Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

التطرف والعنف.. الأسباب والحلول

التطرف والعنف.. الأسباب والحلول
‮> ‬قال اكاديميون أن مكافحة العنف والتطرف‮ ‬يعتمد على منظومة متكاملة من الحلول والمعالجات تتبلور في‮ ‬الحل التربوي‮ ‬والنفسي‮ ‬والفكري‮ ‬والاخلاقي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬وكذا الحل السياسي‮ ‬والقضائي‮ ‬والأمني‮.‬
وأكدوا في‮ ‬ندوة لمركز منارات‮ .. ‬ضرورة أن تكون منافذ التربية تحت سلطان الوضوح وتقييم المراكز التربوية والدينية بكيف تفهم هذه المراكز للإسلام والآخر‮.. ‬والكثير من التفاصيل في‮ ‬السطور المقبلة‮..‬
متابعة‮: ‬نيزان توفيق
قال الدكتور احمد الدغشي‮ ‬أستاذ أصول التربية وفلسفتها في‮ ‬جامعة صنعاء أنه لايمكن مواجهة ظاهرة العنف إلا‮ ‬بمراجعة أمينة وصادقة لمناهجنا التربوية من ذوي‮ ‬الكفاءة والاخلاص بعيداٍ‮ ‬عن التهويل والمبالغة‮.‬
وأضاف استاذ التربية في‮ ‬مداخلته‮ »‬ظاهرة العنف قراءة في‮ ‬الدوافع وتصورات الحلول‮« ‬التي‮ ‬قدمها في‮ ‬ندوة نظمها مركز‮ »‬منارات‮« ‬للدراسات مؤخراٍ‮: ‬أنه‮  ‬ممكن عزو بعض أساسها إلى نمط التنشئة السائدة في‮ ‬المجتمع الذي‮ ‬يبرز فيه العنف‮ ‬‮ ‬ونمط التنشئة‮ ‬يعتبر المعنى العام الذي‮ ‬تشترك فيه إلى جانب المدرسة والأسرة ووسائط التربية الأخرى من مسجد وأجهزة إعلامية ومواقع إلكترونية وجماعة رفاق وأندية شبابية وجماعات ونقابات وأحزاب‮.‬
‮ ‬وأشار الدغشي‮ ‬في‮ ‬مداخلته إلى سبعة دوافع لممارسة العنف‮ ‬‮ ‬أولها دوافع تربوية فالمقررات المدرسية سواء في‮ ‬التعليم الإساسي‮ ‬أم الثانوي‮ ‬لاتولي‮ ‬شيئاٍ‮ ‬يذكر لمفردات التربية المدنية والحضارية السليمة في‮ ‬المواد ذات العلاقة العضوية بالتنشئة الفكرية السليمة‮.‬
متسائلاٍ‮ : ‬فأين مفردات القبول بالآخر القريب‮ – ‬فضلاٍ‮ ‬عن الآخر البعيد‮ ‬وأين اهتمامها بالتعايش الحضاري‮ ‬بين الأمم ذات الأديان المختلفة‮ ‬‮ ‬وتحرير النزاع حول مفهوم الجهاد وفق رأي‮ ‬جمهور خصوصاٍ‮ ‬والخلاف المشروع بآدابه وقيمه واخلاقه وفريضة الحوار الغائبة وفقة تغيير المنكر ودرجاته وطرقه والتوازن في‮ ‬التنشئة بين الروحي‮ ‬والعقلي‮ ‬والوجداني‮ ‬والجسمي‮ .‬
‮ ‬والتأكيد على نسبية الحقيقة في‮ ‬قضايا الإجتهاد ذات العلاقة بفروع الأصل أو الأحكام العملية ومايندرج في‮ ‬إطارها من رؤى وتباينات تتصل بالسياسة الشرعية أو الأحكام السلطانية‮.‬
