مخاوف من إحتلال جديد.. تطبيع “الانتقالي” مع “إسرائيل” يشعل جدلا واسعا في اليمن
الوحدة:
أعاد إعلان رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا، عيدروس الزبيدي، سعيه للتطبيع مع “اسرائيل” وتوقيع اتفاقات تعاون معها، التذكير بمخاوف واسعة في أوساط نخب جنوبية من توجه إسرائيلي لاحتلال مدينة عدن.
وأشعلت تصريحات الزبيدي، بشأن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل، مقابل فك ارتباط جنوب اليمن عن شماله، جدلا واسعا في اليمن.
وقال الزبيدي في مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال” إن إعلان قيام دولة جنوب اليمن المستقلة سيمهد الطريق لإقامة علاقات مع إسرائيل.
وزعم أن الانفصال سيسمح للجنوب باتخاذ قراراته الخاصة في السياسة الخارجية بما في ذلك خيار الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، وقال “عندما تكون لدينا دولتنا الجنوبية سنتخذ قراراتنا بأنفسنا وأعتقد أننا سنكون جزءًا من هذه الاتفاقيات”.
وأضاف أن الانتقالي كان يتجه قبل عملية “طوفان الاقصى” نحو توقيع اتفاقية تحالف مع “إسرائيل” .
وتعهد الزبيدي بحماية المصالح “الإسرائيلية” عبر تأمين مرور سفنها في الممرات البحرية الحيوية مثل مضيق باب المندب.
إهانة وحصار شعبي
إعلان الزبيدي الصريح بشأن التطبيع مع الكيان المحتل، ليس جديدا، فقد سبق وأعلن في لقاء خاص مع قناة روسيا اليوم مطلع العام 2021، أنه من الممكن تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال الزبيدي إن التطبيع مع إسرائيل مسألة واردة عندما تكون لدينا دولة وعاصمة تخص الجنوب العربي؛ حد تعبيره.
وتوالت ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر معظم المعلقين تصريحات الزبيدي “فارغة المضمون” و”غير ذي قيمة”، فيما ذهب آخرون إلى وصفها بأنها محاولة يائسة لاسترضاء الاحتلال الإسرائيلي، مذكّرين الزبيدي بمصير قيادات عراقية جاءت على ظهر الدبابات الأمريكية إلى بغداد.
ومن بين أبرز التعليقات ما كتبه الخبير الاقتصادي ماجد الداعري، الذي ذكّر الزبيدي بأنه حتى الاتحاد الأوروبي أعلن مواقفه الداعمة لفلسطين، معتبرًا أن مثل هذه العروض في هذا التوقيت “إهانة لمشاعر الجنوبيين”.
ووصف مراقبون تصريحات الزبيدي بأنها محاولة لجذب انتباه إسرائيل بعد فشل المجلس الموالي للإمارات في احتواء العمليات المساندة لغزة وفشله في تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض.
ورغم العروض السابقة التي قدمها الزبيدي والتي تضمنت تأمين زيارات وفود استخباراتية إسرائيلية وأمريكية لمعاقله لم يقابل باي اهتمام إسرائيلي إذ لا يزال الاحتلال، وفق توصيف خبرائه، نقطة ضعف في ظل الفساد والصراع المناطقي الذي ينخر مكوناته.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات قد تحاصر الزبيدي شعبيًا في الجنوب وتضعه في عزلة سياسية أوسع، خصوصًا في ظل المجازر الإسرائيلية المستمرة في غزة، ما قد يضعف موقعه داخل المجلس الانتقالي ويقوّض محاولاته للتقارب مع تل أبيب.
مخاوف جنوبية
يأتي ذلك فيما عبرت نخب جنوبية، عن مخاوفها من توجه إسرائيلي لاحتلال مدينة عدن، تزامنا مع استمرار سيطرة المجلس الانتقالي الموالي للإمارات على المدينة.
وأعاد ناشطون وكتاب وخبراء جنوبيين تداول قائمة دول رفعتها مجموعات يهودية لمجلس الأمن وتطالبها بتعويضات عن مساكنها.
ومن بين تلك المدن عدن التي ظلت خاضعة للاحتلال البريطاني حتى ستينات القرن الماضي.
وتطالب القائمة بتعويضات تصل إلى 40 مليار دولار عن ممتلكاتها في المدينة الساحلية جنوبي اليمن.
ومع أن القائمة تم رفعها منذ سنوات، إلا ان إعادة تداولها أظهر حجم المخاوف الجنوبية من فرض الاحتلال سيطرته على المدينة بالتزامن مع تكثيف تحركاته جنوبي اليمن ضمن ترتيبات لتصعيد عسكري جديد يتزامن مع فشله في وقف العمليات اليمنية المساندة لغزة.
وأعادت القائمة إلى الأذهان مدينة طنجة المغربية التي تحولت مؤخرا لصالح إسرائيلي عاد من فلسطين المحتلة وادعى أنها ملك لاجداده.
وتم بموجب قرار قضائي منح المدينة للصهيوني وإجبار سكان المدينة على اخلائها وسط استمرار الجدل بشان ذلك.
الانتقالي يعترف
جاء ذلك بعد أيام من اعتراف المجلس الانتقالي، بزيارة فريق أمريكي– إسرائيلي، إثر قيام ضابط إسرائيلي بنشر صورة له خلال تفقده جبهات القتال المتقدمة بالضالع مسقط راس الزبيدي، رئيس المجلس الموالي للإمارات.
وأوضح القيادي في الحراك الجنوبي صلاح السقلدي، بان الوفد ضم الإسرائيلي جوناثان سباير والامريكي مايكل روبين.
مؤكدا أن الوفد التقى بقيادات في المجلس الانتقالي أبرزهم نائب رئيس الهيئة الإعلامية الجنوبية، علي الكثيري.
وكان المجلس الانتقالي انكر خلال الأيام الماضية زيارة الوفد لعدن.
وجاء الاعتراف عقب نشر سباير صورة له من جبهات القتال في الضالع التي تعد واحده من 3 محافظات جنوبية زارها الوفد الاستخباراتي الأمريكي – الإسرائيلي.
وخلافا لما يحاول الانتقالي تسويقه بشان مهمة الوفد، فقد كشفت صحيفة جيزروزاليم بوست العبرية أن الوفد التقي بقيادات عسكرية بالانتقالي وناقش الاحتياجات للتصعيد ضد صنعاء.
إسرائيل تضع يدها على الانتقالي
ورغم ذلك فقد وسع الاحتلال الإسرائيلي، تعاونه مع الفصائل المنادية بالانفصال جنوب اليمن، وفي مقدمتها ما يسمى بالمجلس الانتقالي.
وكشف ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تنصيب الانتقالي صهيونية جديدة لإدارة قناته الرسمية المعروفة بـ”عدن المستقلة”.
وتدير المدعوة هديل عويس برامج وملفات لتسويق الانتقالي في الأوساط الإسرائيلية والغربية.
وهذه المرة الأولى التي تظهر فيها مذيعة غير يمنية بقناة الانتقالي.
واستضافت عويس في آخر برنامج لها الضابط في جيش الاحتياط الإسرائيلي والذي زار مؤخرا المحافظات الجنوبية لليمن جوناثان سباير.
ولم يتضح بعد ما إذا كان قرار الانتقالي تسليم إعلامه للاحتلال الإسرائيلي لاستقطاب نخب صهيونية أم ضمن شروط إسرائيلية، لكن توقيتها يشير إلى أن الاحتلال يتجه لادارة كل نشاط المجلس الانتقالي إعلاميا وسياسيا وربما اقتصاديا كونه لايثق به.
Comments are closed.