Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

محمد نعيم فرحات: «كمين غسان كنفاني»

عديدة هي المؤلفات التي تناولت الروائي والقاصّ والمناضل الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني (1963-1972)، والتي تنوّعت لجهة مقارباتها النقدية أو البحثية أو الأكاديمية، أو لجهة التركيز خصوصاً على هذا أو ذاك من جوانب شخصية كنفاني الأدبية والسياسية أو حتى الصحفية. كتاب الباحث والأكاديمي الفلسطيني محمد نعيم فرحات يعد بأكثر من جديد، ابتداء من عنوان غير مألوف يسير هكذا: «كمين غسان كنفاني: كيف تعقّب النصُّ تاريخَه وأدركه»؛ ويفي بقسط وافر مما وعد، في مستويات المهاد التنظيرية الفلسفية والجمالية خلف أدب كنفاني بصفة خاصة، عبر أربعة فصول تناقش تباعاً علاقة الأدب – كنصّ – بالعالم، في كونها معضلة أم معطى أم جدليّة؛ ثمّ الحالة والسياق، من زوايا صعود اللغة لمجابهة الواقع؛ فالإجابة على سؤال التعقّب، كما مهّد له عنوان الكتاب؛ وصولاً إلى حدود الخطاب وخصائصه، وتلمُّس كنفاني عبر ثلاثية الاغتراب والموت والكتابة بوصفها مقاومة، فضلاً عن البنية الدالّة للخطاب في ثنائية فعل الخروج وفعل المقاومة؛ واختتاماً بمسائل وعي الخطاب، من خلال العلاقة القوية التي قامت بين بنية وعي النص وبنية وعي واقع اجتماعي تاريخي فلسطيني محدد.
هنا فقرات من الكتاب:
«يوحي عالم غسان كنفاني «الشخصيّ» بوجود ثلاثة عناصر كبرى في صيرورة حياته، لعبت دوراً جوهريّاً في تشكيل شخصيته على النحو الذي ظهرت به، الأول: إحساس حادّ بالاغتراب. والثاني: حضور طافح للموت في تصوره وشعوره. والثالث: فاعلية نصيّة وسياسية عبّرت عن نفسها بكثافة وقوة في مستويات مختلفة، حيث يتعلق الأمر بشخص متعدّد؛ قاصّ وروائي ومسرحي وباحث ورسام وناقد ومجدد وقائد سياسي وعاشق عاش 36 عاما فقط. لقد كانت هذه القدرات والأدوار تسكن جسده وروحه وحياته بتناقضاتها ومفارقاتها، وتشكل كل منها منظومة تبني وتهدم معاً، وتتشابك وتشتبك مع بعضها ومع عالمها، وتغذي بعضها البعض على نحو خلّاق ومُريع معاً.
ولطالما زوّد الاغتراب والإحساس المرعب بالموت فاعليّة كنفاني المتعددة، بوازع المضيّ قدماً إلى أبعد مدى ممكن وبالعكس. يقول محمود درويش: «إنّ سباق كنفاني الذي كان يستشعره مع الموت، كان أحد أجمل تجليات الأنانية الخلّاقة والتفاني في آن، وقد شكّل مثلاً نادراً من أشكال تحقيق حياته في سياق تبذيرها في حياة الآخرين».
العائدون للنشر والتوزيع، عمّان 2021

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share