إخفاق الناشئين في بطولة آسيا يُشعل الانتقادات أوساط الجماهير

خالد الصايدي

خيب المنتخب الوطني للناشئين آمال الجماهير اليمنية في الداخل والخارج، وذلك عقب خروجه من دور المجموعات في بطولة كأس آسيا للناشئين التي تستضيفها مدينة جدة السعودية، ولم ترق النتائج التي حققها المنتخب لتطلعات الشارع الرياضي اليمني الذي كان يأمل في رؤية المنتخب بين المتأهلين إلى ربع النهائي من المسابقة الآسيوية، ومنه إلى نهائيات كأس العالم للناشئين التي ستقام نهاية العام الجاري في قطر خصوصا مع استحداث الاتحاد الدولي لكرة القدم لنظام جديد ينص على رفع اعداد المنتخبات المشاركة بدءا من كأس العالم المقبلة إلى 48 منتخبا مما جعل فرصة التأهل كبيرة خصوصا ووقوعنا في مجموعة سهلة.

هزائم تفضح سوء الإعداد

ورغم البداية التي بدت مشجعة لمنتخبنا بعد الفوز على منتخب أفغانستان بهدفين دون رد، إلا أن الأداء لم يكن مقنعا وفقا لآراء الكثير من الفنيين الذين رأوا أن المنتخب ظهر بمستوى متواضع أمام منتخب يعد الأضعف في المجموعة، تلا ذلك سقوط مدوٍ في المباراة الثانية أمام منتخب إندونيسيا، حيث تلقى المنتخب خسارة قاسية بأربعة أهداف مقابل هدف، في مباراة كشفت حجم الضعف الفني والذهني في صفوف المنتخب، وفي الجولة الثالثة الحاسمة فشل منتخبنا في تجاوز منتخب كوريا الجنوبية وخسر اللقاء بهدف نظيف، ليغادر البطولة برصيد ثلاث نقاط فقط، مكتفيا بالمركز الثالث في ترتيب المجموعة الثالثة، خلف إندونيسيا (6 نقاط) وكوريا الجنوبية التي تصدرت المجموعة بفارق الأهداف عن المنتخب الاندونيسي.

خلل مستدام

خروج المنتخب الوطني للناشئين من بطولة آسيا لم يكن نتيجة مفاجئة، بل يعكس تراكمات مستمرة من الإخفاقات الإدارية، وغياب التخطيط المدروس على المدى الطويل وليس على مستوى منتخب الناشئين فحسب بل على مستوى كافة المراحل العمرية للمنتخبات الوطنية، وفي مقدمة ذلك عدم وجود دوريات محلية تتيح الفرصة لاكتشاف اللاعبين وتطوير قدراتهم، فمسألة اختيار اللاعبين حاليا تتم بعشوائية وعدم دراية تامة بالمستويات، إلى جانب غياب الدعم والمعسكرات الخارجية والمباريات الدولية الودية والذي سيلعب ذلك دورا كبيرا في كشف عيوب وثغرات المنتخب قبل الدخول في معترك المنافسات.

استياء واسع

الجماهير الرياضية التي كانت تعول على منتخب الناشئين لتحقيق إنجاز جديد بعد إنجاز ٢٠٠٢م، لم تُخف استياءها من هذه المشاركة بعد أن تعودت من منتخبات الفئات السنية تحقيق نتائج إيجابية، وطالبت في منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي بمراجعة شاملة لمنظومة العمل الكروي في الفئات السنية، بدءا من التخطيط المدروس لمشاركات ناجحة، ومرورا بحسن اختيار الكادر الفني واللاعبين، وانتهاء بالمطالبة بتنظيم بطولات محلية للفئات العمرية.

