Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

طه العامري: روسيا وعملية ( الدونباس) ومشاعر شعوب العالم

قد يكون أبرز ما رافق العملية العسكرية في الدونباس هو هذا الشعور الذي يستوطن غالبية شعوب العالم وخاصة في وطننا العربي حيث غدت عملية روسيا في أوكرانيا هي القضية التي تشغل المواطن العربي وأيضا شعوب العالم الإسلامي والعالم الثالث بشكل عام..

إذ نجد غالبية هذه الشعوب تتمنى الانتصار لروسيا الاتحادية ورئيسها وقيادتها وجيشها في أوكرانيا، بل هناك من يدعون الله ويبتهلون له بأن ينصر روسيا الاتحادية ورئيسها وقيادتها وجيشها على نظام زيلينسكي وعصابته وعلى الغرب وأمريكا، ولو أجرينا استفتاء بين شعوب العالم وخاصة في الوطن العربي والعالم الأسلامي ودول وشعوب العالم الثالث، لقالت 80 ٪ من هذه الشعوب بمختلف لغتها وثقافتها ومعتقداتها الدينية انها تتمنى النصر لروسيا ورئيسها الشجاع وجيشها  وتتمنى الهزيمة لنظام أوكرانيا وأمريكا والغرب..؟!

هذا الشعور الذي يعتمل في وجدان غالبية شعوب العالم المقهورة من الغطرسة الغربية _الأمريكية له أسباب وعوامل ذاتية وموضوعية أبرزها أن روسيا الاتحادية وقبلها كان الاتحاد السوفيتي وقبلهما كانت الإمبراطورية القيصرية لم يكونوا يوما جزءا من المحاور الاستعمارية، ولم يقدموا يوما على غزو دولة أو شعب وليس لهم تاريخ استعماري كحال الغرب وأمريكا..

أن الشعب الروسي بكل تحولاته التاريخية كان ولايزال شعب أصيل وعريق يتحلى بقيم المحبة والتسامح ويرتبط مع كل شعوب العالم بروابط حضارية وثقافية، ولروسيا قيصرية كانت أو سوفيتية أو بصورتها الراهنة، جذور حضارية وتاريخية مؤغلة ولها قيم وتقاليد ثقافية واجتماعية تعبر عن إصالتها وتتميز عن كل بلدان الغرب وأمريكا ممن ليس لهم تاريخ وقامت دولهم على القتل واستعمار شعوب أخرى، كحال الدول الغربية التي لها تاريخ استعماري وحشي وبشع ومخزي، أو كحال أمريكا التي لا تاريخ لها ولا قيم ولا أخلاقيات حضارية، وقامت على انقاظ السكان الأصليين من الهنود الحمر وعلى جثث ملايين الأفارقة الذين خدعتهم وجلبتهم من بلدانهم الأصلية ثم حولتهم إلى (عبيد)؟!

بعيدا عن الاستطراد في بشاعة التاريخ الاستعماري للغرب وأمريكا، فأن مواقف وسلوكيات أمريكا والترويكا الأوروبية خلال القرن العشرين والقرن الحالي كاف لكي يدفع سكان العالم الثالث وخصوصا العرب والمسلمين، لمقت تصرفات ومواقف أنظمة الغرب وأمريكا كانظمة استعمارية يتعاملون مع الآخر حليفا كان أو عدوا بتعال وغطرسة وسخرية رغم كل الشعارات الكاذبة التي يرفعها الغرب وأمريكا عن الحريات والحقوق والتحضر والتقدم والإنسانية، وكلها قيم تتاجر بها أمريكا والغرب الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق شعوب العالم الثالث في اسيا وأفريقيا والوطن العربي..!!

أن فلسطين شاهده على جرائم أمريكا وبريطانيا، كما هي شاهدة على نفاق أوروبا واكاذيبها وزيف قيمها وأخلاقياتها..؟!

لقد مارست أمريكا كل الوسائل الاستعمارية القذرة بحق الشعوب ولاتزال، وورثت عن الاستعمار البريطاني كل الحيل القذرة والسلوكيات البشعة والأكاذيب الوقحة وازدواجية المعائير..!

وأمريكا خلال الحرب العالمية الثانية خدعت العالم كله حين أوهمت العالم انها هي المنتصرة وليس الاتحاد السوفييتي الذي ضحى ب30 مليون وأنقذ العالم من النازية فيما أمريكا ألقت بقنابلها النووية في ترهيب العالم بقدرتها النووية وفي المقدمة الاتحاد السوفيتي صانع النصر على النازية ومنقذ البشرية من النازين، لكنها أمريكا إمبراطورية استعمارية ولدت من رحم إمبراطورية استعمارية أخرى هي بريطانيا التي تحولت إلى وصيفة للمستعمر الإمبريالي الجديد أمريكا التي لا تؤمن بقيم ولا بقوانين ولا بتشريعات دولية ولا بحريات أو بحقوق إنسان، أن أمريكا لا تعترف إلا بمصالحها وما يحقق مصالحها الاستعمارية.. ويتذكر العالم جيدا جرائمها من هيروشيما ونجازاكي الي فيتنام إلى ما أطلقت عليها بجمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية، جرائم انطلقت ولم تتوقف وشملت مختلف القارات، تمثلت في  قتل زعماء والقيام بانقلابات وتظليل الرأي العام ونهب ثروات الشعوب وممارسات الازدواجية في مواقفها وبكل وقاحة وصلف ودون خشية أو خجل..

