Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

أزمة الغواصات.. مساع للتهدئة ومسؤولون أميركيون يعزون التصعيد الفرنسي لحسابات انتخابية

وكالات:

نقلت صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس جو بايدن يضغط من أجل إجراء مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسط غضب باريس المتصاعد بعد انسحاب أستراليا من اتفاق لشراء غواصات فرنسية.

وأضافت الصحيفة الأميركية أن بايدن يهدف إلى إنهاء المشاحنات بين البلدين عقب فسخ كانبيرا صفقة ضخمة مع باريس.

وذكرت أيضا أن مسؤولين أميركيين اندهشوا من استدعاء فرنسا سفيرها من واشنطن.

وعزا المسؤولون الأميركيون -بحسب الصحيفة- الخلاف مع باريس إلى السياسات الفرنسية الداخلية، حيث يسعى ماكرون للفوز بفترة رئاسية ثانية.

وأفادت “واشنطن بوست” بأن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان التقى وجها لوجه السفير الفرنسي فيليب إتيان الخميس والجمعة الماضيين.

وأضافت أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن حاول الاتصال بنظيره الفرنسي جان إيف لودريان، لإبلاغه بالصفقة مع المملكة المتحدة وأستراليا قبل الإعلان عنها، غير أن الفرنسيين ذكروا أنهم لم يتمكنوا من تحديد موعد المكالمة، بحسب مسؤولين أميركيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في البيت الأبيض والخارجية توقعوا تحسن العلاقات، وأن يعود السفير الفرنسي إلى واشنطن خلال الأسابيع المقبلة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال أمس الأحد إن بايدن طلب التحدث مع ماكرون بعد إلغاء أستراليا صفقة غواصات مع فرنسا لصالح الولايات المتحدة، لافتا إلى أن “مكالمة هاتفية ستجري (بينهما) الأيام المقبلة”.

وأضاف المتحدث لقناة “بي إم إف تي في” (BMF TV) أن ماكرون “سيطلب توضيحا”، مضيفا نريد تفسيرات حول ما يبدو تقويضا كبيرا للثقة.

حراك أسترالي

توجه رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم الاثنين إلى واشنطن للقاء زعماء مجموعة الحوار الأمني الرباعية، وسط انتقادات فرنسية لقرار حكومته التخلي عن صفقة غواصات بقيمة 40 مليار دولار مع فرنسا.

وعلى الرغم من تحرك أستراليا لتهدئة التوترات مبدية أسفها بشأن الواقعة فإن اجتماع موريسون مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأميركي جو بايدن في إطار المجموعة الرباعية يخاطر بإثارة غضب فرنسا.

وقال هايدون مانينج أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلندرز بولاية جنوب أستراليا إن “الفرنسيين غير مرتاحين جدا، ومشهد موريسون وبايدن وجونسون معا لن يفعل شيئا يذكر لإصلاح العلاقات”.

وسيحضر أيضا رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا اجتماع زعماء المجموعة الرباعية في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وقال مصدران مطلعان إن المجموعة الرباعية ستناقش كوفيد-19 وتغير المناخ والأمن الإقليمي.

من جهته، قال وزير التجارة الأسترالي دان تيهان اليوم الاثنين إنه سيطلب مقابلة نظيره الفرنسي، لتخفيف حدة التوتر الذي نجم عن قرار أستراليا إلغاء صفقة شراء غواصات فرنسية.

وقال تيهان لهيئة الإذاعة الأسترالية إنه يثق بأن الأزمة لن تؤثر على التجارة، لكنه أوضح أنه سيطلب الاجتماع مع نظيره الفرنسي أثناء وجوده في باريس لحضور اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ومن المقرر أن يعقد مسؤولون من أستراليا والاتحاد الأوروبي الدورة التالية من محادثاتهم حول اتفاق تجاري في 12 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

سعي بريطاني للتهدئة

وفي السياق ذاته، أفادت وكالة بلومبيرغ بأن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يسعى إلى تهدئة الأجواء مع فرنسا في خضم أزمة أثارتها صفقة مشتركة للغواصات النووية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.

