سامح عسكر*: لهذه الأسباب توقفت حرب غزة
اتفاق وقف إطلاق النار في #غزة هو إثبات ما كنا نقوله في بداية الحرب، أن هذه معركة الولايات المتحدة بالأساس، وهي التي أشعلتها، وفي ذات الوقت هي التي أوقفتها..
عامان من الإبادة لم يتجرأ رئيس أمريكي على وقف الحرب ودفع نتنياهو للسلام سوى الآن، ترى ما هي الأسباب:
أولا: رغبة ترامب الشخصية القوية في الفوز بجائزة نوبل للسلام، وقد أجسن الوسطاء خصوصا في مصر استغلالها بأفضل حال، وتبين ذلك بدعوى ترامب لحضور القاهرة،
ثانيا: سياسة كرة الثلج التي تضخمت ضد إسرائيل في العالم، ووصلت إلى مقاطعة شبه دولية لإسرائيل، وتصعيد الخطاب السياسي ضدها حتى وصل لتهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات شاملة على إسرائيل، وللتهديد بالحرب من كولومبيا.
ثالثا: وصول الوضع في الشرق الأوسط لحافة الهوية واقتراب مواجهة عسكرية إسرائيلية مع مصر والأردن، في ظل دعم عربي ووحدة عربية حقيقية ضد التهديد الذي شكله نتنياهو خصوصا بعد جريمته الحمقاء بقصف الدوحة.
رابعا: تحول جذري وخطورة للعلاقات العربية الأمريكية، ولجوء العرب لطلب الحماية من الهند وباكستان، وميول العرب للاتجاه شرقا
لهذه الأسباب فقط وافق ترامب على وقف الحرب، وضغط لذلك ولم يستسلم لضغوط اللوبي الصهيوني الأمريكي.
نتنياهو لم يوقع على الاتفاقية بطيب خاطر، هو منزعج للغاية خصوصا بعد نجاح الفصائل الفلسطينية بفرض شروطها الممثلة في الانسحاب من أغلبية القطاع كمرحلة أولى، وعلى الإفراج عن قيادات فتح الكبرى بالسجون (مروان البرغوثي نموذج) والذي بالإفراج عنه ستكون نهاية سلطة عباس بالضفة مسألة وقت.
وأيضا لم توافق إسرائيل في البداية على إعطاء ضمانات بوقف الحرب، لكي تكون المعارك مخرجا لنتنياهو في حال ضغط عليه القضاء الإسرائيلي، لكن بجهود الدول العربية كافة جرى الحصول على ضمانات من ترامب شخصيا..
في المحصلة: الاتفاق هو ضربة كبيرة لليمين الديني الصهيوني الحاكم في إسرائيل، والذي من المحتمل أن يواجه ضغوط شعبية كبيرة من اليسار العلماني في الداخل، ومن اليمين الليبرالي، وسيحاول نتنياهو لتفادي هذا المصير إخراج الاتفاق على أنه نصر تاريخي لإسرائيل.
برغم أن كل الأهداف الإسرائيلية المعلنة لم تتحقق لا تهجير لا إفراج عن الأسرى سوى بمفاوضات وقف الإبادة وقف مشروع إسرائيل الكبرى.
مقابل ذلك أعلن العالم اعترافه بدولة فلسطين، ووضع قضيتها في المرتبة الأولى للحل بوصفها قضية مفصلية لها تأثير مباشر ليس فقط في الأمن الأقليمي بالشرق الأوسط، ولكن بالعالم كله.
- باحث وسياسي مصري
Comments are closed.