ويكفي جرائمها في أفغانستان والعراق وليبيا وسورية والسودان وفي أماكن كثيرة في جغرافية العالم، ارتكبت أمريكا من الجرائم ما يجعلها دولة إرهابية وليست دولة تكافح الإرهاب..؟!

لكل هذه الأسباب نجد  اليوم شعوب العالم تتمنى وتبتهل إلى الله أن يهزم أمريكا وكل من يساندها.. وذات الشعوب ترجوا الله وتبتهل إليه أن ينصر روسيا الاتحادية والصين على أمريكا وحلفائها، من أجل عالم عادل، عالم يحترم القوانين الدولية ويحترم حرية وسيادة وكرامة الشعوب وتمكينها من التعبير عن ذاتها وتقرير مصيرها بعيدا عن الاملاءات والوصاية الأمريكية وغطرستها..!

أن أمريكا وخلال الفترة من عام 1990 م وحتى اليوم قدمت أسواء النماذج الاستعمارية المتوحشة وقدمت نفسها كدولة إمبريالية مجردة من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية، وراحت تتعامل مع العالم كعبيد معتبرة نفسها سيدة العالم الحر والعالم الحر المقصود هي أمريكا وحلفائها الأوروبيين الذين تحتلهم أمريكا حتى اليوم ففي ألمانيا _مثلا _هناك 80 قاعدة عسكرية أمريكية تبتز بها السلطات الألمانية وتتحكم بقرارها من خلال هذه القواعد، الأمر ذاته ينطبق على اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، وفي  أي بلد فيها قواعد أمريكية تعتبر هذه البلدان بلدان محتلة لا قرار لها ولا سيادة ولا كرامة، وأخرى فقيرة وليس فيها قواعد عسكرية أمريكية ولكن فيها (وكالة التنمية الأمريكية)..؟!

لكل ما سلف فإن العالم يتمنى هزيمة أمريكا والغرب، ويتمنى انتصار روسيا الاتحادية ويتطلع لعالم متعدد الأقطاب تسود فيه العدالة واحترام حرية وسيادة وكرامة وحرية الشعوب وتمكينها من تقرير مصائرها والشعور حقيقة بسيادتها وحريتها بعيدا عن الوصاية الأمريكية الغربية وهيمنتهما الزائفة والمخادعة والمظللة عن قيم وأخلاقيات ليس لها وجود في قاموس وأخلاقيات أمريكا وغطرستها..؟!

يجب أن تسقط غطرسة (السوبر باور) وتسود العدالة المجتمع الدولي وتتنفس شعوب العالم الحرية والعدالة والشعور بذاتها كشعوب حضارية غير خاضعة لسطوة وتسلط أمريكا..

أن أنظار غالبية شعوب العالم تتجه اليوم نحو روسيا الاتحادية  تتعاطف معها وتتمنى فوزها وانتصارها  في المواجهة، وتعلم أن روسيا في أوكرانيا لا تواجه أوكرانيا ولا حتى الناتو بل تواجه الغطرسة الأمريكية والغرور الأمريكي والتوحش الأمريكي، وروسيا اليوم هي البطل والمنقذ لكل شعوب الأرض التواقة للحرية والعدالة، الحالمة بلحظة الانعتاق من كابوس يسمى أمريكا..؟!

واجزم ان العرب والمسلمين وشعوب العالم الثالث هم في طليعة الحالمين بافول نجم السوبر باور، والعرب تحديدا لديهم قناعة ان فلسطين لن تعود إلا بضعف أمريكا ولهذا نرى العرب متفائلين بعودة روسيا الاتحادية كقطب قوي على الخارطة الدولية وبصعود الصين، وهم سعداء بكل ما يؤدي لتراجع أمريكا وتقهقرها كدولة توظف القوة لتطويع شعوب العالم وارهابها، لسنا ضد الشعب الأمريكي الذي نتمنى له كل الخير، بل نحن ضد النخبة الاستعمارية الإمبريالية التي تحكم أمريكا، مع العلم ان رغباتنا هذه هي أيضا رغبات الكثير من شعوب أوروبا ورغبة قطاع واسع من الشعب الأمريكي الذي بدوره ضاق ذرعا بسياسة نخبه المتحكمة بقراره ومصيره..!

أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فتحت أمالا في ذاكرة الشعوب العالمثالثية، أمالا تحمل في طياتها تمنيات ورغبات هذه الشعوب بانتصار روسيا وهزيمة أمريكا، وهذه القناعات حصيلة طبيعية لكل سياسة الغطرسة والهيمنة التي مارستها أمريكا وتريد بكل وقاحة مواصلتها حتى مع روسيا والصين، لكن هذا لم يعد ممكنا، ولذا ستضطر أمريكا قريبا التسليم بالأمر الواقع وسيهتف العالم أجمع وقريبا (فيفا روسيا) وباذن الله وقوته وإرادة أحرار روسيا والعالم.

ameritaha@gmail.com

 

 

Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share