Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د.أحمد الصعدي: هكذا تنتزع وتصان الحقوق

كان قويا وسريعا ومفاجئا أثر البيان الذي صدر من بيروت يوم الأربعاء 18 أغسطس/ آب، وقال بوضوح وحزم: النفط قادم من إيران، وللأمريكي والإسرائيلي: السفينة التي تحمله أرض لبنانية.
ولأن عالم الطغيان يفهم أن صاحب البيان يفعل ما يقول، ولا يعد بما ليس قادرا على إنجازه، تحركت شمطاء واشنطن في لبنان فورا، وهي التي تعودت على الأمر والنهي من ثكنتها-السفارة، فأبلغت الرئاسة اللبنانية بما كان قبل ساعات من البيان ضربا من الخيال: ستعمل واشنطن والبنك الدولي على توفير الوقود لمحطات توليد الكهرباء في الأردن لزيادة طاقتها التوليدية لإمداد لبنان بالكهرباء من خلال الخطوط التي تمر عبر سوريا. وسارعت توتال الفرنسية – نعم توتال التي تعودت على اللصوصية والإفساد مع شركائها من اللصوص والفاسدين من اليمنيين-إلى الإعلان أن سفنها جاهزة لإفراغ حمولتها في الموانئ اللبنانية خلال ساعات. حدث هذا التحول في المواقف، وانقلب المحاصرون إلى منقذين بفعل خطاب السيد المعمم وسفينة البترول المجوسي.
هكذا تنتزع وتصان الحقوق في عالم يقوم على شرعية وشريعة القوة، ودليل ذلك هو الحصار المفروض على اليمن، وهو أشد وأقسى وأكثر وحشية من المقاطعة التي تفرضها واشنطن على لبنان، ولن يصغي هذا العالم الأصم إلى خطاباتنا ووقفاتنا وبياناتنا المنددة، واستعطافنا محاصرينا، ومناشداتنا الأمم المتحدة والمنظمات الأممية والانسانية، وما نضيفه من بنات اوهامنا إلى تلك الكيانات اللزجة، ما نسميه بـ “الضمير العالمي”!
Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share