تقرير حقوقي: معتقلو غزة يواجهون “الجحيم” في سجون الاحتلال

قال تقرير فلسطيني مشترك لنادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى، الأربعاء، إن معتقلي قطاع غزة ما زالوا يتعرضون لجرائم تعذيب ممنهجة داخل السجون والمعسكرات الإسرائيلية، خصوصًا في قسم “راكيفت” بسجن الرملة ومعسكر “سدي تيمان”، واصفًا ما يجري هناك بأنه “أبرز عناوين الجحيم”.

وأوضح التقرير أن الشهادات الواردة من المعتقلين منذ يوليو/تموز وحتى منتصف أغسطس/آب تكشف “فظائع غير مسبوقة”، بينها الضرب العنيف، تكسير الأصابع، العزل التام، الحرمان من الشمس، والفورة 20 دقيقة فقط يومًا بعد يوم وهم مكبلون الأيدي ورؤوسهم منحنية.

وأشار إلى أن المعتقلين في قسم “راكيفت” تحت الأرض خرجوا للزيارة وهم يبكون، بعد أن تعرضوا للتهديد والاعتداء لإجبارهم على القول إن ظروفهم “جيدة”، في وقت يُمنع المحامون من نقل أي معلومات عنهم أو عن عائلاتهم.

كما لفت التقرير إلى استخدام أساليب تعذيب إضافية مثل التحقيق بأسلوب “الديسكو” عبر تشغيل موسيقى صاخبة لأيام متواصلة، الضرب على الرأس والمناطق الحساسة، الشبح، والإذلال اللفظي بإجبار المعتقلين على شتم ذويهم. وأضاف أن الأسرى “يعانون الجوع الشديد”، ووصف أحدهم أوضاعهم بأنها “مجاعة”، حيث لا يتلقون سوى كميات قليلة وغير صالحة للأكل، فيما تُسحب فرشات النوم صباحًا لإجبارهم على الجلوس على الحديد طوال النهار.

يواصل الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ المئات من المعتقلين، ويرفض الإفصاح الكامل عن هوياتهم وأماكن احتجازهم، كما يرفض حتى اليوم السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم. تمكّنت المؤسسات من الكشف عن مصير مئات المعتقلين في سجون ومعتقلات الاحتلال، وإجراء زيارات في غالبية السجون والمعسكرات، بينها معسكر “سدي تيمان” الذي شكّل عنوانًا بارزًا لجرائم التعذيب والجرائم الطبية، وكذلك قسم “ركيفت” تحت الأرض.

وما تزال إفادات معتقلي غزة الأشد والأقسى من حيث ما عكسته من جرائم تعذيب واعتداءات جنسية (منها الاغتصاب)، وجرائم طبية، حيث شكّلت شهاداتهم تحولًا بارزًا في مستوى توحش منظومة الاحتلال، وأدت بمجملها إلى استشهاد العشرات من المعتقلين إضافة إلى عمليات الإعدام الميداني التي نُفّذت بحق آخرين.

وبلغ عدد الشهداء من معتقلي غزة، ممن عُرفت هوياتهم، 46 شهيدًا، من بين 76 أسيرًا ومعتقلًا استشهدوا منذ بدء حرب الإبادة. ووفق بيانات نادي الأسير، ارتفع عدد الأسرى الفلسطينيين إلى 10,800 معتقل حتى مطلع أغسطس، بينهم 49 أسيرة، 450 طفلًا، و2,378 مصنفين “مقاتلين غير شرعيين”.

وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل الإبادة الجماعية في غزة عبر القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة قرارات محكمة العدل الدولية، حيث بلغت حصيلة الضحايا 62,122 شهيدًا و156,758 جريحًا، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومجاعة أودت بحياة 269 فلسطينيًا بينهم 112 طفلًا.

 

Comments are closed.

اهم الاخبار