Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

“فلسطين من الأعلى” معرض فني يعيد كتابة التاريخ المزور

رام الله (فلسطين) – يقدم المعرض التاريخي “فلسطين من الأعلى” باستخدام مجموعة من المواد الأرشيفية والفنون البصرية محاولة لفهم دور التصوير الجوي في خدمة الاستعمار وسيطرته على الأرض الفلسطينية.

ويضم المعرض الذي افتتح مساء السبت في مؤسسة عبدالمحسن القطان في رام الله 58 مادة أرشيفية وأعمالا فنية قسمت إلى أربعة أقسام منها ما يتيح للجمهور التفاعل معها سواء من خلال لوحة مفاتيح الحاسوب أو النظر من خلال المجهر أو الاستماع إضافة إلى مشاهدة الأفلام والرسومات والمنحوتات.

ويرصد المعرض فلسطين من الأعلى منذُ عهد الإمبراطورية العثمانية، وعبر الانتداب البريطاني، وصولاً إلى الاستعمار الإسرائيلي، مبينا كيف زوَّد التصوير الفوتوغرافي الجوّي، وتصوير الأفلام، ورسم الخرائط الحكومات بالمعرفةِ والسلطة التي تمكّنهم من مراقبة الأرض، والشعب، والموارد.

المعرض يضم أفلاما وأعمالا فنية لمستشرقين وخرائط ووثائق ومجلات لكشف الرؤية الاستعمارية التي استغلت الفن

وبصرف النظر عن كيف، ولماذا، ولمن، وبأيّ شكل تمَّ إنتاج هذه الموادّ الجوّية، فقد اعتُبر هذا المنظور نحو المشهد الفلسطيني نصاَّ بصرياَّ داعماً في تشكيل السياسة والثقافة والاقتصاد والأيديولوجيا.

وقال يزيد عناني أحد القائمين على المعرض “المعارض التاريخية مرات يصعب إخراجها إذا كانت كلها نصوصا، نحن في حاجة إلى اللعب بالمواد البصرية لاستقطاب الناس لتشاهدها وتتفاعل معها”.

وأضاف خلال استقباله لزوار المعرض الذي يأخذ الإنسان في رحلة عبر الماضي من خلال صور جوية قديمة وخرائط عن فلسطين وما كان فيها من موانئ ومطار وسكك حديد تربطها بالعالم الخارجي “المعرض نتاج عمل استمر عاما ونصف العام بمشاركة عدد كبير من الباحثين والفنانين”.

وأوضح عناني أن المعرض جزء من مشروع بحثي تم خلاله إنتاج عددين من مجلة “فصلية القدس” بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية إضافة إلى تنظيم العديد من الندوات واللقاءات حول موضوع التصوير الجوي وكيفية توظيف الاستعمار له للسيطرة على الأرض.

وقامت مؤسّسة عبدالمحسن القطّان، وبالشّراكة مع مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، بإطلاقِ العدد 82 من فصليّة القدس، وهو واحدٌ من أصل عددَين (81 و82) مخصَّصَين لمعرض “فلسطين من الأعلى”.

ويشكّل هذان العددان جزءا لا يتجزأ من المعرض، وهما يحتويان على عدد من المقالات ومواد الأرشيف التي ظهرت خلال عمليّة إجراء الأبحاث الخاصّة بالمعرض. ودمج العددان في كتاب المعرض، الذي يحتوي، أيضاً، على مواد أرشيف بصريّ ونبذ تعريفية حول الأعمال الفنية والفنانين المشاركين.

وحصلت مؤسسة عبدالمحسن القطان على المواد الأرشيفية في المعرض من العديد من المصادر من بينها المتحف العسكري في إسطنبول، ومكتبة أتاتورك، والنصب التذكاري الأسترالي للحرب، والمكتبة الوطنية الأسترالية، ومكتبات الجامعة العبرية، وأرشيف دولة إسرائيل، والأرشيف الوطني (المملكة المتحدة)، وأرشيف مقاطعة بافاريا، وأرشيف مكتبة الكونجرس الأميركي.

وجاء في بيان حول المعرض “شكّل مشهد فلسطين من السماء، تاريخياً، جزءاً من حرب استعمارية واضحة شُنت باستخدام أحدث أشكال تكنولوجيا التصوير، ورسم الخرائط، والاستشعار عن بعد، والرصد، التي رافقت تحركات الجيوش على الأرض، وهدفت إلى الهيمنة على المنطقة والسيطرة عليها”.

   رحلة عبر الماضي من خلال صورة جوية قديمة عن فلسطين

ويضيف البيان “في الأزمان المعاصرة، تحوّل هذا المنظور إلى تكنولوجيا أمنية معقدة، ووسيلة من وسائل الردع”.

وقال عناني “لم يكن هدف المعرض فقط أن نظهر فلسطين من عين الاستعمار لأنه كان يمتلك هذه التكنولوجيا والتي كما تلاحظ أنه لا لوجود للإنسان في هذه الصور وإنما يقدمها على أنها أرض فارغة”.

وأضاف “إنما قررنا عمل أشياء من الأرض ونفكك هذه ونشرح كيف استخدمها الاستعمار سواء البريطاني أو الإسرائيلي في إعادة تغيير المشهد الفلسطيني وكثير من المعالم فيه”.

وأوضح عناني أن المعرض يتضمن مقارنات بين رسومات لفنانين مستشرقين كان بعضهم يحاول تقديم فلسطين على أنها أرض خالية من السكان وبين فنانين قدموا رسومات تعكس حقيقة ما هو موجود على الأرض.

ويمكن لزائر المعرض أن يقرأ نصوصا من مذكرات التربوي الفلسطيني خليل السكاكيني المولود في القدس عام 1878 عند احتلال مدينة القدس عام 1917 من قبل الجنرال البريطاني ألينبي.

ويحتوي المعرض على أعمال فنية لكل من آندرو ييب، وجاك برسكيان، وجمعية دار للتخطيط المعماري والفني (ساندي هلال وأليساندرو بيتي)، وجيان سبينا، وخالد جرار، وخالد حوراني، ورواق مركز المعمار الشعبي (مهند يعقوبي)، وسوليداد سلامة، وصوفي إرنست، وصوفي حلبي، وعامر شوملي، وضياء العزة، ونداء سنقرط.

كما يتضمن المعرض أفلاماً لكل من الأخوين لوميير، ووكالة الاستقصاء المعماري، وآيرين أنسطاس ورينيه جابري، وبيير باولو بازوليني، وديما أبو غوش، ورائد الحلو (روزا لوكسمبورج)، ورانيا أسطفان، وكمال الجعفري، ومشروع كامب (شاينا أناند، وأشوك سوكوماران، ونِدا غوص)، وناهد عواد، ونداء سنقرط.

كما يضم المعرض الذي يستمر حتى الخامس عشر من ديسمبر القادم أعمالا فنية وتذكارات من مجموعة النحات فوزي نسطاس ومجموعة جورج الأعمى.

ويسعى المعرضُ لتقويض سلطة كتابة التاريخ وتوثيق المجتمع والمشهد، التي تنحصر في أيدي أنظمة السلطة المختلفة، من خلال عرض أعمال لفنّانين جنباً إلى جنب مع مواد أرشيفيّة تاريخيّة.

 

 

 

Share

التصنيفات: ثقافــة,عاجل

Share