. لتكون بمثابة القوة العالمية الثالثة إلى جانب القوتين الأعظم في حينه تحقيقاٍ للتوازن الدولي المأمول.

وتبقى الشواهد الحية على عظمة ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام ٢٥٩١م ماثلة أمام أعيننا وفي القلب منها سد أسوان العظيم وقد ذهب البعض من أعداء الثورة- مع الأسف الشديد- إلى حد المطالبة بهدمه بعد رحيل عبدالناصر وفي سياق الحملة الإعلامية الرخيصة والمشبوهة.. التي استهدفت النيل منه ومن إنجازات ثورته فجاءت تقارير المنظمات الدولية بعدها كأبلغ رد على كل هؤلاء حين أكدت في مجملها حقيقة أنه لولا السد العالي لكانت سنوات الجفاف التي أعقبت فاجعة الرحيل.. كافية في حد ذاتها لتعريض حياة ثلث سكان مصر لخطر الموت وكل عام وأنصار الثورة العربية بألف خير..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share