إسرائيل تستخدم الطعام كسلاح ضد مليوني شخص في غزة
اتهم المفوض العام لوكالة “الأونروا” فيليب لازاريني، إسرائيل باستخدام الطعام كسلاح لتجويع مليوني فلسطيني في قطاع غزة، مشدداً على أن القطاع يعيش مأساة غير مسبوقة.
جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، حيث أكد أن آلية المساعدات التي أُنشئت مؤخراً بدعم أميركي وإسرائيلي تحوّلت إلى “فخّ للموت”، واصفاً إياها بأنها “عمل مهين وبغيض”، يكرّس سياسة الإفلات من العقاب.
وأشار لازاريني إلى أن “الأونروا” نفسها أصبحت هدفاً في الحرب، وأن موظفيها يتعرضون للاعتقال والترهيب من قبل الجيش الإسرائيلي، مؤكداً استمرارهم في أداء مهامهم رغم المخاطر. كما حذّر من تهجير غير مسبوق في الضفة الغربية لم يُشهد مثله منذ عام 1967.
وفي تطوّر آخر، أعلنت منظمة “المطبخ المركزي العالمي” استئناف عملياتها في غزة بعد توقف دام 12 أسبوعاً.
وميدانياً، أعلنت سرايا القدس تفجير حقل ألغام واستهداف جرافة وآليات شرق خان يونس. فيما واصل جيش الاحتلال عمليات النسف للمباني السكنية في جنوب القطاع، وسط تصاعد حصيلة ضحايا “مصايد الموت” الإسرائيلية إلى 450 شهيداً وآلاف الجرحى والمفقودين.
وفي الضفة، كثف الاحتلال اقتحاماته، لا سيما في طولكرم، حيث أفادت مصادر فلسطينية بمداهمات ونهب أموال ومصوغات ذهبية من منازل الأهالي.
جريمة مركبة
وفي نفس السياق قال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عدنان أبوحسنة، إن أماكن توزيع المساعدات، والمعروفة باسم منظمة غزة الإنسانية، تشهد “جريمة مركّبة”.
وقال أبوحسنة إن المنظمة تستدعي الجوعى إلى تلك الأماكن، وهم منهكون ومتعبون، في عملية تضليل وخداع لعشرات الآلاف الذين يتوجهون لتلك المناطق، ومن ثم يتم قتلهم في الطريق، وهم ذاهبون وعائدون، وخلال انتظارهم للمساعدات.
وأوضح المتحدث باسم الأونروا أن “عملية توزيع المساعدات بهذه الآلية، غير منظمة وغير إنسانية، وتعتبر عملية مهينة ومذلة”.
وتابع قائلاً: “انتباه العالم توجه صوب الحرب الإسرائيلية الإيرانية، ولم تعد تركز على ما يحدث في قطاع غزة، وهناك أعداد كبيرة وخطيرة من القتلى والجرحى كل يوم، الأطفال يحرقون في الخيام، الأوضاع الإنسانية تتدهور بصورة دراماتيكية، والمجاعة تنتشر في كل أماكن قطاع غزة”.
وحذر أبوحسنة من نفاد الوقود في غزة، وقال: “أمام القطاع 3 أيام حاسمة بالنسبة لموضوع الوقود، حيث لا تسمح إسرائيل لشاحنات الأونروا والأمم المتحدة بالحصول على ما تبقى من وقود في بعض المخازن بمنطقة رفح، ونفاد الوقود يعني توقف المستشفيات، وبعض الآبار التي ما زالت تعمل، ويعني توجه الناس لمصادر غير آمنة، وهو ما يساعد في انتشار الأمراض”.
أطول أزمة
من ناحية أخرى قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إن محنة لاجئي فلسطين تبقى “أطول أزمة لجوء في العالم لم تحل بعد”، داعية المجتمع الدولي إلى إيجاد “حل عادل ودائم” لهم.
جاء ذلك في تغريدة نشرتها المنظمة الأممية على صفحتها بمنصة “إكس”.
وأضافت الأونروا: “تظل محنة لاجئي فلسطين أطول أزمة لجوء في العالم لم تحل بعد”.
وتابعت: “حان الوقت لإنهاء هذه الدوامة، لقد أثّر النزوح والحرب على حياة أجيال من العائلات الفلسطينية”.
ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والمساهمة في “إيجاد حل عادل ودائم لمحنة لاجئي فلسطين”.
Comments are closed.