Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د. عبد الوهاب الروحاني :سبتمبر .. الحرية والوطن ..!!

سبتمبر .. لحن يلامس الروح, وأمل يفجر فينا طاقات الأمل والإبداع .. هو فجر جمهوي فتح بوابة واسعة للأمل .. اضاء في زمن معتم ومحيط دكتاتوري يطفح بالظلام.
سبتمبر معزوفة كل اليمنيين ولحن حاديهم في علان .. اغنية البسطاء في الحقول والوديان.
سبتمر .. نشيد وطني يهز الوجدان .. يشدك إلى رحاب الحرية والانعتاق .. الى زمن البركان الذي انفجر في وجه الطغاة, ورفض ظلم وكهنوت الامامة المتخلفة التي استمدت طغيانها من تجهيل الناس وتضليلهم بالشعوذة والتمائم والجن و”القطرنة”.
كان زمن ما قبل سبتمبر 1962م فضيعا, تسيد فيه الجهل, وانتشر فيه الفقر والمرض .. عصف بالوطن عصفا .. وجره إلى مجاهل التاريخ المظلمة .. كان مفهوم التعليم فيه لأبناء وبنات القبائل معيبا وخروجا على العادات والتقاليد .. وهو ما استمرأ السير في طريقه المتحجرون من الزعامات القبيلية والسياسية المتخلفة بعد الثورة, التي اسهمت بصورة مبالغ فيها في مواصلة سياسة التجهيل التي ابتدعها نظام الامامة.
سبتمبر الذي أطلق بيدقه القردعي, وسار في مضماره الموشكي, والثلايا ثم العلفي واللقية .. وانتصر له علي عبد المغني, ومحمد مطهر, وصبره, والسلال, وكل بيت في جبال اليمن وسهوله ووديانة .. هو اغنية الوطن الجميلة التي تسكن الافئدة وتظللنا بغيمات من أحلام العصر ..
سبتمر, هواء نتنفسه, وحرية نعشقها .. عمل وشراكة وامل .. واقع عشنا بعضه, لكنه الهام يتفتق فينا إبداعا وروعة ..
سبتمبر, اشرقة لا تغيب شمسها .. ووهج لا ينطفيء نوره .. سبتمبر علمنا كيف نتجاوز عتبات المذلة والهوان .. علمنا كيف نكون أحرارا و علمنا كيف نتعلم .. علمنا كيف نصرخ في وجوه الطغاة والمتعجرفين وكيف نرفض عنجهية الاميين والجهلة..
سبتمبر, علمنا أن الحرية تبدأ من حيث أنت تقف .. ومن حيث انت تقبل بالدولة والنظام فقط, وترفض الوصاية والتسيد و”الهنجمة” من أي كان أميرا, أوزيرا, أو خفيرا او شيخا, أو داعية او مشعوذا … فتلك مسميات كانت من تاريخ مضى, ولم يعد لها مكان في هذا العصر .. الذي تتسابق فيه الحريات لتحيي الاباة والشامخين.
سبتمبر, الذي نعشق, علمنا أن نكون مواطنيين لا رعايا .. علمنا أن لا نقبل بالطغاة وأن كانوا صغارا, لأن الطاغية الصغير. هو “الفقاسة” في بيت العفن الذي ينتج للطغاة ضحاياهم من الآدميين الذين “ولدتهم امهاتهم أحرارا” وفطرهم الله على الحرية والكرامة .
ذلك هو سبتمبر, الذي نعانق به السماء .. ونعلم به أجيالنا كيف يعشقون .. ليكون سبتمبر نافذتهم إلى العصر وطريقهم الى المستقبل والامل.
تحية لسبتمبر المجيد في يوم مولده وذكراه ال55. وتحية كبيره لاكتوبر. الخلود ولكل شهيد سقط انتصارا لرفع رايته .. تحية لشعبنا العظيم الذي يكابد أملا في انتصار إرادته.
د. عبد الوهاب الروحاني
رئيس مركز الوحدة للدراسات الاستراتيجية

Share

التصنيفات: أقــلام

Share