أحمد المؤيد: مصير حزب الإصلاح في اليمن.. ورقة انتهت صلاحيتها

حزب الإصلاح لم يعد ذلك الكيان الذي يتخفى خلف “الدعوة والإصلاح”.
اليوم هو جسد بلا رأس، منبوذ من كل القوى التي ظنّ أنه قادر على التسلّق فوقها.
في الساحل لايريده طارق عفاش، وفي الجنوب سحقه الانتقالي، وفي الرياض وأبوظبي وأمام واشنطن صار ورقة محروقة لا أحد يريدها.

الإصلاح دخل الحياة اليمنية بوصفه النسخة المحلية من الإخوان، لكنه تخلّى عن المشروع الوطني مبكرًا، وتحول إلى مقاول سياسي يعمل حيث يأكل. قاتل تحت الطائرات السعودية والأمريكية في 2015، ظنّ أن الأمر سيصنع منه حقيقة جديدة في السلطة، لكن النتيجة كانت العكس:
استُخدم ثم أُلقي جانبًا.

طارق عفاش… باب الساحل مغلق

الجنوب… ذاكرة لا تسامح

بالنسبة للانتقالي، الإصلاح ليس حزبًا بل سبب جرح تاريخي منذ 1994.
هو غطاء الاغتيالات، والأداة التي تنهب الأرض باسم “الشرعية”.
لذلك كان الردّ نهائيًا: طرد سياسي واجتماعي وعسكري بلا رجعة.

السعودية والإمارات لا ترى في الإخوان شركاء، بل عدوًا أيديولوجيًا.
دعمت الإصلاح حين احتاجته، ثم رمته عندما فشل.
المرتزق بالنسبة للمموّل لا يُكرم… بل يُستبدل.

الإصلاح قاتل تحت غطاء واشنطن الجوي، لكنه لم يحقق هدفها:
لم يسقط صنعاء، ولم يكسر أنصار الله، ولم يصنع دولة تابعة.
هكذا بدأت ملفات التصنيف الإرهابي تُفتح.
الخاسر لا يحظى بحماية أمريكية

المفارقة: العدو الوحيد الذي لم يطعنه والقوة الوحيدة التي رفضت تصنيف السعودية للإصلاح كمنظمة إرهابية عام 2018 كانت أنصار الله.
واليوم، هم أيضًا من يرفض التصنيف الأمريكي للإخوان في اليمن.

ليس حبًا في الإصلاح، بل فهمًا للمعادلة:
شرعية الداخل لا تُصنع بمقصلة الخارج.
نصيحة:
لم يبق للإصلاح سوى خيار واحد وهو
أن يفهم أن أنصار الله ليسوا عدوًا وجوديًا، بل جزءًا من معادلة يمنية لا يمكن تجاوزها.
أما الهروب للخارج فلن يجلب له سوى نهاية واحدة:
وكيل انتهت صلاحيته، وحزب بلا وطن.

Comments are closed.

اهم الاخبار