Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الأدب الكلاسيكي.. لــص القلــوب

يبدأ كتاب «لماذا نقرأ الأدب الكلاسيكي؟» لإيتالو كالفينو، ترجمة مي التلمساني، بتعريف الأعمال الكلاسيكية على أنها هي تلك الكتب التي نسمع عنها كثيراً من يقول: «إنني بصدد إعادة قراءتها، ولا نسمع أبداً: إنني بصدد قراءتها» وذلك على الأقل بين هؤلاء الذين نفترض فيهم سعة الاطلاع.

ومع ذلك فإن قراءة كتاب كبير للمرة الأولى في مرحلة النضج متعة لا تضاهيها متعة، تختلف عن تلك التي كنا نشعر بها لو قرأنا الكتاب في فترة الشباب، فالشباب يضفي على الأدب، كما يضفي على كل خبرة أخرى، مذاقاً خاصاً وأهمية خاصة، بينما في سن النضج نولي التفاصيل عناية أكبر، أو علينا أن نفعل ذلك، كما نلاحظ المستويات ونميز بين المعاني.

يرى كالفينو، أن الأعمال الكلاسيكية هي تلك الكتب التي تتمتع بتأثير خاص، حين تفرض نفسها على الذاكرة، وحين تتخفى في الوقت نفسه في ثنايا الذاكرة، باستيعابها في اللاوعي الجمعي أو الفردي، لذلك ينبغي علينا أن نخصص في فترة النضج وقتاً لإعادة اكتشاف أهم قراءاتنا، التي قمنا بها في الصبا، فإذا كانت الكتب لا تتغير فنحن أنفسنا تغيرنا، فكل قراءة جديدة لعمل كلاسيكي هي اكتشاف مثلها مثل القراءة الأولى، وكل قراءة تسرق قلوبنا.

ويشير إلى أن قراءة عمل كلاسيكي يجب أن تحتفظ لنا ببعض الدهشة، بالنسبة للصورة التي نعرفها عن هذا العمل، كما أننا لا ننصح الآخرين بما يكفي بقراءة النصوص الأصلية مباشرة، مع استبعاد المراجع النقدية والتعليقات والتأويلات قدر الإمكان، يجب أن تعمل المدارس والجامعات على التوعية بأن أي كتاب يتناول كتاباً آخر لا يأتي بجديد بالنسبة لما يقوله الكتاب الأصلي، غير أن المدارس والجامعات تعمل كل ما في وسعها لنشر الفكرة العكسية.

Share

التصنيفات: ثقافــة,عاجل

Share