هاشم شرف الدين: آخر أباطرة الغرب وأغباهم..

سعت أمريكا منذ عقود بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة لحظر ومنع حصول الصين على الرقائق الالكترونية المتطورة والطابعات الحجرية المصنعة لها وفي ذلك السياق كان استهداف شركة هواوي الصينية خلال الأعوام السابقة وفرض عقوبات عليها وعلى من يتعامل معها في ذلك السياق، وقد استثمرت أمريكا بمئات المليارات في الشركة الهولندية المحتكرة لصناعة الطابعات الحجرية وهيمنت عليها بهدف الحيلولة دون تزويد الصين بتلك الطابعات ناهيك عن حصولها على التقنية برمتها، والآن تعلن الصين تطويرها لطابعات رقائق الكترونية أحدث وبتقنية جديدة أكثر دقة وأعلى جودة، هذا الخبر يعد كسر عظم للغطرسة الامريكية الترامبية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

الصفعات الصينية تتوالى سراعا لتثبت أن الأموال التي انفقتها أمريكا لكبح التنين الصيني تبخرت وتلك الأساليب القذرة لضمان التفوق الأمريكي في هذا المجال وغيره فشلت، وأثبتت الصين وتثبت أنها قد سبقت أمريكا بمسافات كبيرة، ولا غرابة لأن سياسات أمريكا وعنجهيتها واعتمادها على العقوبات والتهديد لحلفائها قبل خصومها إنما ينم عن حالة ضعف بل عجز عن مواكبة التطورات ومعالجة الاختلالات المتراكمة التي تعتري نظامها سياسيا واقتصاديا بل وثقافيا فجميعها تهوي إلى القاع، ولعل صعود المهووس ترامب لرئاسة القوة المترنحة والغطرسة الخاوية يعد بمثابة حقنة الطلق للمسارعة في سرعة السقوط وبدء المخاض للنظام العالمي الجديد.

لا ريب أننا نعيش مرحلة استثنائية ومنعطفا تاريخيا لسقوط قوة عظمى هيمنت على العالم لعقود وحتما سيرافق ذلك أحداث جسيمة وتحولات كبرى تغير شكل العالم وتعيد صياغة نظام عالمي جديد بقوى عظمى جديدة وتحالفات جديدة، واللبيب من يستعد ويتهيأ للاستفادة من تلك التهيئات لمصلحة بلاده وشعبه ويضمن سيادتها وحقوقها ويمكنها من التفاعل كسائر الأمم، وعلى العكس سيكون حال الأنظمة العربية ومن على شاكلتها كمرتزقة اليمن ممن امتهنوا الانبطاح والتبعية لأمريكا لن ينفكوا عنها إلا بالسقوط المدوي لهم جميعا، وحينها أقصى ما سيحلمون به هو النجاح في إقناع القوى الجديدة لتبنيهم كأذناب وخدام طائعين وحتما سيتماهون تماما مع عقيدة وسياسة وتوجهات الآلهة الجديدة، ولكن للأسف لن تجديهم الأحلام والتمنيات فالمتحولات والمتغيرات ستلقفهم مبكرا، وحتما سيخسرون الدنيا كما خسروا الآخرة مبكرا، أما اليمن بقيادة رجل المرحلة السيد القائد عبدالملك فقد أخذ بزمام المبادرة ولم ينتظر التحولات والمتغيرات بل بدأ في صناعتها وباتت أهم أطرافها، وقد أفلحوا ونصروا الله وعباده في الدنيا وضمنوا الفلاح في الآخرة، ولا عزاء للمرتهنين من تركوا القرآن عضين.

من يهن يسهل الهوان عليه

ما لجرح بميت إيلام.

Comments are closed.

اهم الاخبار