لشراكتها في الإبادة بالتجويع والقتل.. دعوات لإغلاق “مؤسسة غزة الإنسانية”

الوحدة|وكالات:

دعت أكثر من 170 منظمة غير حكومية اليوم الثلاثاء، إلى تفكيك منظومة توزيع المساعدات الغذائية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة؛ بسبب مخاوف من أنها تعرِّض المدنيين لخطر الموت والإصابة.

وتستخدم «مؤسسة غزة الإنسانية» شركات أمن وخدمات لوجيستية أميركية خاصة لإدخال الإمدادات إلى غزة، متجاوزة إلى حد كبير نظاماً تقوده الأمم المتحدة، تقول إسرائيل إنه سمح للمسلحين بتحويل مسار المساعدات.

ووصفت الأمم المتحدة الخطة بأنها «غير آمنة بطبيعتها» وتُشكِّل انتهاكاً لقواعد الحياد الإنساني.

الإعلان المشترك الذي صدر في جنيف، وقّعت عليه 171 جمعية خيرية على دعوة موجَّهة للدول للضغط على إسرائيل لوقف خطة «مؤسسة غزة الإنسانية»، وإعادة المساعدات التي يتم تنسيقها من خلال الأمم المتحدة.

وجاء في البيان: «يواجه الفلسطينيون في غزة خياراً مستحيلاً: إما الموت جوعاً أو المخاطرة بالتعرُّض لإطلاق النار في أثناء محاولتهم اليائسة للحصول على الغذاء لإطعام أسرهم».

وقالت المنظمات إن المؤسسة تخرق قواعد العمل الإنساني وتعرض حياة ملايين الفلسطينيين للخطر، مستندة إلى شهادات جنود في جيش الاحتلال أقروا بإطلاق النار بشكل روتيني على المدنيين الذين يقتربون من مراكز توزيع المساعدات، في مشهد يتكرر يوميًا على مرأى العالم.

ومن بين المنظمات المُوقِّعة على البيان، «أوكسفام»، و«أطباء بلا حدود»، و«هيئة إنقاذ الطفولة»، و«المجلس النرويجي للاجئين»، ومنظمة «العفو الدولية».

الأونروا: يجب وضع حد لهذا العمل الشائن في غزة

وفي ذات الصلة، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا عن المخاطر التي يواجهها الفلسطينيون عندما يذهبون إلى مراكز توزيع المساعدات التي فرضتها إسرائيل ضمن نظام تشرف عليه مؤسسة غزة الإنسانية الغامضة. وأشار التقرير إلى مقتل مئات الفلسطينيين منذ الشهر الماضي، حسب المسؤولين الصحيين في غزة.

فبعد شهر من إطلاق نظام مساعدات جديد مدعوم من إسرائيل في غزة، أصبح الوصول إلى مراكز التوزيع الخاضعة لحراسة مشددة مسعى محفوفا بالمخاطر بالنسبة للفلسطينيين، مما يعيق جهود إيصال ما يكفي من الغذاء إلى السكان الجائعين.

ملاجئ ومقابر

وكشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أن أكثر من 810 فلسطينيين استشهدوا أثناء احتمائهم داخل منشآت تابعة للوكالة في قطاع غزة، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 .

وجاء ذلك في بيان رسمي أصدرته الوكالة محذرة فيه من أن منشآتها لم تعد أماكن آمنة رغم أنها تحمل شارة الأمم المتحدة.

وأكدت الأونروا أن نحو 1.9 مليون نازح فلسطيني اضطروا للجوء إلى مدارس ومراكز تابعة لها، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية في غزة، ما جعل مؤسساتها الخيار الوحيد أمام آلاف العائلات الهاربة من القصف.

وأوضحت الوكالة أن 600 منشأة تابعة لها تعرّضت لأضرار متفاوتة، من بينها 186 مبنى تم قصفه بشكل مباشر، ما أدى إلى مئات الشهداء والجرحى، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.

وكانت المتحدثة باسم الأونروا تمارا الرفاعي قالت في تصريحات إن “المنشآت الأممية ليست فقط غير محمية، بل أصبحت أهدافًا متكررة”، مشيرة إلى أن الهجمات المتواصلة على المرافق المدنية تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

وبحسب آخر بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة  بلغ عدد الضحايا الإجمالي في قطاع غزة 56,331 شخصًا حتى 29 يونيو 2025، بمعدل يقترب من 72 شهيدا يوميا.

ساحة قتل

من جهة أخرى دعت الاونروا إلى العودة لنظام توزيع المساعدات في غزة عبر الأمم المتحدة.

وقالت الأونروا، إن نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي الأمريكي الجديد في غزة أصبح ساحة للقتل، مشيرة إلى أن التقارير تؤكد مقتل أكثر من 400 جائع في غزة منذ بدء تشغيل الآلية الأمريكية الإسرائيلية قبل شهر واحد فقط

وطالبت الأونروا بضرورة العودة إلى نظام توزيع المساعدات في غزة عبر الأمم المتحدة، ووضع حد “لهذا العمل الشائن”، على حد وصفها.

كما أفادت الأونروا بأن الاستجابة الصحية في قطاع غزة تواجه تحديات تشغيلية جسيمة. وقالت “تواصل الاستجابة الصحية في قطاع غزة مواجهة تحديات تشغيلية جسيمة، بما في ذلك إلحاق أضرار كبيرة بالمرافق الصحية”.

وأشارت إلى عقبات أمام التحركات الآمنة، وفرض قيود على دخول الإمدادات الطبية والوقود الحرج.

ولفتت إلى استمرار عمليات الهدم الجماعي في ظل العملية الإسرائيلية التي بدأت في 21 يناير الماضي، والتي دخلت شهرها السادس في شمال الضفة الغربية

Comments are closed.

اهم الاخبار