Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

بابٌ مضرّجٌ بالمجهول

محمد القعود

تخلّتْ عنهُ الجدران،

وتركته أسيرًا للفراغ..

مضرّجًا بالمجهول

ومثخنًا بالنوايا السيئة

لصيادي الظلال القديمة،

وحرائق النسيان المفاجئة..

تخلّتْ عنه الأركان

وتركته مُواربًا على كآبتهِ

يقطّر زفراته المعتّقة

حسب التوقيت الخشبي للقلق..

تركته عاريًا في الريح

يشكو من عُواء الوحشة

وأصداء الأسئلة العقيمة..

يشكو من يبوسة مفاصله

وذبول قامته المتهالكة..

تخلّتْ عنه العتبات

وتركته في دروب الاغتراب

يحترق من اليُتم،

ويتأوّه بعمقٍ

من كوابيس المعاول الجائلة..

تخلّتْ عنه المفاتيح

وتركته في الحيرة،

يتحسر على ذكرياته المشردة

في المدن الصماء..

تركته يختنق بغبار الصمت

ورذاذ الظلام

يعاني من أرْضة الفقدان

وثقوب المناخ الغادرة..

البابُ، صار وحيدًا

بلا هيلمان

لم يعد ينتمي إلى قبيلة الأشجار،

لم يعد ينتمي

إلى فتوّة الجدران

وصداقة المدى..

صار وحيدًا

وفقيرًا.. بلا عابرين

بلا ظلال، بلا أنامل حميمة

تُوشمه بالمودة

وتبث فيه بهجة اللقاء..

الباب المزهو بضجة الماضي

صار يعاني من أنياب البطالة

ومن الفراغ المخيف

وقوارض البهتان!!

Share

التصنيفات: غير مصنف

Share