محمود ياسين: ما الذي أوصل العرب لهذا المستوى من الهوان؟
لا يعقل أن يكون ضعفا فحسب.
يبدو الأمر وكأن الحكام العرب هم في الأصل أطفال يهود تم سرقتهم من عائلاتهم وقامت المنظمة بتربيتهم واستبدالهم بأطفال عرب ثم أوصلوهم لكراسي الحكم.
تبدو سيناريوهات هوليود قابلة للتحقق في واقعنا، وكنا نظنها خيالات جامحة لكتاب مولعين بنظرية المؤامرة.
شاهدت فيلم سولت أكثر من مرة وبقيت ابتسم لهذا الخيال القصصي عن تجربة سوفيتية مشابهة ابتكرها عميل كي جي بي مميز وبالغ الدهاء إذ اتبع منهج استبدال الأطفال وتنشئتهم في معسكر خاص وفق نظام تنشئة بالغ القسوة والصرامة ومن ثم زراعتهم في أجهزة الغرب إلى أن وصل بعضهم لرئاسة تلك الأجهزة الاستخبارية المعادية
انجلينا جولي لعبت الدور ببراعة، والسيناريو محكم لدرجة التصديق وتقبل فكرة أن هذا قد يحدث حقا.
ماعنيته هو أن تصرفات الحكام العرب لا تفصح عن ضعف فحسب، وبمعزل عن خيال نظرية المؤامرة وواقعيتها من عدمه، وبمعزل أيضا عن قصة سرقة الأطفال واستبدالهم وايصالهم لسدة الحكم، وأن استبعدنا هذا التفكير الذي يبدو خياليا ومتأثرا بسيناريوهات هوليود، إلا أن الحكام العرب لا يبدون عربا اطلاقا ولو بدرجة ضئيلة.
لا يشبهوننا ولو في مستوى مسؤولية الحاكم ومحاذيره، إنهم مختلفين ومناقضين لحكومة جنوب أفريقيا مثلا، والسلفادور.
لم يتصرفوا حتى كأيرلنديين.
دعك من كونهم لا يتصرفون كأشقاء قوميين للشعب الفلسطيني، أنهم لا يتصرفون كمسلمين أيضا ولا حتى كجيران من قومية أخرى وديانة مختلفة.
لو أن جيران فلسطين نصارى مثلا ويتحدثون الهيروغليفية أو اللاتينية وملامحهم مختلفة وعاداتهم وتقاليدهم إلا أنهم وأن لم يتصرفوا مدفوعين بالنزعة الإنسانية فهم لن يسمحوا هكذا بتهديد وجودهم كدول.
هذا الطاقم الحاكم سيظل مثالا تاريخيا ملفتا وباعثا على الغرابة.
يمكنني فهم ضعف حكام الإمارات الإسلامية العربية إزاء عاصفة المغول، نفهم ضعفهم إذ كانوا بلا جيوش ولا قدرة على الصد وكانت أي مقاومة تنتهي بذبح الجميع، دعك من تقييمك الآن لتلك الحالة، أنا أتحدث عن أن أسباب خيانتهم قابلة للتفكير والإمعان وأي مؤرخ محايد وبلا موقف وتخندق تاريخي سيكتفي بتفسير استسلامهم ويعتبره واقعيا بدرجة ما.
لكن هؤلاء انتقلوا الآن من الضعف للتواطؤ..
يبدو أن الشيطان سرقهم من لحظة هذيان اجتماعي وقام بتنشئتهم على الولاء للإثم والشر الغالب سواء تمثل هذا الشر في الغرب أو الشرق، او حتى المسيخ الدجال.
يصلحون خدما لكل شرير مسيطر وقادم من الأساطير والنبوءات في كل مرويات الأمم.
إنهم يخدمون الشر هكذا طوعا، ولوجه الشيطان.
Comments are closed.