هذا إلى جانب ضعف في‮ ‬القدرة العملية‮ »‬المنهج الخفي‮« ‬وهو‮ – ‬أي‮ ‬هذا المنهج‮ – ‬من أكثر العوامل تأثيراٍ‮ ‬في‮ ‬الناشئة تجاة تجسيد هذه المسائل وتمثلها‮ ‬‮ ‬سواء في‮ ‬ذلك الأسرة أم الإدارة أم التوجية أم الوزارة أم القيادة المجتمعية عامة‮.‬
‮ ‬واسترسل في‮ ‬حديثه قائلاٍ‮: ‬ومن المحزن أكثر أن لاتولي‮ ‬أي‮ ‬من الوسائط التربوية هذه القضايا إهتماماٍ‮ ‬يذكر‮. ‬وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تطرق فيه بعضها قدراٍ‮ ‬من ذلك فإنه‮ ‬يظل مرهوناٍ‮ ‬بالمناسبات والظروف الطارئة وفي‮ ‬العادة‮ ‬يتم تناوله بشكل ضعيف‮ ‬‮ ‬مجتزئاٍ‮ ‬هش‮ ‬مسطح‮ ‬‮ ‬أضف إلى ذلك الوقوع في‮ ‬تناقض سافر حيناٍ‮ ‬‮ ‬وخفي‮ ‬حيناٍ‮ ‬آخر‮ ‬‮ ‬بين أطاريح وفتاوى بعض القائمين على شئون التوجية والتوعية في‮ ‬المساجد وبعضهم من جانب‮ ‬‮ ‬وبينهم وبين وسائل الإعلام وماتبثه أو ماتذيعه‮ ‬أو تنشره من جانب آخر‮ .. ‬وهنا تزداد المشكلة تعقيداٍ‮ ‬والجيل حيرة ويبقى المصلحون المخلصون‮ ‬يحترقون في‮ ‬أماكنهم‮ .‬
‮ ‬ومن الاسباب التي‮ ‬تقف وراء ظاهرة العنف الدافع النفسي‮ »‬السيكولوجي‮« ‬الذي‮ ‬سكن نفوس بعض الشباب العائدين من أراضي‮ ‬الجهاد الأفغانية أو الشيشانية أو البوسنة‮ ‬أو حتى من أولئك الذين كان لهم اسهام مباشر أو‮ ‬غير مباشر في‮ ‬مقاومة بعض الاطراف السياسية المسلحة التي‮ ‬مثلت‮ ‬يوماٍ‮ ‬ما خصماٍ‮ ‬مسلحاٍ‮ ‬لهذا النظام السياسي‮ ‬أو ذاك في‮ ‬هذا البلد أو ذاك‮ ‬‮ ‬ففي‮ ‬تلك الأجواء عْبئ الشباب‮ »‬المجاهد‮« ‬بأفكار مفادها أن حياة الجهاد هي‮ ‬الأصل وأن السلم هو الاستثناء ليس العكس كما هو مقرر عند جمهور الفقهاء في‮ ‬القديم والحديث وأن الحياة بغير جهاد‮ – ‬حتى لو لم تتوافر دواعيه وأسبابه‮ – ‬تفقد معناها‮ ‬إذ هي‮ ‬اخلاد إلى الدنيا ومتاعها ومن ثم فلا بد أن‮ ‬يعيش الشاب المؤمن‮ »‬المجاهد‮« ‬أجواء الجهاد على الحقيقة‮ ‬‮ ‬فإن لم تتوافر تلقائياٍ‮ ‬في‮ ‬بلده‮ ‬فإن عليه السعي‮ ‬نحو خلقها‮ ‬‮ ‬فهم لايستوعبون إلاِ‮ ‬أن‮ ‬يظل المسلم شاهراٍ‮ ‬سيفه‮ ‬أو متمنطقاٍ‮ ‬بندقيته ماعاش وإلاِ‮ ‬فإنه متوعد بميتة منافق‮ ‬‮ ‬أو امرئ جاهلي‮!!‬
‮ ‬ولاريب أن تلك التعبئة كانت من الخطأ بحيث آلت مخرجاتها إلى اعمال عنف‮ ‬يذهب ضحيتها أبرياء مسلمون حيناٍ‮ ‬‮ ‬ومسالمون من‮ ‬غير المسلمين حينا آخر‮.‬
