Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ظöلال الفساد..!

عاصم السادة

 

 

لا أدري لماذا هيئة مكافحة الفساد لم تقم حتى الآن بالدور الذي يفترض أن تقوم به بدلاٍ من الاكتفاء بإطلاق الشعارات الجوفاء التي لا تجدي والمطالبة والبحث عن مساندة من الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية.

 

 

أليست الهيئة ذات كيان وقرار مستقل وميزانية مالية ضخمة ولها صلاحيات كاملة ومباشرة في اتخاذ الإجراءات المترتبة عليها ضد الفاسدين..!

 

 

فمنذ تم إنشاء الهيئة قبل عامين ونحن نترقب اليوم الذي سيمثل أمامها مسؤول ثبت عليه أن طغى في الأرض فساداٍ ليحاسب ويعاقب حتى يكون عبرة لأمثاله لكننا في الواقع صدمنا حينما وجدناها منذ بداية تأسيسها تكتفي بمطالبة المسؤولين في مؤسسات الدولة وأجهزتها بتسليم إقرارات ذممهم المالية وهو مجرد روتين – لتضييع الوقت – لا يسمن ولا يغني من جوع..!

 

 

إن اعتقاد أعضاء الهيئة أن مسؤولاٍ سيأتي إليهم بذمته المالية يقول فيها إنه يملك فلتين في أرقى الأحياء السكنية بالعاصمة وفلتين في القاهرة وأخرى في لندن ورصيداٍ في سويسرا وخمسمائة لبنة في عدن وأربع سيارات فارهة آخر طراز.. هذا مستحيل..¿!

 

 

وعليه إذا اعتمدت الهيئة اعتماداٍ كلياٍ على ما يقدمه المسؤولون من ذمم مالية كأساس في محاسبة الفاسدين فإنها بالطبع لن تصل إلى شيء.

 

 

ولو أن الهيئة جادة في مكافحة الفساد بالفعل لكانت من بادئ الأمر شرعت في فتح ملفات وتقارير جهاز الرقابة والمحاسبة والعمل بموجبها بمحاسبة كل من له تقرير فساد لكن ما يبدو أنها عكس ذلك وهي خجولة!

 

 

والحقيقة أن الصمت الذي يعتري الهيئة في ظل الفساد الواقع في بلادنا وانتشاره بصور فظيعة يثير الشك لدى الكثير منا ويجعلنا نعتقد أن وراء الأكمة ما وراءها.

 

 

وخلاصة القول: إن الفساد المالي والإداري المتفشي في بلادنا بات عصي استئصاله طالما وأن التعاطي معه بات بهذه الطريقة التي لا تشير إلى وجود الجدية الكاملة نحو تحقيق هدف اجتثاث الفساد والفاسدين..

 

 

ومن أجل اقتلاع الفساد من جذوره وتطهير وطننا منه ينبغي نزع مظلة الفساد التي يستظل ويحتمي تحتها الكثير من الفاسدين.. فيا ترى متى ستنقشع تلك المظلة عن الفاسدين¿¿!..

 

 

Share

التصنيفات: مكافحة الفساد

Share