Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الحوار المسئوول

 الحوار هو لغة العقل وهو أسلوب حضاري في حل أي مشكلة بعيداٍ عن العنف المضر بالمجتمع ككل.

وكما قال أرسطو الفيلسوف اليوناني الشهير «أنه من العدل أن يأتي الرجل من الجحيم لخصومه «لفائدتهم» بمثل ما يأتي به لنفسه»

من هذا المنطلق تأتي دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى الأحزاب والقوى الوطنية للحوار على أساس الثوابت الوطنية وهي دعوة مسئولة تنم عن إدراك واع لحجم المسئولية الواقعة عليه. كما أنها تنم أيضاٍ عن استيعاب حقيقي لأهمية اللحظة التي تمر بها اليمن حالياٍ من ظروف تستوجب على الجميع الارتقاء إلى مستوى المسئولية بما يتفق وطبيعة الأزمة والتعامل بعقلانية من أجل إيجاد نقاط الالتقاء والعمل عليها ومن ثم البحث عن إيجاد حلول للمشاكل العالقة أو اختلافات الرؤى على أسس تخدم أمن واستقرار ووحدة اليمن .

إن مايحدث الآن هو نتيجة لما قد حدث في الماضي وبالتالي فإن أزمة اليوم ستكون سبباٍ لما قد يأتي مستقبلاٍ .

وحتى لا يكون الحوار حوار طرشان أو حواراٍ للحوار نفسه وليس حواراٍ من أجل الوطن ومصلحته العليا أو أن يكون حواراٍ بهدف اكتساب نقاط لطرف على طرف آخر وكي لا يكون الحوار كذلك فإنه على المتحاورين أن يكونوا مدركين أنهم لا يمثلون أنفسهم أو مصالحهم الخاصه وإنما يمثلون الشعب بكل فئاته وطموحاته ومصالحة وأمنه واستقراره وتطوره .

الأمر الذي يتطلب من المتحاورين الارتقاء بأطروحاتهم وأفكارهم إلى مستوى الأزمة ليثبتوا لمجتمعهم أنهم أصحاب علاقة واعية بالواقع المحيط وما قد يترتب على تحاورهم من نتائج إيجابية على حاضر ومستقبل اليمن في حالة نجاح الحوار أو العكس من ذلك في حالة فشله لا سمح الله .

إن الإدراك الكامل للمتغيرات المحيطة وما يترتب على اليمن نتيجة لهذه التغيرات يساهم بشكل إيجابي في عملية الحوار فالقراءة الصحيحة لهذه المتغيرات غير المندفعة تحت تأثير العامل العاطفي تسهم في الاستفادة من دروسها والتأسيس عليها للمستقبل وأن ذلك لن يتأتى إلا بفهم الحاضر وفهم الحاضر بشكل صحيح لايمكن أن يكون بدون الاستفادة من تجارب وخبرات الماضي.

لايفوتنا هنا الإشارة إلى أهمية الاجتهاد العقلاني والمنطقي لفهم الآراء المطروحة من قبل كل طرف باعتبارها قاعدة أساسية لإنتاجية الحوار وعدم التشويش عليها أو ضرب بعضها ببعض.

من أجل أن يكون الحوار منتجاٍ وفعالاٍ على الأقل من وجهة نظري المتواضعة يجب أن تكون هناك حالة من القبول بين الأطراف وأن لا يأتي طرف الى الحوار وهو في قرارة نفسه رافض للطرف الآخر.

بمعنى آخر أن يكون هناك انفتاح وقبول نفسي للأطراف المتحاورة وهذه النقطة باعتقادي الشخصي مهمة جداٍ لأنها تشكل مفتاحاٍ نفسياٍ لبدء الحوار بصورة جيدة كما أنها تساعد على تقبل كل طرف لرأي الطرف الآخر.

قد يشكك بعضهم بإيجابية الحوار أو الخروج منه بنتائج إيجابية ولكنني أتساءل ما هو المعرقل للحوار إذا كان جميع المشاركين فيه متفقين على المصلحة الوطنية العليا وهم أبناء وطن واحد¿ إلا إذا كان المتحاورون يتحدثون بلغات مختلفة!

وفي اعتقادي أن دعوة فخامة الرئيس للحوار تعتبر فرصة طيبة يجب أن يتلقفها المعنيون ويتجاوبوا معها وأن يكون دورهم إيجابياٍ وبدون شروط مسبقة وذلك لسبب بسيط أن صاحب الدعوة هو رأس الدولة دستورياٍ وقانونياٍ وسياسياٍ وأخلاقياٍ وراعي مصالحها ومرجعيتنا الأخيرة.
فهل يكون الرد بمستوى أهمية وحساسية اللحظة التاريخية التي نعيشها وبالتالي يكون الحوار مسئولاٍ بمسئولية الجميع أمام وطنهم¿¿

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share