Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

لفتة ريمة

 
 
محمد سلام الشرجبي
 
مْنح الأدباء والكتاب اليمنيون في تعز قطعة أرض لكل واحد وكان حظي أن يْدرج إسمي في قائمة المحظوظين ليكون نصيبي بالحصول على قطعة أرض وقد غمرت الفرحة والبهجة كل فرد في الاتحاد في تعز خاصة أولئك الذين يعانون من بيوت الايجار كأمثالي وهذا ما وعدنا به الأخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح والعمل اليوم جار على قدم وساق من قبل الأخ المحافظ لاختيار الموقع المخصص للأراضي.
هذه اللفتة الكريمة من قبل الأخ الرئيس جاءت عرفاناٍ بالجميل وتكريماٍ لأصحاب الأقلام الشريفة تلك الأقلام التي كان لها الدور المميز في التمهيد ومساندة ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر في وقت مبكر ولو عدنا إلى الوراء قليلاٍ لأدركنا إدراكاٍ كاملاٍ لا مجال فيه للشك أن معظم من شملتهم تلك اللفتة والعناية الكريمة هم أصحاب الأقلام البيضاء وليس الصفراء التي تتلون كالحرباء.
فقد سخروا أقلامهم بالكلمة الهادفة والشريفة منذ أكثر من خمسين عاماٍ من القرن الماضي ضد الاستعمار البريطاني في عدن والإمامة في صنعاء فمنهم من صاغ المقال الملتهب ومنهم من كتب الأنشودة الوطنية ومنهم كان يكتب في صحيفة «الفضول» للشاعر عبدالله عبدالوهاب الفضول ومنهم من كتب في صحيفة «فتاة الجزيرة» لمحمد علي لقمان ومنهم من كتب في صحيفة «النهضة» لعبدالرحمن جرجره ومنهم من كتب في صحيفة «الفجر» للأستاذ الشاعر علي عبدالعزيز نصر والذي كرمته وزارة الثقافة قبل شهرين ومنهم من كتب في صحيفة البعث أو صوت العمال لسان حال الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن.
إنهم وحدويون حتى النخاع لم يتبدلوا أو يتغيروا منذ أكثر من نصف قرن والدليل على دعوتهم للوحدة عندما أطلقوا على إسم مقر الاتحاد العام للعمال بهذه التسمية «الاتحاد العام لعمال اليمن الطبيعية» هذا هو شعار هؤلاء الكتاب المثقفين وكان الاتحاد العمالي أكثر عمالة من المناطق الشمالية أما بقية العمال من أبناء محافظة عدن مما شكلت تلك الكثافة العمالية وروابط الإخاء والمحبة والألفة بين أبناء الشمال وأبناء محافظة عدن.
حتى أن الإنجليز وفي شركة الزيت البريطانية عندما سلم الأحياء السكنية في البريقة وحي الروضة في القلوعة في المعلا والتواهي وفي خور مكسر لم يعط أو يسلم تلك البيوت لأبناء محافظة عدن وحدهم بل شمل أبناء المناطق الشمالية وها هم إلى اليوم مالكين وساكنين تلك البيوت وهذا دليل واضح على أن اليمنيين موحدون بالفطرة جغرافياٍ قلباٍ وإنساناٍ موحدون منذ أن كان الشمالي يترك قريته ويذهب إلى عدن عبر المنافذ بدون جواز أو بطاقة شخصية أو مرور هكذا الحال الذي عرفناه ومن قبلنا الآباء والأجداد منذ مئات السنين ولم نعرف البطاقة الشخصية سوى عندما خرج الإنجليز من عدن ووصل إلى الحكم الحزب الاشتراكي ولم نعرف الاغتيالات والتصفية الجسدية سوى عندما أغتيل المناضل عبدالقوي مكاوي في الشيخ عثمان بعد عودة وفدي جبهة التحرير والجبهة القومية من القاهرة بعد الاجتماع بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي حاول الوفاق بين الجبهتين لكن وفد الجبهة القومية أختار طريق التصفية للوصول إلى السلطة بمساعدة الإنجليز وكان هذا سبب دخول اليمن في الظلام.
إنها وصمة عارُ في جبين التاريخ أن نسمع ذلك الصوت النشاز وما يردده أولئك النفر بالانفصال ولا يسعني إلا أن أقول لهم كما قال الشاعر محمد سعيد جراده عند عودة السلاطين من لندن بعد أن وقعوا إقامة حكومة السلاطين ممثلة بالاتحاد الفدرالي.
بعت القضية بالنقود وجئتنا بوريقة من صنع الاستعمار
يا ليت أمك لم تلدك ويا ليتها ماتت بعسر ولادة لحمار.

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share