Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

طه العامري: فلسطين.. شماعة تعلق عليها معاطف المطبعين؟!

بطرق ووسائل وتبريرات لا تخلوا من الوقاحة السافرة يبرر المهر لون نحو (التطبيع) مع العدو (الصهيوني) من الأنظمة والحكام العرب والمسلمين بأن هذا التقارب مع العدو وإقامة العلاقات الدبلوماسية والتجارية والأمنية والاستخبارية والثقافية معه إنما هو لخدمة (القضية الفلسطينية) ولصالحها ومن أجل حلول عادلة تعيد للشعب العربي الفلسطيني أراضيه ودولته وحقوقه..؟!

كلام فضفاض وعبارات كاذبة تردد على مسامعنا منذ نصف قرن وتحديدا منذ قرر (السادات) إبرام إتفاقية الذل والعار والتي اخرج بموجبها مصر من جدلية الصراع العربي _الصهيوني، لنسمع بعد ذلك مسمى آخر للصراع وهو (الصراع الفلسطيني _الإسرائيلي) بعد إسقاط (عروبة) الصراع وإسقاط (الصهيونية) عند وصف العدو..؟!

وقد فتحت سياسة إخراج مصر بثقلها القومي ومن دورها الريادي إلى هرولة الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية وأخرى لم تكون عربية ولا مسلمة ولكنها كانت صديقة للعرب ومتضامنة معهم فيما يتعلق بقضيتهم المركزية الأولى (فلسطين) ورفضت الاعتراف بهذا الكيان الاستعماري الاستيطاني او إقامة علاقة معه حتى فتح السادات لهم هذا المعبر فدلفوا منه نحو هذا الكيان ومعهم في هذا كل الحق، إذ لا يمكن أن نلومهم طالما مصر قلعة العروبة قد تخلت عن دورها القومي واسقطت مشروع قائدها الخالد الرئيس جمال عبد الناصر الذي وضع مبدأ قومية المعركة وقومية تحرير فلسطين وهو القائل :أن الكيان الصهيوني هو رأس حربة للقوى الاستعمارية، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الأخرى ستكون رأس حربة وطليعة النضال العربي في مقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر.. هذه المبادئ تخلي عنها النظام العربي في قمة الدار البيضاء عام 1974م حين تم الاعتراف (بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني)..

اعرف ان هناك قادة في الثورة الفلسطينية كانوا يقفون وراء هذا الاعتراف ويسعون لتحقيقه إنطلاقا من رغبتهم في تحقيق قدرا من الحرية والاستقلالية في إدارة الشأن الفلسطيني بعيدا عن تدخلات النظام العربي الرسمي ولكنهم لم يدركوا أن عبد الناصر قد رحل إلى جوار ربه وان مصر لم تعد مصر التي كانت في عهده..!

بعد هذا الموقف الذي اتخذه العرب الذي قالوا فيه للشعب الفلسطيني اذهبوا وقاتلوا أن شئتم وكما تشاؤن وانتم أحرار بقضيتكم ليتنصلوا من واجبهم القومي لنجد أنفسنا بعد فترة نتحدث عن (صراع فلسطيني _إسرائيلي) ولم يعد هناك ذكر لصراع عربي صهيوني..؟!

على إثر ذلك سارعت الكثير من الأنظمة التي كانت صديقة ومتضامنة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية للاعتراف بالكيان المحتل ومثلها ذهبت أنظمة عربية وإسلامية لإقامة علاقة مع العدو، وان كان المطبعين من العرب والمسلمين برروا هذه العلاقة بأنها جاءت ( لمصلحة القضية الفلسطينية) ومن أجل حل القضية ؤإعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني..؟!

فالسادات برر علاقته مع الكيان بهذا المبرر وأخرون رددوا نفس مبررات السادات، ومع ذلك لم يجني الشعب العربي في فلسطين مكاسب تذكر وعلى مختلف الصعد من وراء هذه العلاقات، ليقرر الرئيس الشهيد ياسر عرفات بعد أن ضاقت به الأرض العربية وبقضيته وبعد أن أجبر على مغادرة الأردن إلى لبنان ثم أجبر على مغادرة لبنان إلى بلدان الشتات العربي بقواته التي وجدت نفسها تبعد عن مسرح عملياتها بآلاف الكيلو مترات وتفصلها عن فلسطين بحارا وبحارا على رأي الفنان عبد الحليم حافظ، ليقول الشهيد عرفات مقولته الشهيرة (أريد كيلوا متر مربع داخل فلسطين لتستقر فيه الثورة، ومنها يا نحرر أرضنا أو نموت على ترابها أحرارا )..؟!

