الكشف عن مخطط جديد.. “ماراثون الأدوات” لتجسيد دور “أبو الشباب” في اليمن
الوحدة نيوز/ لم يعد خافيا على أحد الارتباط الوثيق القائم بين المرتزقة اليمنيين والكيان الصهيوني والأمريكي في تنفيذ أجندات مشبوهة تستهدف اليمن خدمة لمخططات العدو الذي عجز عن تحقيقه بنفسه وعبر حلفائه في المنطقة لاسيما السعودية والإمارات على مدى عشرة سنوات، فلجأ هذه المرة إلى تفعيل أدواته المحلية التي صارت في حكم المنبوذة لدى الشعب اليمني لتقويض الحياة وإشعال الحروب بهدف إضعاف صنعاء وثنيها عن مواصلة إسناد غزة.
فبعد تهديدات المجرمين “نتنياهو” و”كاتس” الأخيرة بشأن اليمن وتوعدهما بشن حرب على صنعاء مماثلة للبنان وإيران، بدأت تحركات “المرتزقة” تعمل في اتجاهات متعددة لصالح الكيان الصهيوني محاولة زعزعة الاستقرار وخلق حالة من الفوضى واثارة البلبلة الإعلامية من خلال ترويج الإشاعات والأباطيل، غير أن اليقظة الأمنية والشعبية تقفان بحزم لأولئك العملاء في المرصاد، إذ يدرك اليمنيون أن المؤامرات التي يحيكها الخونة مصيرها الفشل لا محالة لطالما يقفون في المكان الصحيح وهو نصرة الحق ضد الباطل ودفاعا عن قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
اليوم تعد إسرائيل المرتزقة اليمنيين بأنها ستعيدهم إلى سدة الحكم حال تعاونوا معها ضد صنعاء، كما أوهمت محمد بهلوي بأنها ستسقط الحكم في إيران وتنصبه ملكاً فيها، ويبدو أن هؤلاء يتجاوبون مع دعوات الكيان ويشتغلون في ذات المسار معتقدين بأنهم سيعودن على ظهر دبابة صهيونية أو سعودية أو إماراتية!
ومن المؤسف أن نجد هؤلاء يتسابقون لتجسيد دور “أبو الشباب” في اليمن، رغم معرفتهم المسبقة أنه لا الكيان المحتل ولا العميل الفلسطيني الخائن “أبو الشباب” حققا انتصاراً في غزة أمام صلابة المقاومة الفلسطينية سوى اخفاقات عسكرية وأخلاقية وسياسية وإنسانية.
وبالتالي فإن ما يحدث في غزة من إبادة جماعية قتلا وتجويعا يستدعي التحرك العربي والإسلامي شعوباً وحكومات وجيوشاً لردع التوحش الإسرائيلي المدعوم أمريكياً لاسيما وأنه يكشف بوضوح مراراً وتكراراً عن نواياه التوسعية و”الشرق الأوسط الجديد” ولعل آخرها ما صرح به “نتنياهو” بطموحات تحقيق حلم ما يسمى “إسرائيل الكبرى” الذي يشمل احتلال أجزاء من الأردن ومصر ولبنان وسوريا والسعودية، وقد سبقه بذلك الرئيس الأمريكي “ترامب” حينما تحدث من البيت الأبيض عقب توليه الرئاسة عن المساحة الجغرافية التي تحتلها إسرائيل في المنطقة ملوحاً بالقلم الممسك به بيده أمام الحاضرين في مكتبه أن مساحتها صغيرة بحجم القلم في المنطقة، حيث قال أنه لابد أن تكون أكبر من ذلك.
وبرغم وضوح رؤية الكيان الصهيوني في عزمه وإصراره لابتلاع أجزاء من البلدان العربية، لا تزال بعض تلك الدول المستهدفة لاسيما السعودية والإمارات تمارسان أدوارا قذرة في المنطقة ضد المناهضين للمشروع التوسعي الصهيوني الأمريكي وتسعى بكل إمكانياتها لتقسيم المقسم وإبقاء حالة اللا استقرار خاصة في اليمن من خلال تمويل أدواتها في الداخل والخارج، لكي تهيئ المناخ للعدو الإسرائيلي والأمريكي لبسط نفوذه بكل أريحية، ظناً منها أنها ستكون في مأمن من مكره وبطشه طال الأمد أو قصر، وإن غداً لناظره قريب!
