Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عاصم السادة: غزة.. الاختبار الصعب

من ينتقص أي فعل يقف أمام الغطرسة الإسرائيلية من أي جهة كانت لنصرة أبناء جلدتنا في غزة فهو إما صهيوني أو يعاني من اضطرابات نفسية أو إمعه أعماه الحقد والحسد حتى صار رافضا لكل شيء يهم مصلحة اﻷمة برمتها.

وإذا كانت “اﻷنا” تغلب على نمط تفكير هؤلاء ولا يحبذون ما يقدم عليه خصومهم للوقوف بما لديهم من أجل فلسطين، فليفعلوا هم وسيصطف الجميع خلفهم، فما يحدث لغزة لن يستثني أحد إن تمكنت إسرائيل مما تهدف إليه.

لا تجعلوا نوبات الانتقام تتحكم بمواقفكم أمام قضايا جسام تحدد مسار مستقبل الجميع، فغزة اليوم قطب الرحى التي ستقرر إما أن نكون أو لا نكون!

وإذا كنتم غير قادرين على فعل ذلك، فلزموا الصمت على اﻷقل أفضل من الظهور في وضع المساعد ضد أبناء أمتكم!

الأمر ليس فيه بهرجة واستعراض كما تظنون، ألم تشاهدون المجازر اليومية في غزة، عائلات بأكملها شُطبت أسمائها من السجل المدني نتيجة القصف الجنوني لطيران الاحتلال الإسرائيلي على مساكنهم، فضلاً عن استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس دون مراعاة لأي شرائع وقوانين وأعراف دولية ولا إنسانية ولا أخلاقية.

ما يجب على الجميع محلياً وعربياً واقليمياً في الوقت الراهن تجاه غزة والقضية الفلسطينية بالتحديد التحرك الجاد والقوي لإيقاف همجية الكيان الصهيوني وآلة القتل التي ترتكب مجازر وحشية بحق المدنيين بغزة جلهم أطفال ونساء.. وبالتالي بات الأمر مصيريا لقيام دولة فلسطين واستعادة أرضيها المحتلة وعودة الفلسطينيين إلى بلدهم.

القضية الفلسطينية ليست وليدة 7 أكتوبر2023 حتى تقف أمريكا مع الكيان الإسرائيلي وتؤيد حق الدفاع عن نفسه، فالاحتلال لفلسطين عمره 75 عاماً، استباحت خلالها إسرائيل كل حقوق الفلسطينيين واستكثرت عليهم العيش والبقاء على أرضهم وإقامة دولتهم المشروعة، ومع ذلك لم تنبس “واشنطن” ببنت شفه تجاه الاعتداءات الإرهابية الصهيونية والحصار الخانق على الفلسطينيين طيلة تلك المدة غير الهينة، وبالتالي فإن ازدواجية المعايير المتبعة في السياسية الأمريكية تجاه قضايا الشرق الاوسط بل والعالم ستجعلها تفقد حضورها الدولي عما قريب، وستصبح قوة محدودة النفوذ أمام صعود قوى جديدة تتقاسمها حكم عالم!

لا تلتفتوا ولا تذعنوا للسمفونية الغربية، التي تدندن حولها عن الحريات وحقوق الانسان واحترام مواثيق الامم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تنفذ ما تريد منها بإنتقائية مفضوحة بما تخدم مصالحها وترمي على الحائط  ما لا يتناسب مع توجهاتها الامبريالية وشبقها في نهب ثروات البلدان واستباحة دماء أبنائها وتفكيك عراها الاجتماعية تحت يافطات مذهبية وطائفية ومناطقية لاسيما في الشرق الأوسط وأفريقيا، والنماذج كثيرة ولعل العراق وأفغانستان إنموذجان لبشاعة ما ارتكبته أمريكا ولاتزال تمضي على ذات النسق أخرها اليوم في غزة حين استخدمت “الفيتو” وعارضت أي مشروع يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة!

دعو الخلافات جانبا الآن، واستنهضوا الهمم، فهناك عدو مشترك لا يريد لأمتنا العربية أن تقف في صف واحد، فهو يلعب على وتر التباينات الداخلية ليبقى في مأمن واستقرار ينهش في جسد أوطاننا ويعتاش على دمائنا مستغلاً صراعاتنا البينية التي لا تستحق كل هذا الاشتباك غير المبرر!

 

 

 

Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share