Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

روائي أثرى الثقافة العربية.. درع غسان كنفاني للأديب المصري بهاء طاهر

علاء عبد الرازق

“أكتب في كل يوم رسالة مطولة إلى صحيفتي في القاهرة عن ردود الفعل في أوروبا عن تلك المجزرة.. أدير مؤشر الراديو كل يوم من المغرب إلى القاهرة إلى بغداد.. وأنا أنتظر في كل لحظة أن يحدث شيء.. أقول لنفسي أن شيئا سيحدث.. شيئا غير تلك الصور التي يجرح بها التلفزيون والصحف عيني كل دقيقة.. أنتظر شيئا يغير ذلك الهوان.. ولكن لا شيء.. لا شيء غير الدبابات والقنابل تطير وتدك، والطائرات تقصف، وجنود إسرائيل الأصحاء يبتسمون في وجهي على الشاشة، وهم يرفعون رشاشاتهم بعلامة النصر.”

بهذه السطور يمضي الكاتب المصري بهاء طاهر في وصف خواطر بطل روايته “الحب في المنفى”، الصحفي مراسل جريدته القاهرية في بلد أوروبي جميل، الذي يتابع أخبار لبنان وينقل شهادات الناجين من مذبحة صبرا وشاتيلا، محاولا تقديمها للعالم ولكن بلا جدوى، وكأن طاهر ينقل مشاعره هو شخصيا يوم تابع المجازر على التلفزيون حين كان يعمل مترجما ويعيش في مدينة جنيف الجميلة الهادئة.

درع كنفاني

ومنحت وزارة الثقافة الفلسطينية، الاثنين الماضي، بهاء طاهر درع غسان كنفاني للرواية العربية تقديرًا لدوره في تاريخِ الروايةِ العربية وتطورها.

وقال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف إن اختيار بهاء طاهر شخصية ملتقى فلسطين للرواية العربية ومنحه درع غسان كنفاني بمثابة محبة وتحية وتقدير من فلسطين إلى روائي عربي قومي أثرى الثقافة العربية بالمعرفة والجمال والوعي.

وأضاف أبو سيف أن بهاء طاهر بمنجزه الإبداعي الروائي والأدبي أسهم في إغناء الثقافة العربية بالسرد والتراجم وغيرها من أعماله، التي ساهمت ولا تزال تساهم في خلق جيل عربي غني بالثقافة وبالمعرفة.

وقد نظمت وزارة الثقافة الفلسطينية على مدار 4 أيام ملتقى فلسطين الرابعِ للرواية العربية في ذكرى استشهاد الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، الذي اعتبرته الحكومة الفلسطينية يوما للرواية الوطنية الفلسطينية، بمشاركة واسعة من الروائيات والروائيين العرب والفلسطينيين، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.

العودة للوطن

رغم السنوات الطويلة التي قضاها طاهر في أوروبا، حيث عمل مترجمًا في مقر الأمم المتحدة في جنيف، بين عامي 1981 و1995، قبل أن يعود للقاهرة ويستقر فيها حتى اليوم، فإنه لم يبتعد في أعماله الأدبية عن واقعه العربي.

يقول طاهر إنه لا يخطط للرواية أو القصة كما يفعل كثيرون، ولا يعتبر نفسه قدوة في هذا الموضوع، تبدأ القصة بفكرة هلامية ثم تتطور، ربما بشكل مغاير تماما، وتسيطر عليه حالة نفسية معينة أو شخصية معينة.

ويضيف طاهر -في حوار صحفي مع “الجريدة”- أنه في رواية “الحب في المنفى” أراد تصوير حالة الهلع العربي من مذبحة صبرا وشاتيلا وإيضاح الموقف العربي ضد الرؤية الغربية التي تضع العرب في صورة المستحقين للعقاب، وأن الأديب لا يكتب لمجرد الكتابة، بل يكتب عندما تصبح ضرورية جداً مثل عملية المخاض، والقارئ يستطيع بذكاء شديد التفريق بين ما هو حقيقي وأصيل وما هو كاذب ومصطنع.

دراما أدبية

يعرف الجمهور العربي الواسع بهاء طاهر من أعماله التي قدمتها الدراما التلفزيونية مثل مسلسل “خالتي صفية والدير”، ومسلسل “واحة الغروب”، أما المهتمون بالأدب العربي فيعرفون صاحب “الحب في المنفى” وغيرها من الروايات والقصص التي جعلته من أهم الأدباء المصريين رغم قلة أعماله الأدبية مقارنة بأبناء جيله

ترجمت أعمال طاهر للغات مختلفة، وحصل على عدد من الجوائز العربية والعالمية أهمها جائزة مبارك للآداب، والجائزة العالمية للرواية العربية وجائزة الزياتور الإيطالية، كما حظيت روايته “واحة الغروب” باهتمام الصحف الإنجليزية عند ترجمتها.

وولد محمد بهاء الدين عبد الله طاهر (شهرته بهاء طاهر) في 13 يناير/كانون الثاني 1935 بمحافظة الجيزة، لعائلة فقيرة من الصعيد ترجع أصولها إلى مدينة الأقصر (جنوبي مصر). وكان والده أزهريا متعلما وأمه ربة منزل.

ظهرت أولى مجموعاته القصصية عام 1972 بعنوان “الخطوبة”. وقدم أعمالا روائية وقصصية في شكل دراما إذاعية، وكتب السيناريو، وهي التجربة التي استثمرها في قصصه ورواياته، وخاصة تقنية “الحوار” التي غدت عنصرا أساسيا في أعماله، وسمحت للقارئ بالاقتراب من شخصيات أعماله.

لم تظهر مجموعته الثانية “بالأمس حلمت بك” إلا عام 1984، ثم كتب أولى رواياته “شرق النخيل”، ثم “قالت ضحى” عام 1985، وتوالت أعماله القصصية والروائية بعد ذلك، وظهرت أغلب أعماله الروائية والأدبية في سن متأخرة نوعا ما.

وله أيضا روايات “أنا الملك جئت”، و”ذهبت إلى شلال”، و”شرق النخيل”، و”قالت ضحى”، و”خالتي صفية والدير”، و”الحب في المنفى”، و”واحة الغروب”. وله أيضا مؤلفات في النقد والدراسات منها كتاب “10 مسرحيات مصرية.. عرض ونقد”، و”أبناء رفاعة”.

ترجم أعمالا أدبية منها عمل يوجين أونيل المعنون بـ”فاصل غريب” الذي ظهر عام 1970، ورواية “الخيميائي” لباولو كويلو تحت عنوان “ساحر الصحراء” عام 1996. وبعض قصصه تُرجمت إلى لغات عالمية، وخاصة روايته “خالتي صفية والدير” التي نالت شهرة عالمية، وترجمت إلى معظم اللغات العالمية المعروفة.

اعتبره بعض النقاد مؤسس تيار الوعي في الرواية المصرية، ورأى آخرون أنه روائي بنكهة سويسرية، باعتبار أن أهم مراحل الإبداع في حياته كانت في سويسرا، وعاب عليه نقاد قلة إنتاجه الأدبي.

Share

التصنيفات: ثقافــة,عاجل

Share