Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

أوباما وعالم خالُ من السلاح النووي!!

محمد عبدالرحمن المجاهد

 تبدر كثير من الإدارات الأميركية المتعاقبة أفعالاٍ وأقوالاٍ (تفطس من الضحك) وكما يقال ـ شر البلية ما يضحك فأخيرا جاء عن الرئيس الأميركي (أوباما) كلام فيه من الضحك على الذقون و(الفشر) ما يبعث على العجب العجاب والاستعجاب فقد ورد في مجمل كلام له في أحد لقاءاته مع الزعماء الأوروبيين أنه سيسعى لجعل العالم خاليا من السلاح النووي مع أنه يعرف أن بلاده تمتلك من السلاح النووي ما يدمر الكرة الأرضية كلها ألف مرة ومثلها تملك روسيا والصين وكذلك الهند وإسرائيل وغيرها من الدول.

 

ومع ذلك  نظن أن الرئيس (أوباما) خانه التعبير وأنه كان يقصد أنه سيعمل على أن يكون العالمان العربي والإسلامي خاليين من السلاح النووي بل ومن أي سلاح آخر يمكن أن تدافع به الشعوب العربية والإسلامية عن نفسها ضد أعدائها وفي مقدمتهم  أميركا ذاتها وكل حلفائها في دول الغرب وإسرائيل الربيبة المدللة التي تؤكد المعلومات أنها تمتلك ما يزيد عن مئتين وخمسين قنبلة نووية ذرية بينما يفرض الغرب وبكل دوله حظرا شديدا على أية دولة أو بلد عربي يفكر مجرد تفكير بامتلاك أي سلاح من أسلحة التدمير الشامل أو حتى أي سلاح تقليدي يصحح المعادلة بين البلدان العربية والكيان الصهيوني..

 

هذا مع إمكانية أن تتساهل أميركا ودول الغرب أحيانا تجاه دول إسلامية غير عربية تسعى لامتلاك أي سلاح مدمر بما في ذلك السلاح النووي كما حدث مع باكستان وكما سيحدث مع إيران التي يحدثون معها ( زوبعة في فنجان ) كما يقول المثل ذرا للرماد في العيون وفي النهاية ستمتلك إيران سلاحها الذري النووي ليكتمل القوس التدميري على الأمة العربية منها ومن الكيان الصهيوني بينما عندما أراد العراق أن يصنع الذرة وينشئ المفاعلات النووية للأغراض السلمية لم يكتف الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأميركية بالأساليب والوسائل السلمية لمنعه من ذلك بل شنت أولا الطائرات الإسرائيلية بدعم لوجستي من بعض الأنظمة العربية غارة جوية ضربت فيها المفاعل النووي العراقي لعله يرتدع لكنه واصل سعيه الدؤوب ليس لامتلاك أسلحة التدمير الشامل كما يدعي الأعداء وإنما لخلق نهضة علمية عالية متطورة ونهضة شملت كثيرا من الجوانب الحياتية لشعب العراق..

 

فما كان منهم إلا أن تعمدوا استفزازه حتى  استدرجوه لاكتساح الكويت لأسباب وظروف هم يعرفونها وبعدها توالت الأحداث مرورا بالحصار الظالم ثم الغزو والاحتلال تحت مبررات عدة أكذبها امتلاك العراق للسلاح النووي ولكثير من أسلحة التدمير الشامل وأيضا للعلاقة المزعومة بتنظيم القاعدة التي أثبتت الأحداث والوقائع بطلان تلك الإدعاءات وبهتانها باعتراف الإدارة الأميركية السابقة دون خجل أو حياء..

 

والقضية وما فيها أنهم لم ولا يريدون لا للعراق ولا لأي بلد عربي أن ينهض ويتطور وبالذات في الجوانب العسكرية والعلمية والاقتصادية وهو ما حققه العراق الذي أعاده الغزاة المحتلون قروناٍ إلى الوراء حيث دمروا فيه كل شيء ينبئ عن حضارة سابقة ولاحقة وذلك عقابا له لرفضه التطبيع مع الكيان الصهيوني أسوة بغيره من الأنظمة العربية ولإصراره على إنتاج الذرة سواء للأغراض السلمية أو لغيرها..

