Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مفارقات الإرهاب والجوازات !!

أنور نعمان راجح

 

نفذت المخابرات الاسرائيلية مخططها واغتالت »المبحوح« في دبي واستخدمت لمهمتها ما ظهر من الأساليب والأعمال وما لم يظهر وبعد كل ما قيل عن تلك العملية التي تباينت حولها الآراء والمواقف الفردية والدولية اتضح أن المسألة عند الدول التي استخدمت جوازاتها لم تكن في قضية الاغتيال ذاتها ولكن استخدام الجوازات في نحو غير مشروع وعدا ذلك لا مشكلة وليس ثمة ما يدعو لاتخاذ موقف من الدولة التي مارست إرهاباٍ يوصف بأنه إرهاب دولة ولا فرق بين إرهاب الأفراد والجماعات وإرهاب الدول طالما كان الموت هو الهدف والنتيجة على أن الإرهاب بكل صوره لا يليق بالدول بوصفها دولاٍ أولاٍ وأخيراٍ.. وكذلك الحال بالنسبة للأفراد والجماعات لكن المشكلة الأخطر هي أن تكون دولة ما عبارة عن عصابة قتل وإرهاب ثم يْسكت عنها ولا تحرك الدول الأخرى ساكناٍ لمناهضة ذلك العمل الوحشي بعيداٍ عن تصنيفات السياسة والمصالح والتحالفات فالعمل هو العمل مهما يكن فاعله وأياٍ كان ومبعث الخطورة في تلك المواقف هو إجازة أعمال الإرهاب والقتل ثم في كونه تشريعاٍ غير مباشر أو مباشراٍ كما سيفهم البعض لإرهاب مضاد وإرهاب لا يستثني أحداٍ. فكيف تكون عملية مكافحة الإرهاب التي يتحدث عنها العالم ليل نهار¿ حتى قضية تزوير الجوازات التي بدت ذات أهمية بعد الكشف عنها سرعان ما تراجعت لتكشف عن تمثيلية سمجة وسخيفة انتهى بها الحال إلى النسيان المبكر وكأن ما قيل وما كان ليس إلاِ مواقف كاذبة لامتصاص استياء المستائين من العملية بوصفها عملية اغتيال اْنتهكت فيها سيادات دول وقوانين دولية وأخلاقية وإنسانية.. السؤال الذي سوف يكشف عن مصيبة العرب والمسلمين وما وصلوا إليه من هوانُ هو: ماذا لو فعلت ذلك الفعل مخابرات دولة عربية وإسلامية وبالطريقة التي جرت فيها عملية اغتيال المبحوح وغيره من قبله وغيره على قائمة الموساد سيأتي عليهم الدور حيثما تصلهم أيادي المخابرات¿ ماذا لو أن مخابرات عربية أو إسلامية زوْرت جوازات مجموعة من الدول لتنفيذ مهمة من ذلك النوع القاتل وهي لا تستطيع أن تفعل ذلك¿ لكن دعونا نفترض ذلك هل كانت مواقف كل تلك الدول ستكون على النحو الذي لمسناه مع اسرائيل¿ بالتأكيد لا وأحسب أن مجلس الأمن كان سيسارع إلى اجتماع سريع طارئ لإدانة كل العرب والمسلمين.. وما ظني أن دولة عربية إن فعلت ذلك سيبقى نظامها قائماٍ ولن تكون بمنأى عن العقوبات من كل نوع وستظل لعنة ذلك العمل تلاحق كل مسافر عربي ومسلم حيثما وطأت قدماه بلداٍ غير بلده.

 

ومن المؤكد أن الدول العربية الأخرى سيكون لها موقف أكثر صرامة وقوة من مواقفها مجتمعة في قضية دبي واغتيال »المبحوح« وبغض النظر عمن كان ذلك الضحية وكل ما قد يقال في حسابات السياسة والتحالفات عن تلك العملية لماذا غابت المواقف المبدئية العربية الصادقة لأن ما طفا منها لم يكن صادقاٍ بل كان غير ذلك¿ لماذا الجوازات أهم من السيادة وأهم من دماء العرب والمسلمين ¿ الضحية في عملية الموساد في دبي كرقم هو واحد فقط لكن الأرقام تتكاثر وقد كثْرت ومن لم يمت بالنار مات بالحصار ومن لم يمت جوعاٍ يلاحق في المدن العربية ويموت مسموماٍ مخنوقاٍ.. وهنا تكون المصيبة قد بلغت منتهاها..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share