محمد الفرح: حين يتم الانتقالي دوره، سيقضي طارق على الإصلاح
حزب الإصلاح اليوم ليس لاعبًا في المعادلة، بل ضحية مؤجلة تنتظر دورها.
الإمارات بقوى الانتقالي طردته من الجنوب طردًا كاملًا، لا تفاوض، لا شراكة، لا بقاء.
انتهى هناك كليًا، سياسيًا وعسكريًا واجتماعيًا، ولم يعد له حتى وهم القرار.
ما تبقّى له؟ مديريتان في مأرب، وشارعين في تعز.
هذا ليس نفوذًا… هذا وقت إضافي قبل الصافرة الأخيرة.
الإصلاح اليوم يقف بين نارين:
نار الإمارات التي تعتبر الإخوان عدوها الاستراتيجي الأول
ونار الحلفاء الذين يستخدمونه مؤقتًا ثم يرمونه بلا تردد
أما طارق صالح، فالأمر معه أوضح من أن يحتاج تفسيرًا.
وجهته الحقيقية ليست صنعاء، مهما تحدث عنها. عينه على تعز، وهدفه الأول كسر الإصلاح، يدفعه الانتقام والرغبة الاماراتية، وحب النفوذ على حساب مناطقه.
والسؤال الذي يخشاه الإصلاح: من سيقف معه عندما تبدأ الضربة؟
السعودية؟
لا اعتقد فالسعودية التي جرّبته عشر سنوات، فكان عبئًا، وفشلًا، وابتزازًا مستمرًا، وفوق ذلك تدرك أن وجهته الدوحة وأنقرة لا الرياض.
بالتالي لم تعد تثق بالإصلاح، ولا تستطيع الاستغناء عنه دفعة واحدة، إنما تتركه يحترق ببطء، لا تنقذه، ولا تحسم أمره.
والإصلاح، كالعادة، يسيء قراءة اللحظة:
يظن أن المجاملات كافية، وأن رفع الشعارات سيحميه، وأن السعودية ستقاتل لأجله.
لكن الواقع يقول شيئًا واحدًا: من طُرد من الجنوب، سيُكسر في تعز، ثم يُنسى في مأرب.
أما السعودية، فهي ليست أقل ارتباكًا.
راهنت على قوى منبوذة، فاسدة، مكروهة شعبيًا، ثم تفاجأت أنها لا تملك لا ولاءً ولا مشروعًا ولا حتى كرامة سياسية.
واليوم، تجد نفسها أمام مشهد ساخر: حليف لا يُحبها ، وعدو لم تُحسن فهمه، وميدان يُدار بغير إرادتها.
الخلاصة التي لا يريد الطرفان سماعها:
الإصلاح انتهى دوره، والسعودية فشلت في إدارة الملف.
Comments are closed.