‮ ‬أما الدافع الثالث فهو دور التكوين الفكري‮ ‬والتنشئة الاخلاقية في‮ ‬المجتمعات الإسلامية‮ ‬حيث أن جمهور هذه المجتمعات قد نشأوا على تقديس المعتقدات الدينية‮ ‬ولاسيما الذات الإلهية وعدم التفريط بالقيم الاجتماعية والأخلاقية‮ ‬بل والدفاع المسلح عن ذلك إن اقتضى الأمر
‮ ‬أما الدافع الرابع فالدوافع الاجتماعية والاقتصادية والتي‮ ‬تتمثل في‮ ‬غياب العدالة الاجتماعية وتلاشي‮ ‬مايعرف بالطبقة الوسطى واستئثار فئة من ذوي‮ ‬النفوذ في‮ ‬المجتمع بالمال والثروة والتسلط السياسي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬وضعف أو انعدام تكافؤ الفرص في‮ ‬المشاريع والحقوق الاجتماعية الطبيعية والمدنية المتمثلة في‮ ‬التعليم الجيد والعمل المناسب والعلاج الصحي‮ ‬السليم والسكن الملائم والزواج الشرعي‮ ‬هذا مع إنتشار ظواهر التمييز الطبقي‮ ‬الاجتماعي‮.‬
‮ ‬خامساٍ‮ : ‬الدوافع السياسية والقضائية‮ ‬‮ ‬وتتمثل في‮ ‬غياب المشاركة السياسية لشتى شرائح المجتمع ومبدأ التداول السلمي‮ ‬للسلطة وتضييق حرية الصحافة‮ ‬‮ ‬كما أن‮ ‬غياب دور القضاء وتطبيق مبدأ سيادة القانون‮ ‬‮ ‬وتفشي‮ ‬الفساد في‮ ‬الأجهزة القضائية وعدم أو ضعف تطبيق الحدود الشرعية التي‮ ‬لاشبه في‮ ‬تطبيقها‮ ‬‮ ‬ذلك كله‮ ‬يعني‮ ‬لجوءاٍ‮ ‬إلى أقرب الطرق وأسرعها وهو أسلوب‮ »‬الثورة‮« ‬وفق مفهوم‮ »‬ريماغوجي‮« ‬مدمر‮ ‬‮ ‬كتعبير عن اليأس والاحباط وفشل أي‮ ‬مشروع سلمي‮ ‬‮ ‬سادساٍ‮ : ‬دوافع أمنية فإعتماد الأسلوب الأمني‮ ‬أساساٍ‮ ‬في‮ ‬معالجة ظاهرة العنف هو الداء بعينه‮ .‬إذ كثير من أعمال العنف هذه إنما ترد كرد فعل مضاد للعنف السلطوي‮ ‬والأمني‮ . ‬ولوتتبع باحث ما نشأة الظاهرة في‮ ‬العقود الأخيرة لألفى السجون هي‮ ‬الحقل الأنسب لنشأة الظاهرة ونموها وانتشارها رغم‮ ‬غيابها العام قبل ذلك من هذا الطرف المنتمي‮ ‬إلى الفكر الإسلامي‮ ‬تحديداٍ‮ .‬
سابعاٍ‮ ‬وأخيراٍ‮ ‬الدوافع الأجنبية والخارجية وتتبلور هذه الدوافع في‮ ‬الصراع الحضاري‮ ‬الذي‮ ‬تتولاه اليوم الولايات المتحدة الامريكية إذ‮ ‬يمثل دافعاٍ‮ ‬أساسياٍ‮ ‬من أسباب انتعاش ظاهرة العنف وتفاقمها إذ أن التدخلات الخارجية في‮ ‬السياسة الداخلية لأي‮ ‬قطر‮ ‬‮ ‬لاتقف عند حد إملاء سياسات تحفظ لقوى الهيمنة بعض المصالح التقليدية‮ ‬‮ ‬بل‮ ‬غدت سافرة‮.‬
العلاج
وطرح الدكتور الدغشي‮ ‬جملة من الحلول كتصورات موضوعية لأفضل سْبل علاج لظاهرة العنف‮ ‬يتكون من شقين‮ ‬شق جملي‮ ‬عام‮ ‬يتمثل في‮ ‬قطع السبيل أمام تلك الدوافع المؤمية إلى نمو الظاهرة وتصاعدها‮ ‬وشق تفصيلي‮ ‬يقتضي‮ ‬البيان وهي‮:‬