 

والآن يريد الرئيس (أوباما) أن يجعل العالم خاليا من الأسلحة النووية وهو إنما يقصد ويهدف من خلال كلامه ذاك العالم العربي أولا والإسلامي ثانيا و(المعنى في بطن الرئيس) وإلا كيف سيصبح العالم خاليا من الأسلحة النووية  وعديد من بلدان العالم تمتلك أسلحة نووية وأميركا في مقدمتها¿ هل سيبدأ بتدمير وتحطيم أسلحته النووية ليقنع الآخرين بالحذو حذوه ¿ أم سيعمل هو وأقرانه الغربيون على إقناع الآخرين بأساليب الضغط المختلفة بتدمير أسلحتهم والاستغناء عنها والاكتفاء بالأسلحة التقليدية  ¿ في الوقت الذي لم تنجح محاولاتهم مع إيران وكوريا الشمالية أعتقد أن ذلك أمر مستحيل حصوله إلا في حالة واحدة فقط وهي أن تقوم أمريكا وحلفاؤها كمبادرة منهم بتدمير أسلحتهم التدميرية والنووية حينذاك ربما يقتنع الآخرون بالحذو حذوهم.

 

وبغير ذلك يكون (أوباما) يهرف بما لا يمكن حدوثه فهو إما أنه يعني بكلامه كل دول العالم دون استثناء وبذلك يصير الكلام (هذرفة) محموم أو أنه إنما يعني العالم العربي والإسلامي فقط عند ذلك يكون الكلام مجرد رغبة سامية للرئيس ( أوباما ) ورثها عن أسلافه وما قاله إنما هو نوع من التأكيد والإصرار..

 

أما حكاية الاستبيان الذي جرى في أميركا وأظهر أن نسبة 11٪ من الأميركان يصرون على أن الرئيس (أوباما) مسلم وهذه أيضا من مضحكات الكوميديا السوداء التي تنطلق كثيرا في بلاد العم سام فالرجل يؤكد في أكثر من مرة وأكثر من قول وفعل أنه غير مسلم وأنه لا يقل نصرانية وصهيونية عن أي رئيس أميركي سابق ولا يقل تطرفا عن أي مواطن أميركي تجاه القضايا العربية وكل القضايا الإسلامية فهو قد يبدي تساهلا ومرونة تجاه إيران وتجاه أية قضية أخرى في العالم إلا تجاه القضية الفلسطينية فلا مرونة ولا تنازل عن دعم إسرائيل وأمن إسرائيل ذلك (الكيان الصهيوني الضعيف الذي لا يملك لا سلاحاٍ نووياٍ ولا أسلحة تدميرية محرمة) صبها ويصبها على رؤوس الفلسطينيين في غزة وكل الأرض العربية فرئيس كأوباما يرى ما تصنعه قواته في العراق وأفغانستان وباكستان وما يفعله الكيان الصهيوني في الأرض العربية والإسلاميةكيف يمكن أن يكون مسلما ¿ كلا وألف كلا حتى ولو اسمه واسم أبيه وجده وجد جده أسماء عربية إسلامية فلن يكون مسلما أبدا وحاشا للإسلام الحنيف دين المحبة والعدل والسلام أن يكون حامله عدوا لله وللمسلمين حتى ولو شهد الشعب الأميركي كله بإسلامه ولو لبس عمامة أكبر من قبة الكونجرس الأميركي فالإسلام ليس اسما ولا كلاما يقال لكنه أخلاق وأفعال تنبئ عن سمو الإسلام ومقاصده ومعانيه..

 

والحقيقة أن ذلك الاستبيان الذي أظهر اعتقاد نسبة 11٪ من الأميركيين بأن (أوباما) مسلم إنما جاء انطلاقا من رؤية الأميركيين للإسلام وأنه على غرار إسلام أغلب الحكام العرب ومن والاهم الذين ليس فيهم من الإسلام إلا الأسماء فقط وما عدا ذلك فهم بأعمالهم وتصرفاتهم لا يقلون خطرا على الإسلام من أعدائه وشائنيه وكم نخشى أن نرى في المستقبل القريب أو البعيد وقد أصبحت أميركا عضوا مراقبا في أهون الأحوال في منظمة المؤتمر الإسلامي لا لشيء إلا لأن اسم أبو أوباما (حسين) اسم إسلامي أو لأن الحكام العرب وبعض الحكام المسلمين سيجدون أن أوباما أكثر إسلاما منهم فيزكونه أو يزكون بلاده لعضوية المنظمة الإسلامية ولن يكون ذلك مستغربا ويستطيع حينها أوباما ومن زكاه أن يتحججوا بأن في أميركا كثير من المسلمين وأنها تتمتع بشروط العضوية أكثر من غيرها كمثل روسيا التي هي عضو مراقب في المنظمة ومثلها كثير وليس فيها رئيس اسم أبيه (حسين) فهذه ميزة لا يتحلى بها غيره..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share