وبدلاً من أن يصحو العالم العربي من غفوته بعد تصريحات المجرم “نتنياهو”، ويسارع للالتحام والاستعداد لمواجهة مخططات الصهاينة، اكتفت تلك الدول وعلى رأسها الجامعة العربية بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار الشديدة ومن ثم عادت وزارات الخارجية للدول العربية إلى أدراجها، وكأن شيئا لم يكن! ومثل هكذا خنوع يدفع إسرائيل إلى الطمع في أن تكون كبرى على حساب الأوطان العربية لطالما الوهن يسكن في ذوات حاكميها ودجنت شعوبها وجعلتها في حالة من الانفصام لا تستطيع التعبير عن سخطها ورفضها لما يجري من حرب إبادة جماعية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ولو حتى تنظيم احتجاجات شعبية كأقل واجب يُقدم منها لمناصرة مظلومية الشعب الفلسطيني!
مخططات جديدة
اليوم تتساقط أقنعة من كانوا يتغنون باسم الوطن لعقود من الزمن، إذ لُحنت خطاباتهم على ايقاعات السيادة الوطنية والقضية الفلسطينية وجريمة الاستعانة بالخارج للاستقواء على الداخل، وها هي تتكشف مواقفهم لليمنيين قاطبة وتفشل للمرة العاشرة في اختبار حب اليمن، لأنها وجدت صعوبة في صون الكرامة وممارسة الوطنية كأفعال وليس كأقوال زائفة بل أنهم عجزوا الحفاظ عن رصيدهم الخطابي خلال تلك الفترة على الأقل، لكن الخيانة إذا سرت في الدماء لا يمكن أن يمتلك مثل هؤلاء مروءة أخلاقية على مستواهم الشخصي فما بال الوطني!
ويتجلى ذلك اليوم بما كشف عنه نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق جلال الرويشان من وجود مخطط جديد يستهدف اليمن، محذراً الفصائل الموالية للسعودي والإماراتي من التورط مع أمريكا وإسرائيل.
إذ يقول الرويشان خلال تخريج دفعات أمنية، أن هناك مخططا وضع مؤخرا من قبل الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني لتنفيذه من قبل أدواتهم، مؤكداً أن من عجز عن إيقاف اليمن في موقفه منذ عشرة سنوات سيفشل اليوم لا محالة.
الرويشان يحذر الفصائل الموالية للسعودي والإماراتي من التورط مع أمريكا وإسرائيل
وتابع: “على الأدوات المحلية أن تدرك بأن شعبنا قادر على مواجهة المؤامرات مهما كان حجمها وموقف تلك الادوات يندرج في سياق مساندة العدو الصهيوني”.
مكر وخداع العدو
اعتاد العدو على المكر والخداع، ومحاولات استهداف الشعب اليمني من الداخل عبر إثارة الفتن والقلاقل، ما يُبرّز الدور المحوري لرجال الأمن وضرورة رفع مستوى اليقظة والجاهزية، كما يؤكد وزير الداخلية اللواء عبدالكريم الحوثي، لافتاً إلى أن الشعب اليمني يخوض أشرف معركة في مواجهة ألد أعداء الله، الصهاينة والأمريكان، وأعوانهم، مضيفًا “موقف اليمن المبدئي، تجاه قضية فلسطين ومظلومية غزة سيبقى ثابتاً حتى يأتي الله بأمره”.
وأوضح اللواء الحوثي أن المرحلة الراهنة، تتطلب إدراك حجم الصراع وخطورته، مبينًا أن اليمنيين يقفون في مواجهة مجرمي العالم.
وشددّ اللواء الحوثي على أن الاعتماد على الله والتوكل عليه هو الركيزة الأساسية في إفشال مخططات العدو، لافتاً إلى أن الارتباط الدائم بالله والثقة به تمثل الضمانة للنصر والعزة، ورجال الأمن وهم يقومون بواجبهم يجب أن يستشعروا أنهم في موقع خدمة الناس، والحرص على سلامتهم.
الحوثي يؤكد جاهزية رجال الأمن لأفشال مخططات العدو
بدوره، أكد مدير عام التدريب والتأهيل بوزارة الداخلية اللواء عبد الفتاح المداني أن الدفعات المتخرجة في جاهزية عالية للقضاء على أي تحركات معادية من قبل أدوات أمريكا وإسرائيل إلى جانب حفظ الأمن والاستقرار، وستكون الدفعات المتخرجة سندا وعونا للقوات المسلحة عند أي ظرف أو طارئ.
