Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عاصم السادة: “خليك دحدوح”!

لا شيء يعطيك دفعة كبيرة من الإصرار والجلدة والصبر والاستمرار رغم الألم العميق في النفس الذي لا يمكن أن يُمحى من الذاكرة مهما تقادمت الدهور وتظل عبرة لكل إنسان رأى ذلك المشهد البطولي للصحفي وائل الدحدوح الذي لم تثنيه صواريخ الكيان الصهيوني التي تستهدف فلذات أكباده لكي تسكته وتحجب الحقيقة عن العالم المتخاذل أمام وحشية النازية الجديدة “إسرائيل” بحق الفلسطينيين في قطاع غزة!

كالجبل يقف صادحا بصوته الهادر بالتراجيديا التي تحدثه آلات الدمار والقتل الإسرائيلية في غزة وعموم فلسطين كل ساعة كاشفا بشاعة عدو أرعن وجبان لا يرعوي بطفل ولا امرأة استشهدوا بصواريخه وصاروا تحت التراب.. فبعد كل قصف عليه -أي “الدحدوح”- ينهض نافضاً أثر الغبار عنه ليكمل رسالته الإنسانية بكل شجاعة واقدام وكأن لم يصب بأذى!

الدحدوح وجميع الصحفيين بغزة، حالات فريدة في عالم الصحافة الدولية، فهم يعطون دروساً ميدانية ومجانية على الهواء مباشرة في الإعلام والتضحية من أجل الحرية والكلمة الصادقة والمواجهة والمغامرة في سبيل الدفاع عن الحقيقة وفضح جرائم الاحتلال الغاصب.

الدحدوح، شخصية اختزلت كل معاني الرجولة والاخلاص والوفاء والتضحية لوطنه والقضية الفلسطينية العادلة.

ولا أخفيكم أننا صرنا نردد كلمة “خليك دحدوح”، كمثال للعزم والقوة والوطنية والهمة والصمود الاسطوري في وجه أعتى غطرسة في العالم على غرار “خليك رجال” باللهجة اليمنية الدارجة أو “خليك جدع” كما يقول المصريين!

وفي العموم هذه سجايا الفلسطينيين برمتهم، وما الدحدوح سوى أحد هؤلاء الصناديد الجبابرة الذين يسطرون ملاحم بطولية في وجه صلف الكيان المحتل الذي يستخدم أقصى قوته ونفوذه الدولي لإبادة شعب عربي عريق جذوره ضاربة في أعماق الأرض.

وما يحدث للدحدوح ينطبق مع جميع الزملاء الصحفيين المتواجدين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة وكذا جنوب لبنان الذين يتعرضون باستمرار للقمع المباشر وغير المباشر بهدف ارعابهم  ومحاولة لكسر إرادتهم وثنيهم عن تعرية سوءة الاحتلال وحجب المجازر التي يرتكبها بحق الفلسطينيين على مرأى ومسمع من العالم!

إن استهداف إسرائيل للزملاء الصحفيين في قطاع غزة وجنوب لبنان يؤكد بجلاء الزيف والتضليل الذي كان يتوارى خلفه الاحتلال ويتشدق بمعاني الحرية والديمقراطية ويدعي الحضارة المنعدمة أساساً في سلوكه الإجرامي البشع في حق الفلسطينيين العزل والمدنيين ويستخدم كل أساليب القمع التي تتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية.

 

 

Share

التصنيفات: أقــلام

Share