‮- ‬الحل التربوي‮ ‬ويتجلى في‮ ‬إدراك خطورة إغفال المناهج التربوية لمفردات التربية المدنية والحضارية والمسارعة إلى إدراجها عبر جميع المقررات الدراسية الشرعية وما في‮ ‬حكمها أو قريب منها كالتربية الاجتماعية والوطنية‮ ‬إلى جانب توجية النصوص الشرعية وإعادة النظر في‮ ‬بعض الأفكار والقراءات والنصوص التراثية والحديثة التي‮ ‬أدى فهمها‮ ‬يوما ما إلى تبني‮ ‬أفكار وأحكام لا تنسجم وروح الدين ومقاصده في‮ ‬التعامل مع الآخر القريب فضلا عن البعيد‮.‬
وكذا قيام الوسائط التربوية الأخرى من مسجد وأجهزة إعلام بدعم هذا التوجه عن طريق بث وإذاعة‮  ‬ونشر الوعي‮ ‬الحضاري‮ ‬السلمي‮ ‬والمدني‮ ‬‮ ‬دون إغفال لفريضة الجهاد ولكن بعد تحرير النزاع حول مدلول هذا المصطلح وفق رأي‮ ‬جمهور الفقهاء‮ ‬كما أنه لابد أن تقوم الوسائل الإعلامية بأدوارها التربوية بدلاٍ‮ ‬من الاستمرار في‮ ‬مسلسل الهدم عبر مايبثه الإعلام المرئي‮ ‬خاصة من مسلسلات العنف وأفلام الكرتون المعززة لهذا المسلك ولابد أن‮  ‬تتفاعل الاجهزة الرقابية الاعلامية في‮ ‬هذا الاتجاه لضبط مسار الإعلام الرسمي‮ ‬والخاص فليس ثمة حرية مطلقة تعبث بناشئتنا وتصوغه كما‮ ‬يهوى أعداؤه الحضاريون‮ ‬الأهم في‮ ‬الأمر أن لا توكل هذه المهمة‮ – ‬مهمة الرقابة‮ – ‬إلى‮ ‬غير المؤهلين من الإعلاميين‮ ‬غير التربويين كي‮ ‬لا تقع تحت‮ »‬إرهاب‮« ‬مقص الرقيب بما‮ ‬يستاهل ومالا‮ ‬يستاهل‮.‬
‮ -‬الحل النفسي‮ ‬إذ لابد من سياسة رسمية تعمل على استيعاب أولئك الشباب العائدين من مناطق الجهاد الخارجية أو‮ »‬الداخلية‮« ‬بإدماجهم في‮ ‬سلك القوات المسلحة‮ ‬‮ ‬ووضع كل منهم في‮ ‬مقامه المناسب‮ ‬‮ ‬ولاشك أن للوضع النفسي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬من حيث‮ »‬تقدير الذات‮« ‬وللوضع الاقتصادي‮ ‬من حيث سد‮ »‬الحاجة‮«  ‬إلى نمط من العيش الكريم أثرا في‮ ‬كفهم عن الاستمرار في‮ ‬التوجه نحو فكر العنف ومسلكه‮.‬
‮- ‬الحل الفكري‮ ‬والاخلاقي‮ ‬وذلك‮ ‬يقتضي‮ ‬ابتعاد الجهات التي‮ ‬تنزلق أو تتورط أحياناٍ‮ ‬على مستوى الأحزاب أو الأفراد أو سواهما المساس بالمعتقدات الدينية أو التفريط بالقيم الاجتماعية والأخلاقية الثابتة‮ ‬‮ ‬وجعل ذلك خطاٍ‮ ‬أحمر لا‮ ‬يجوز الاقتراب منه‮.‬
