نجيب علي العصار: الســــــــــــــلام لأصحاب “الراية البيضاء”
فشل السياسيون ونجحت المبادرات الشعبية في فتح طريق صنعاء-عدن -الضالع بعد انقطاع دام سنوات، على أيادي أصحاب الرايات البيضاء، والخيرين ومسئولي السلطة المحلية، الذين صنعوا إنجازا لطي صفحة الألم والمرارة والعذاب جراء إغلاق شريان حياة.
اليوم وبجهود أولئك الطيبين في هذا البلد عادت البسمة والفرحة للمواطنين بإعادة فتح الطريق الحيوي الرابط بين عدن وصنعاء عبر محافظة الضالع، لينتقل المواطنون في مناطقهم، ومن كافة أنحاء اليمن من (الألم إلى الأمل) ولتنتهي معاناة الآلاف من المرضى والمسافرين وجبرا لضرر السكان، كما ستعود السكينة إلى قلوب الناس، وستغلق نوافذ الدموع التي تفتحها مواجع الحرب، ناهيك عن المعاناة الاقتصادية التي أثقلت كاهل الناس بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية.
بالأمس كانت براميل الشريجة تفرق بين الإخوة الإعداء، واليوم انتصر اليمنيون لأنفسهم ولإخوتهم ولإنسانيتهم وكرامتهم بالعودة إلى جادة الصواب، لمساندة هذا الفعل الإنساني ونجاحه، ولم تنتظر لمبعوث أممي أن يفتح الطريق، وحسناً فعلت الرايات البيضاء لإنهاء معاناة العزلة، وسعت لترميم ما علق بالنسيج الاجتماعي بسبب الحرب والعدوان، وتعظيم سلام لتلك الجهود الوطنية بلا استثناء.
ويبقى أن نرى مبادرات طيبة وشجاعة لفتح العديد من الطرقات، وأخرى للإفراج عن الأسرى كل الأسرى اليمنيين، الذين تنتظرهم أمهاتهم وأسرهم، علينا كيمنيين ألّا نخسر إنسانيتنا فإن دمرت لا يمكن ترميمها، والسؤال هنا إلى متى يستمر هذا الملف الإنساني الأكثر إيلاما بالمماطلة التسويف؟، أن هذا الألم تعيشه الأسر في كل شبر من هذه الأرض، هنالك عين أم تبكي، وقلب زوجة ينزف خوفا، وأطفال ينتظرون عودة آبائهم بفارغ الصبر، فالمبادرات والتفاهمات المحلية لفتح الطرقات والإفراج عن الأسرى خطوة عظيمة لا يصنعها إلا الرجال، وحقيقة حيا على خير السلام.
Comments are closed.