فجاءت كارثة الخليج وغزو العراق للكويت وقد حضرت فلسطين ولكن في خديعة جديدة وكان( مؤتمر مدريد للسلام ) وإدرك الشهيد عرفات أن هذا المؤتمر لم يكن سوى وسيلة أمريكية صهيونية للتغطية عن مؤامرة حرب الخليج وتدمير القدرات العربية وتلميع صورة حلفاء أمريكا في المنطقة والتغطية على خيانتهم للأمة وقضاياها ووجودها، فذهب مغامرا نحو (أوسلو ) وهو مؤقن بالخديعة ولكنه كان وكل قادة الثورة جاهزين ومعدين أنفسهم ومستعدين للخيانة العربية والكونية التي ستواجههم ، لكن بذات الوقت لم يكن أمامهم من خيار إلا خوض المغامرة فكان مشروع (غزة _أريحا) خيارا مرا ولكنه متاح وليس هناك ما هو متاح غير هذا المشروع، الذي أخذه ابو عمار كموطي قدم متاح في الداخل الفلسطيني والأمر الآخر والأهم وضع العالم أمام أمر واقع يحرج الراعي الأمريكي والمحتل الصهيوني والوسيط العربي والإسلامي والدولي..!

ومع كل هذه التنازلات التي قدمت لم يصل الشعب العربي الفلسطيني الي بر الأمان ودفع الرئيس أبو عمار حياته ثمنا وزادت الغطرسة الصهيونية والنفاق العالمي وظهرت أمريكا كدولة لا كلمة لها ولا عهد ولا ذمة ولا تحترم تعهداتها وكأنها مجرد عصابة وليست دولة عظمى..؟!

أستفزني يوم أمس تصريح وزير الخارجية التركي الذي زار الكيان وصرح من هناك بأن علاقة بلاده بالكيان تأتي (لصالح القضية الفلسطينية ومن أجل حل عادل لها)؟!!

نفس هذه العبارة استخدمها السادات في( كمب ديفيد) والملك حسين في( وادي عربة) واستخدمها حكام المغرب والإمارات والبحرين وعمان والسودان، ويقولها كل من يهرول للتطبيع مع الكيان المحتل والإستيطاني، وكل هولا وبكل مواقفهم الزائفة لم يخدموا فلسطين ولا شعبها ولا قضيتها ولم يخدموا سوى سياسة العدو الاستيطانية الذي ضاعف من استيطانه ومن مصادرة الأراضي العربية التي اعترف بها في اتفاق (اوسلو) برعاية أمريكا ومع ذلك لم تحرك أمريكا ساكنا أمام التوسع الاستيطاني فزادت على إثر ذلك معاناة الشعب العربي الفلسطيني جراء التهجير ومصادرة المزيد من الأراضي وهدم البيوت على رؤس سكانها وقتل وتشريد واعتقالات واقتحامات بالجملة للأحياء والمدن العربية الفلسطينية وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية وممارسة عنصرية وقحة وسافرة تجرد ليس العدو من انتمائه للإنسانية بل تجرد العرب والمسلمين والمجتمع الدولي من كل القيم والاخلاقيات والمشاعر الإنسانية ناهيكم عن المنظمات الدولية التي لا تقل وقاحة وبشاعة وإنحطاط عن الدول الراعية لها.

أن ما تشهده فلسطين بأرضها وإنسانها يمثل وصمة عار في جبين العالم المجبول بكل قيم النفاق والزيف والكذب والانحطاط..؟!

إذا اي مصلحة فلسطينية تعود من التطبيع وعن طريق المطبعين الذين يوجه لهم الكيان الصفعة تلوا الصفعة وبالأحذية على خدودهم؟ ثم يقولوا انهم يقيموا علاقة مع الكيان لمصلحة فلسطين..؟!

ليبقى السؤال الأكثر حضورا في الذاكرة، هو ماذا قدم المطبعين من العرب والمسلمين لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته؟

هل ساهموا في وقف الاستيطان؟ هل ساهموا في الإفراج عن المعتقلين من رجال ونساء فلسطين داخل سجون العدو؟ هل ساهموا في الإفراج عن قرابة 400جثمان لشهداء فلسطين معتقلين بدورهم لدى العدو؟

هل ساهموا بتخفيف الحصار عن هذا الشعب المظلوم الذي ستطال لعنته الجميع من عرب ومسلمين ومجتمع دولي دون إستثناء..؟

هل بمقدور المطبعين حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين؟!

هل وهل وهل لاشي لأن فاقد الشيء لا يعطيه وكل المطبعين لم يخدموا فلسطين بل لم يخدموا أنفسهم فتطبيعهم لم يحميهم من غطرسة وهيانة الصهاينة، لم يحدث من هذا شيء ولم نرى فائدة فلسطينية حصدتها فلسطين وقضيته من التطبيع والمطبعين، بل رأينا كيف أن (حذا امرأة عربية من فلسطين صارت أشرف وأطهر من وجوه المطبعين على مختلف أشكالهم)؟!

ameritaha@gmail.com

 

 

Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share