Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

كاتبة أيرلندية ترفض ترجمة روايتها إلى العبرية

رفضت الكاتبة والأديبة الأيرلندية، سالي روني، ترجمة روايتها الأخيرة “أيها العالم الجميل، أين أنت؟” للعبرية من قبل دار نشر إسرائيلية. قرار الكاتبة أثار ردود فعل متباينة بين التضامن معها واتهامها بمعاداة السامية.

حققت الكاتبة والأديبة الأيرلندية  سالي روني نجاحاً عالمياً منذ أن نشرت عملها الأول “محادثات مع الأصدقاء” في عام 2017. كما تم تحويل عملها الثاني “أناس عاديون” الذي أدرج في قائمة الكتب المرشحة لجائزة بوكر الأدبية في عام 2018 وباعت منه أكثر من مليون نسخة، إلى دراما تلفزيونية حازت على عدة جوائز.

في سبتمبر المنقضي 2021، نشرت روني روايتها الثالثة، التي حملت عنوان “أيها العالم الجميل، أين أنت؟”، وسرعان ما أصبح هذا العمل أحد أكثر الكتب مبيعاً في بريطانيا وإيرلندا. بيد أنه سيتوجب على قرائها في إسرائيل التحلي بالصبر لبعض الوقت. إذ وفق تقارير إعلامية، رفضت الكاتبة، طلب ناشر إسرائيلي، ترجمة روايتها الأخيرة إلى العبرية.

الكاتبة سبق وأن ترجم لها عملان إلى العبرية لكنها ترفض ترجمة روايتها الجديدة متهمة إسرائيل بالفصل العنصري

قالت روني الثلاثاء إن رفضها طلب ناشر إسرائيلي ترجمة روايتها الأخيرة إلى العبرية جزء من مقاطعة ثقافية على أساس معاملة إسرائيل “العنصرية” للفلسطينيين.

وأضافت روني نقلاً عن تقارير منظمات حقوقية “إن نظام الهيمنة والتمييز الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين يتوافق مع تعريف الفصل العنصري بموجب القانون الدولي”.

أوضحت الكاتبة البالغة من العمر ثلاثين عاماً، أنها وفي ظل الأوضاع الحالية “لا تشعر أنه سيكون من الصواب قبول عقد جديد مع شركة إسرائيلية لا تنأى بنفسها علانية عن الفصل العنصري، وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني التي نصت عليها الأمم المتحدة”.

كما كشفت الكاتبة عن دعمها، حركة مقاطعة إسرائيل، وقالت روني “في هذه الحالة بالذات، أنا أستجيب لنداء المجتمع المدني الفلسطيني وحركة BDS”، وهي اختصار لـ”المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات”، التي صنفها البرلمان الألماني على أنها حركة ذات أساليب “معادية للسامية” منذ عام 2019.

لكن الكاتبة تعتبر حركة المقاطعة أنشئت “على أساس نموذج المقاطعة الاقتصادية والثقافية التي ساعدت على إنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا”.

وكانت دار نشر “مودان” الإسرائيلية قامت بترجمة ونشر روايتي “محادثات مع الأصدقاء” (2017) و”أناس عاديون” (2018) للكاتبة الأيرلندية. ولأن أعمالها حققت أرقام مبيعات جيدة في إسرائيل، أرادت دار النشر شراء حقوق أحدث رواياتها أيضاً.

من جهتها أكدت روني، أن ترجمة كتابها الأخير “أيها العالم الجميل، أين أنت؟” إلى العبرية، ستكون بمثابة “شرف لها”، بيد أنها استدركت قائلة “لكن في الوقت الحالي، اخترت عدم بيع حقوق الترجمة هذه لدار نشر مقرها إسرائيل”.

وفي تغريدة لها على “تويتر”، عبرت منظمة الصوت اليهودي من أجل سلام عادل – إيرلندا عن تضامنها مع الكاتبة “بصفتنا جالية متنامية من اليهود في إيرلندا الذين يقاومون الاحتلال الإسرائيلي، فإننا نظهر تضامننا مع قرار سالي روني”.

في المقابل قوبل قرار روني بانتقادات واضحة من قبل جهات رسمية في إسرائيل، إذ سجلت ردود فعل قوية ومزاعم معاداة السامية ضد الكاتبة الأيرلندية.

وقالت ممثلة من معهد سياسة الشعب اليهودي “اختارت روني طريقًا يعد لعنة للجوهر الفني للأدب”. وكتبت في موقع فورورد الإخباري اليهودي “إن هناك رفضًا لجوهر الأدب ذاته وقدرته على جلب إحساس بالتماسك والنظام إلى العالم، من خلال اختيار روني استبعاد مجموعة من القراء بسبب هويتهم القومية”.

كما سلطت تغريدات مختلفة الضوء على حقيقة أن روايات روني متوفرة أيضاً باللغتين الصينية والروسية. كما تساءلت الكاتبة والصحافية البريطانية سارة فين “لماذا تقاطع إسرائيل وليس الصين؟ أم أنه ربما لا يتعلق الأمر بحقوق الإنسان على الإطلاق”؟

الأديبة الإيرلندية تقول إن رفضها طلب ناشر إسرائيلي ترجمة روايتها الأخيرة إلى العبرية جزء من مقاطعة ثقافية على أساس معاملة إسرائيل “العنصرية” للفلسطينيين

وصرحت الكاتبة أنه “بالطبع، عدا عن إسرائيل هناك دول عدة مذنبة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.. كان هذا صحيحًا أيضًا في حالة جنوب أفريقيا خلال الحملة ضد الفصل العنصري هناك”.

لدى روني المولودة في بلدة كاسلبار بغرب إيرلندا عدد كبير من القراء المتعلقين بها وممن يتتبعون أخبارها ومنشوراتها. وتهيمن أعمالها التي تروي قصصًا عن الشباب على الخطاب الأدبي بشكل مستمر.

وكواحدة من أشهر الكاتبات الشابات في العالم ستستمر أعمالها السابقة في الظهور في إسرائيل باللغتين العبرية والإنجليزية. وسيتمكن القراء الإسرائيليون أيضًا من طلب أحدث أعمالها “أيها العالم الجميل، أين أنت؟” باللغة الإنجليزية على مواقع الإنترنت الأجنبية.

وتتناول روايتها الجديدة القضايا الاجتماعية والسياسية مثل عدم المساواة والطبقات الاجتماعية والرأسمالية. يأتي عنوانها “أيها العالم الجميل، أين أنت؟” من قصيدة كتبها فريدريش شيلر وقام فرانز شوبرت بتلحينها في عام 1819.

 

 

 

 

Share

التصنيفات: ثقافــة,عاجل

Share