الحل الاجتماعي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬وحل هاتين المشكلتين‮ ‬يتطلب السعي‮ ‬الجاد للحكومة نحو تحكيم مبدأ سيادة القانون في‮ ‬معايير توزيع المشاريع‮ ‬وتكافؤ الفرص‮ ‬وتحقيق مشروع البنية التحتية لأبناء المجتمع جميعاٍ‮ ‬أي‮ ‬حصول كل مواطن على حقوقه الطبيعية والمدنية في‮ ‬الثروة التعليم والعمل‮ ‬والصحة والسكن‮ ‬‮ ‬والزواج‮ ‬والتخفيف من الأعباء الحكومية المثقلة لكاهل المواطن‮ ‬‮ ‬ثم مقاومة ظواهر التمييز الاجتماعي‮ ‬والطبقي‮ ‬والعنصرية والتعصب بشتى صوره والكراهية‮ ‬والثأر‮ ‬بتعاون الجهات ذات العلاقة من تربية وإعلام وأمúن وقضاء وأوقاف‮.‬
الحل السياسي‮ ‬والقضائي
إذ لا بد أن تعيد السلطة السياسية النظر في‮ ‬سياستها تجاه مسألة مشاركة‮ ‬غيرها معها‮ ‬وافساح المجال أكثر للتعبير عن الرأي‮ ‬وفتح أبواب الحريات العامة في‮ ‬ظل الاتفاق على القواسم المشتركة والثوابت الدينية والوطنية الجامعة‮ ‬مع صدق التوجه لإصلاح الأجهزة القضائية والأمنية‮ ‬والمسارعة إلى تطبيق الحدود الشرعية تطبيقاٍ‮ ‬عادلاٍ‮ ‬وعاماٍ‮ ‬مع مراعاة الأوضاع الاقتصادية والسياسية السائدة في‮ ‬بعض المجتمعات‮ ‬تلك التي‮ ‬تمثل سبباٍ‮ ‬مباشراٍ‮ ‬للوقوع في‮ ‬بعض جرائم السرقة‮ ‬والفواحش الأخلاقية‮ ‬ليصبح التوجه الأساس نحو إصلاح تلك الأوضاع التي‮ ‬أدت إلى الوقوع في‮ ‬مثل هذه الجرائم ممكناٍ‮ ‬ومعقولاٍ‮ ‬وهذا لا‮ ‬يعني‮ ‬تعطيل تلك الحدود أو إلغاءها بالكلية‮ ‬وإنما دراسة الأسباب والدوافع الحقيقية الكامنة وراء السلوك المتصل بها‮ ‬ومعالجتها‮.‬
الحل الأمني
يجب إعادة النظر في‮ ‬السياسة الأمنية المتعلقة بمقاومة ظاهرة العنف‮ ‬فأولى خطوات الحل هنا‮: ‬التخلي‮ ‬عن الحل الأمني‮ ‬وحده‮ ‬والاقتصار عليه عند الضرورة التي‮ ‬تقدرها‮ ‬شريطة أن‮ ‬يظل محتكماٍ‮ ‬إلى الشرع خاضعاٍ‮ ‬لأحكام القانون النافذ‮ ‬من حيث فترة الاحتجاز‮ ‬وأسلوب التعامل مع المتهم ونحو ذلك‮ ‬واعتماد أسلوب الحوار الجاد المسئول‮: ‬البديل الأصيل عن الحل الأمني‮ ‬كما أن الموضوعات التي‮ ‬يتم تناولها‮ ‬يجب أن تكون من الوضوح والصراحة والمباشرة بحيث تولد القناعة الحقيقية التي‮ ‬يمكن أن تثبت ويكتب لها الاستمرارية والنجاح‮ ‬أما أسلوب الحوار فلا بد أن‮ ‬يكون من التنوع والإثراء بحيث‮ ‬يشمل أساليب التغيير للمنكرات التي‮ ‬تم التزامها وتجسيدها عند سلف هذه الأمة في‮ ‬ظل حكم الإسلام‮ ‬وكيف تعامل الراسخون الثقات من علماء الأمة معها‮ ‬كما لا