ونقل تقرير الوكالة الإخبارية عن جونسون قوله للصحفيين -وهو في طريقه إلى نيويورك- إن بريطانيا فخورة للغاية بعلاقتها مع فرنسا.

وأضافت بلومبيرغ -نقلا عن جونسون- أن بريطانيا وفرنسا تتعاونان في عمليات عسكرية مشتركة في مالي ودول البلطيق، كما تتشاركان في برنامج محاكاة للتجارب النووية.

إجراءات فرنسية

وفي مقابل مساعي التهدئة من واشنطن ولندن ما زال الموقف الفرنسي يأخذ نفسا تصاعديا بعد إلغاء صفقة الغواصات النووية مع أستراليا.

وحسب ما أفاد مصدران مطلعان لوكالة رويترز، فقد ألغت فرنسا اجتماعا بين وزيرتها للقوات المسلحة فلورانس بارلي ونظيرها البريطاني بن والاس -والذي كان مقررا انعقاده هذا الأسبوع- على خلفية إلغاء صفقة الغواصات.

ويأتي إلغاء الاجتماع في خضم أزمة بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة بعدما أعلنت الدول الثلاث الأربعاء إطلاق شراكة إستراتيجية لمواجهة الصين تتضمن تزويد كانبيرا بغواصات تعمل بالدفع النووي، وبالتالي انسحاب الجانب الأسترالي من اتفاق لشراء غواصات فرنسية.

كما أثارت هذه الخطوة غضب فرنسا حليفة الولايات المتحدة وبريطانيا في حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، ودفعتها لاستدعاء سفيريها لدى واشنطن وكانبيرا، كما أثارت حفيظة الصين القوة الكبرى الناشئة في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

وكانت صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية كشفت عن إلغاء الاجتماع الذي كان الوزيران بارلي ووالاس سيتحدثان خلاله أمام المجلس الفرنسي البريطاني المشترك، وهو إطار مستقل لتعزيز العلاقات بين البلدين تأسس قبل نصف قرن.

وضمن النبرة العالية ذاتها للموقف الفرنسي نعت وزير الخارجية جان إيف لودريان أستراليا والولايات المتحدة بالكذب، كما اتهم بريطانيا بالانتهازية الدائمة، حسب تعبيره.

وأضاف لودريان -في حديث للقناة الثانية الفرنسية- أن بلاده تعيد تقييم موقفها تجاه حلفائها في إطار الرد على الإعلان عن شراكة إستراتيجية بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا (اتفاقية أوكوس).

وأكد أن ما جرى في قضية الغواصات “أزمة خطيرة ستؤثر على مستقبل حلف الناتو”، داعيا الحلف إلى أخذ هذه الأزمة في الاعتبار.

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن الأوروبيين قرروا منذ أيام اعتماد إستراتيجية خاصة بهم في المحيطين الهندي والهادي.

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن وزراء خارجية الاتحاد يناقشون الليلة في نيويورك العلاقة مع واشنطن في ضوء اتفاقية أوكوس.

أستراليا: قراراتنا وفق مصالحنا

وكان رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون قال أمس الأحد إنه يتفهم خيبة أمل باريس إزاء تراجع بلاده عن إتمام صفقة لشراء غواصات فرنسية، وإبرام صفقة بديلة مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

ورغم أن موريسون أبدى تفهما تجاه “خيبة الأمل” الفرنسية فإنه أوضح أن أستراليا بحاجة إلى حماية مصالحها.

وأضاف في إفادة صحفية أن “الأمر ينطوي بالطبع على شعور قوي بخيبة الأمل للحكومة الفرنسية، لذلك أتفهم خيبة أملهم، لكن في الوقت نفسه يجب على أستراليا مثل أي دولة ذات سيادة أن تتخذ دائما القرارات التي تصب في مصلحتها السيادية في ما يتعلق بالدفاع الوطني”.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأسترالي اليوم الاثنين إن بلاده “كانت صريحة ومنفتحة وصادقة مع باريس بشأن مخاوفها من صفقة لشراء غواصات فرنسية”.

 

Share

التصنيفات: خارج الحدود,عاجل

Share