سبأ عبد الرحمن القوسي: أفتهان المشهري

 

لم تُغتل امرأة.. بل أُعدمت فكرة نبيلة في وضح النهار.. أن تكون الخدمة العامة أمانة لا غنيمة و.. وأن ينهض موظف ليخدم وطنه بلا خوف ولا رشوة…

دمها اليوم اختبار وجودي لنا إما أن نعيد للعدالة أنيابها أو نواصل حياتنا كجمهور يُصفق للموت ويغسل ضميره بالبيانات….

إن الذين قتلوا أفتهان لا يريدون إسكات صوتها فحسب، بل يريدون قتل الفكرة القائلة إن النزاهة ممكنة وسط الخراب…!

الشهيدة لم تكن مجرد موظفة.. كانت دليلًا حياً على أن امرأة واحدة يمكن أن تنظف مدينة من قمامتها المادية والرمزية معا…

لقد قاومت ثقافة النهب والكسل والتسويف، فصارت هدفا ثقيلا على الفاسدين…

اغتيال أفتهان هو إعلان حرب على المستقبل… والقصاص لها ليس مطلبا عاطفيا بل شرط وجودي لبقاء فكرة الدولة والعدالة. إما أن تُغسل وصمة العار بالحق أو يلتصق الدم بوجوهنا جميعاً…

الخلود لأفتهان المشهري… والعار الأبدي على من اعتقدوا أن الرصاص أقوى من المعنى…

 

Comments are closed.

اهم الاخبار