بد أن‮ ‬يكون أسلوب الحوار من المحاججة الهادئة والدامغة وفق المنطقين الشرعي‮ ‬والعقلي‮ ‬بحيث‮ ‬يقطع أية حجة‮ ‬يتكىء عليها دعاة العنف‮ ‬ويدحض أية شبهة‮ ‬يتشبث بها مروجوه‮ ‬ومالم‮ ‬يتم تعاضد القوى المختلفة وفي‮ ‬مقدمتها السلطة السياسية مع هؤلاء المحاورين‮ – ‬بكسر الواو‮ – ‬لتعزز المصداقية لديهم‮ ‬وتثبت بأنهم ليسوا خاضعين لأية جهة دفعت بهم إلى إجراء الحوار‮ ‬دون أن‮ ‬يكون لديهم صلاحية تنفيذ ما‮ ‬يتفق عليه‮ ‬فإن أسلوب الحوار‮ ‬يظل ناقصاٍ‮ ‬وقد‮ ‬يفقد معناه‮ ‬ومن المعلوم أن بعض هؤلاء الشباب إنما‮ ‬يلجأون إلى العنف بعد محاولات سليمة في‮ ‬التغيير ربما تقمع أو‮ ‬يعاقب أصحابها بالسجن أو الحرمان من بعض حقوقهم المدنية الطبيعية أو‮ ‬يظلون في‮ ‬عداد المطاردين‮ ‬ولذا فإن رد‮  ‬الفعل‮ ‬يكون من العنف بحيث‮ ‬يصعب أن‮ ‬يصدق الشاب الذي‮ ‬سلك هذا المسلك جدية التوجهات في‮ ‬معالجة الاختلالات المختلفة على نحو سلمي‮.‬
أما آخر الحلول فهو الحل الأجنبي‮ ‬الخارجي‮ ‬إذ‮ ‬يقتضي‮ ‬معالجة ظاهرة العنف من زاوية الدوافع الأجنبية الخارجية بتعاون الجانبين الداخلي‮ ‬والخارجي‮.‬
التربية والارهاب
بالمقابل‮ ‬يقول القاضي‮ ‬محمد الباشق في‮ ‬مداخلته‮ »‬التربية والارهاب نظرية فلسفية‮« ‬أن التربية بالمفهوم الواسع تشمل التغذية والتنشئة لكافة مكونات الانسان‮ ‬لا بد من تربية الروح فلا‮ ‬غذاء لها إلاِ‮ ‬الدين فهماٍ‮ ‬لحقائق الشريعة قبل القيام فقط بمظاهر العبادات وهو في‮ ‬هذا القيام بفهم‮ ‬يحقق المطلوب منه في‮ ‬تعظيم شعائر الله فيجد كل مخلوق في‮ ‬الكون السلوك السوي‮ ‬فيعيش مع خالقه بنية خالصة وعمل وسلوك‮ ‬يتذوق معاني‮ ‬كمال وجلال وجمال كتاب الله فيعرف مصدر الكمال والجلال والجمال هو الله فتكون‮ ‬غاية المؤمن رضاه ولسان حاله ومن كانت هذه تربيته فتكون أفعاله منسجمة مع أقواله بل‮ ‬يكون باطنه أفضل وخيراٍ‮ ‬وأحسن من ظاهرة فضلاٍ‮ ‬وخيراٍ‮ ‬واقترح القاضي‮ ‬الباشق جملة من الاقتراحات أنه‮ ‬يجب أن تكون منافذ التربية تحت سلطان الوضوح‮ ‬رقابة الأمة أي‮ ‬الشعب على مصدر فكر ومصدر رزق كل مربي‮ ‬تقييم المراكز التربوية والمراكز الدينية والجامعات بكيف تفهم هذه المراكز والجامعات الإسلام والآخر‮ ‬وكيف تفهم البناء والإعمار والتنمية‮ ‬محاربة الارهاب الموجود في‮ ‬سلوكيات بعض أبناء الأمة‮ ‬يبدأ بمحاربة أمراض النفوس‮.<‬
Share

التصنيفات: الشارع السياسي

Share