أحمد عبد الله الصعدي: خمسون عاما على النصر الذي أعز فيتنام
يحتفل الشعب الفيتنامي في الثلاثين من شهر ابريل هذا العام بالذكرى الخمسين للنصر الحاسم الذي حققه بدحر المعتدي الأمريكي وارغامه على مغادرة سيجون وكل شبر من فيتنام ذليلا مهانا.
أعرف أن الحديث عن نضالات وتضحيات الشعب الفيتنامي وانتصاره على أكبر قوة في العالم لم يعد يناسب الموضة الفكرية والسياسية لدى العرب ، أحزابا وأنظمة ، ولكن بما أن المطابع الغربية وخصوصا في أمريكا وبريطانيا ما تزال إلى اليوم تطبع الكتب والأبحاث التي تهدف إلى علاج الصدمة الفيتنامية في الوعي الأمريكي والغرب الامبريالي وتصوير الانسحاب الأمريكي الذليل من فيتنام وكأنه استجابة لضغوط الرأي العام ، وبما أننا نتلقف ونصدق كل ما تطرحه تلك الجهات والمطابع في السوق فان علينا أن ننظر في الأسباب الحقيقة للانسحاب من فيتنام .
والأرقام هي التي تتحدث. يورد علي فياض ، الفلسطيني الذي عايش التجربة على الأرض منذ ١٩٧٢ إلى يوم النصر في ٣٠ ابريل ١٩٧٥ الأرقام التالية من مصادر أمريكية:
– الخسائر البشرية الأمريكية ٥٦٥٥٠ قتيل ، ٣٠٣٦٢٢ جريح ، ٢٩٤٩ أسير .
– الطائرات . لم تعترف أمريكا سوى بسقوط ٣٧٠٠ طائرة مقاتلة بينها القاذفة ب ٥٢ و ٥٠٠٠ طائرة هليوكبتر .
– الخسائر المادية ٨٥٠ بليون دولار .
– القوات العسكرية التي شاركت في الحرب : ٥٥٠ ألف جندي أمريكي يضاف إلى هذا العدد ٣٨ ألف جندي كانوا في مطارات تايلند ، ٥٠ ألف كوري جنوبي ، ١٦ ألف استرالي، ١٢ ألف تايلاندي ، ألف فلبيني .
– بلغ تعداد القوات الفيتنامية الجنوبية الموالية لأمريكا ١،١ مليون عسكري ومليون من المقاتلين شبه المسلحين .
– وتطلب المجهود العسكري الأمريكي تشغيل ٥٫٥ مليون عامل في ٢٢ ألف مصنع ومعمل وقاعدة ، ٤٠ في المائة من الباحثين ، ٢٦٠ من الجامعات والمعاهد .
من أشهر الضباط الجويين الذين خسرتهم أمريكا : العقيد جون بلين نائب قائد مطار كوارت في تايلند ، العقيد نومان غاديس خبير الشؤون الجوية الفيتنامية ، العميد كيسنجر قائد القوة الجوية الخاصة الذي حقق أكبر ساعات تحليق في أمريكا بلغت ٧٣٠٠ ساعة .
( انظر إن شئت : علي فياض ، التجربة العسكرية الفيتنامية ، مؤسسة عيبال للدراسات والنشر ، نيقوسيا – قبرص . الطبعة الأولى ١٩٩٠ ص ٣٥٣ – ٣٥٤ ) . والكتاب متاح للتحميل المجاني بسهولة .
Comments are closed.