المؤامرات ستفشل
مؤامرات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وصهاينة العرب وعملائهم على اليمن الكبير فاشلة ولن يكون لها قرار، واليد التي ستمتد عليه ستقطع وعملياته المساندة لغزة فلسطين مستمرة حتى يتوقف العدوان والحصار وبها ينتهي كل شيء، وأي تحركات عبثية لتوسيع الصراع ستكون نتائجها كارثية والمفاجأة كبيرة والقادم أعظم، كما يؤكد على القحوم عضو المكتب السياسي لانصار الله, مشيراً إلى أن من يطلب الحماية من الامريكان لا يمكن أن يكون حاميا للعروبة والإسلام ولا حاملا لمشروع الأمة ولا حتى عنوانا لدولة تطمح أن تكون لاعبا دوليا في ميادين السياسة والحرب والسلم.
ومن يرهن قراره الأمريكي فلا تعويل عليه، لأنه أداة قذرة وسيظل كذلك في تنفيذ المشروع الأمريكي في اليمن والمنطقة، بحسب القحوم.
ويضيف القحوم، إن سياسة القتل والتدمير وقمع الشعوب بالحديد والنار هو نهج إجرامي تمارسه أنظمة العمالة والخيانة من السعودي والإماراتي التي تسعى لتنفيذ المشروع الأمريكي الإسرائيلي في اليمن والمنطقة وهذا ليس غريبا عليها فتاريخها حافل بالإجرام والقتل والعمالة وبيع قضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين.
القحوم: اليد التي ستمتد لليمن ستقطع وعملياته المساندة لغزة مستمرة
وتابع قائلا: “اليمن الكبير بعظمته وعظمة قائده الشجاع والحكيم وشعبه المعطاء والإجماع الوطني ودولته الراسخة وقواته المسلحة والأمنية وتعاظم القدرات والصناعات العسكرية المتطورة ومساندته ونصرته المستمرة لفلسطين وغزة ومواقفه المعلنة المشرفة له اليد الطولى والقدرة في تغيير موازين القوى وتحقيق الانتصار”.
الجبهة الداخلية خط أحمر
بعد أن أعجزت العمليات اليمنية المتصاعدة الكيان الصهيوني وأربكت واشنطن، تحرّكت أجهزة الاستخبارات المعادية – وعلى رأسها الموساد – نحو خطة بديلة تقوم على محاولة استهداف الجبهة الداخلية اليمنية، من خلال أدوات محلية مدعومة من الخارج، تتحرك تحت عناوين حزبية ومطلبية ظاهرها مصلحة المواطن والتعبير والتظاهر وإقامة الفعاليات والأنشطة الحزبية، وباطنها التآمر والخيانة خدمة للصهاينة، وفق ما ذكر الدكتور حزام الأسد عضو مجلس الشورى، والذي أوضح أن المؤامرة ليست تخمينًا، بل مخطط يتم تفعيله حاليًا، ويُراد له أن يبدأ بشكل متدرج منذ أغسطس الجاري حتى ديسمبر القادم، في محاولة يائسة لإعادة إنتاج سيناريو ديسمبر 2017 بأساليب مختلفة، لكن بنفس الأهداف والجهات الداعمة.
الأسد: جبهتنا الداخلية خط أحمر والشعب اليمني عصي على الاختراق
ويشير الأسد إلى أن الشعب اليمني الذي واجه العدوان بإيمان وصبر وثبات لعقدٍ كامل، بات اليوم أكثر إيمانا ووعيًا وصلابة، وعصيٌّ على الاختراق، فقد أسقط الفتنة العسكرية، وواجه الحرب الاقتصادية، والتهديدات الأمنية وتغلب على آلة إعلامية ضخمة، وخرج منتصرًا سياسيًا وميدانيًا بفضل الله، موكداً أن الشعب ملتحم بقيادته، متماسك مع جيشه، وواعي بأبعاد المعركة، ولن تنطلي عليه ألاعيب الشعارات، ولا أساليب التحريض المموّهة، مهما كانت عباءتها.
وتابع: “جبهتنا الداخلية خط أحمر، وأبواب النقد البنّاء مفتوحة في مساراتها الصحيحة ولسنا جميعًا معصومين أو مثاليين، لكننا نعي وضع بلدنا وندرك أن العدو الخارجي ما زال يحاصر شعبنا، وينهب ثرواته، ويضاعف معاناته، ويستخدم المرتزقة للإضرار به، ويتآمر مع العدو الصهيوني والأمريكي لاستهدافه مجددًا بهدف وقف الإسناد لغزة.
لذلك نظل متيقظين، صامدين، ملتفين حول قيادتنا ومتمسكين بثورتنا واستقلالنا ونسيجنا الداخلي، ومواقفنا الثابتة والعادلة تجاه قضايا أمتنا، بحسب الأسد.
Comments are closed.