                                              محللون ونقاد رياضيون:

ضعف التحضير وغياب الدوريات والمعسكرات التدريبية وراء إخفاق منتخباتنا الوطنية

غياب التقييم والمراجعة بعد كل مشاركة يعزز العشوائية ويعرقل تطوير المنتخبات

الإعلامي الرياضي والمسؤول السابق في اتحاد الكرة معاذ الخميسي كتب في منشور له على “فيسبوك” رصدته “الوحدة”: “كان بالإمكان أن نفوز ونتأهل إلى ربع النهائي.. وإلى كأس العالم.. لو كان هناك حلاً لضياع الهجمات وحالة التوهان داخل الملعب”، مضيفًا: “غادرنا بفوز يتيم على أضعف المنتخبات، بينما ضاع السهل أمام إندونيسيا، والصعب أمام كوريا الجنوبية”.

ويرى الخميسي أن كل شيء ممزق في واقعنا بما في ذلك واقع كرة القدم متسائلا عن سبب هذا الإخفاق هل من المدرب أو اختصارات اللاعبين ” المضروبة” أو غياب الدعم والمعسكرات التدريبية أو المشاكل والتصرفات !!

أما الصحفي والناقد الرياضي المعروف بشير سنان فقد وصف الخروج بـ”ضياع أسهل فرصة للتأهل إلى كأس العالم”، مرجعا السبب إلى “التحضير السيئ وحرمان اللاعبين من التجارب الودية القوية”، محذرًا من مصير مؤلم لمواهب يمنية تذهب ضحية العشوائية وسوء الإدارة.

من جهته، شن الكاتب حسن منصور هجوما لاذعا على مدرب المنتخب سامر فضل، متهما إياه بالتنصل من المسؤولية وتحميل الإخفاق بالكامل على نفسه لتجميل الصورة أمام اتحاد الكرة، قائلاً: “الشجاعة الحقيقية أن تقول الحقيقة، لا أن تتستر على فساد إداري واختيارات مشبوهة، وبرنامج إعداد لم يُنفذ أصلا”. وأضاف: “شاهدنا المنتخب يتدرب في ممشى الفندق بجدة وكأنهم فريق حواري، في فضيحة تختزل واقع الرياضة اليمنية”.

وكتب الإعلامي محمد القيداني ساخرا: “المنتخب قدم ما بجعبته، لكننا بحاجة لإعادة النظر بواقعية في واقعنا الرياضي المعجون بالوجع، فلا الاتحاد جهز، ولا الحكومة دعمت، ولا المعسكرات كانت بمستوى الحدث”، مؤكدا أن من التقطوا الصور مع المنتخب قبل السفر لم يقدموا شيئًا فعليًا.

غياب التقييم

وعلى الرغم من تكرار الإخفاقات في مشاركات منتخباتنا الوطنية، إلا أن المشهد يتكرر دون استفادة حقيقية أو وقفة جادة لتقييم الأداء، ورصد السلبيات، والعمل على تصحيح المسار، حيث تمر المشاركات وتُطوى الصفحات دون محاسبة أو مراجعة، وكأن الخروج المبكر أصبح جزءا من الواقع المعتاد. لا برامج تطوير تنفذ، ولا خطط واضحة تُعتمد، مما يفتح الباب أمام المزيد من العشوائية، ويُهدِر مواهب واعدة كان من الممكن أن تشكل نواة حقيقية لمنتخبات المستقبل، لو تم الاهتمام بها بالشكل المطلوب.

 

كأس العالم للناشئين سنويا

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد أعلن عن تنظيم كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً بشكل سنوي، وذلك ابتداءً من عام 2025م وحتى عام 2029م، على أن تستضيف دولة قطر جميع نسخ البطولة الخمس المقبلة بمشاركة 48 منتخباً من مختلف القارات، في نسخة أولى تقام خلال الفترة من 3 إلى 27 نوفمبر 2025م.

غضب في الأوساط الرياضية ومطالبات بمراجعة شاملة وتقييم الأداء

وتأهلت ثمانية منتخبات آسيوية إلى كأس العالم للناشئين 2025، عقب ختام دور المجموعات وجاءت المنتخبات المتأهلة على النحو التالي: السعودية وأوزبكستان عن المجموعة الأولى، اليابان والإمارات عن المجموعة الثانية، إندونيسيا وكوريا الجنوبية عن المجموعة الثالثة، وطاجيكستان وكوريا الشمالية عن المجموعة الرابعة.

Comments are closed.

اهم الاخبار