Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عُلا محمود السفرجل : صنعاءُ القديمة.. مدينة لا تنام

بالرغم من شهرتها الرفيعة وحضارتها الممتدة الى ما قبل الميلاد إلا أنها لاتزال شاهقة ومكافحةً من خلف أسوارها وبابها الحصين باب اليمن والذي يُعد قبلة الزائرين والمنفذ الأول للدخول إلى أسواقها وحورايها والمرور بإزقتها الشبيهةُ بالمتاهة فمهما تاهت أقدامك فلن تضيع ناهيك عن مبانيها التي لا تُمل من التحديق بها وإن طلت عيناك من إحدى شرفاتها المرتفعة “المنظرُ أو المفرجِ” مثلاً تجعلك مصهباً في تزّيُنها وروعة عماراتها المزخرفة بدايةً من الآجر وإنتهاء بالقمريات والعقود تأسرُك هندستها المعمارية في مساجدها ال106 المجاورةِ معظمها للمقاشم وتبلغ نحو 38 وهي “مزارع خاصة بالخضروات الورقية”

وتناسقاً مع أثريتيا فساكنيها الأصل يتميزون بطابعِِ أصيل لتُِلفت ملابسهم العريقة بثوبها وجنبيتها باهضةُ الثمن والتي تدل على الشهامة وكذلك العمامةُ لرجال الدين والفقهاء فمابين أسلوب الحياة ماقبل عقدين يختلف عما تسير فيه الحياة في الآونةِ الأخيرة فأذانُ المغرب الإعلانُ الأول للجميع بالهدؤِ والذهاب إلى منازلهم فمن تأخر عن التاسعة مساءاً في نومهِ وحتى عودتهِ لبيته يشعر وكأنه منتصف الليل ووحيداً بين الأزقة ناهيك عن الفجر والإستعداد للصلاةِ والتأهبُ لتلاوةِ القرآن بالقربِ من النوافذِ وتناول وجبة الفطورِ ((الصبوح)) على السادسه والسابعة صباحاً وتطبيقا لمثلِّهم

“الصبوح الروح والغداء ماتيسر”

ولأنها مهمةٌ لديهم ودليلٌ على كثرة أعمالهم ومايستنزفونهُ من طاقة من الشروق وحتى مابعد الغروب غير أن الأونةِ الأخيرة مابعد 2010 ظهر بشكل قوي عزوف الجيل الأخير بالسهرِ والعمل والتي تظهرها الاسواق بدكاكينهِ المفتوحه والتي تزيد عن 1700 محل تجاري الى 2 بعد منتصف الليل وإن أغلقت فيعمل اصحابها أحياناً حتى الفجر بداخلها  فالحركة المستمرةُ بشكل متفاوتِِ كلما تأخر الوقت فالسيارات والدراجات النارية لايخف صوتها وضوئها  ليلاً تُرى بازغةً بألوان القمريات مائلاتاً حتى تختفي أما الوايتات “خزانات المياة المتنقلة” قد تسمعُ حتى مابعد الواحدةِ صباحاً وذلك لضيق المساحةِ وصعوبةِ دخولها نهاراً وايضاً طريقة وقوف السيارات والباصات لأصحاب صنعاء القديمة والتنظيم العشوائي لأصحاب البساطات والعربيات وخروج التجار لعرض بضائعهم لأكثر من اللازم والمشوهِ للحضارةِ ومنظرها الأبي وقد ساعد النزوح بسبب الحرب من أغلب المحافظات بزيادة عدد السكان مازادها إمتزاجاً بعاداتِِ أثرت على الناس فقد انتقل معظم سكانها الأصليين ببيع منازلهم او تأجيرها لآخرين ولم يعد الجيران كما كانوا في تجمعهم وتماسكهم فقد أختلف ذلك كثيراً أصبح كلاً مشغولًا بحالهِ ومايزيد الطينُ بله التطور التكنولوجي. الانترنت والهواتف الذكية! المتاح إستخدامه دائماً ليغير حتى النظام الكوني فلا الليل ليل ولا النهار نهار ولتأتي الأعراس على غير أيام السابقين فالخميس هو ليلة الحلفه او الدخله المعروف بنهاية الأسبوع ونهاية المراسيم الأساسية في الأعراس الصنعانية على وجه التحديد وفي هذه الفترة كل أيام الأسبوع متاحة والتي زاد فيها التداعي إلى السهر في صالات الأعراس الى الثالثة فجرا وقدوم العروسِ أحيانا إلى بيت زوجها الواحدة صباحاً ولابد من سماع ذوي انفجارات شبه خفيفة تؤذي النائمين وتخيف الجميع وخاصة ‘الطليع’ ليس هذا فحسب وأيضا قد تُسمع أصوات رصاص بشكل متتالي ولاتنتهي كل هذه الأذية على الأقل ربع ساعة فأين حق الجوار وحق الإنسانية في عادات تتعب وترعب الامنين ، وغير ذلك فالأطفال طرفٌ آخر بإسم الطفولة تقول بعض الامهات :((خليه يتهنى ويلعب هو عرس عيكبر ويتمنى لو خرج)) وذلك بتسويف من بعض الاباء وانشغالهم في إكتمال العرس او الفرح كما يريدون وكذلك انشغالهم بمسؤوليات في المساعدة مع أهل العُرس يترك الأطفال في أغلب الأعراس من أهل العرس والجيران للعب حتى العاشرة بالقرب من المنزل والالتهاء بالألعاب النارية واللعب حتى في الحواري والازقه المجاورة وقد يضل الطريق وأيضا فهو  معرض للخطف دون إنتباهِ ووعي من العوائل عن خطر ذلك فلايعني ذلك الترك ولا التشدد في الالتحاق بالضغط في كل شي فكثرة الضغط يولد الإنفجار وكل ماسلف هو تأثر ويستطاع تغييره للافضل بالدعوة الى الوسطية في كل شي وبما يتناسب مع المصلحة العامة للجميع من بين أسوارِ صنعاء القديمة والتنظيم المدورس الذي يتناسق مع اهلها وبيئتها حفاظاً على الحضارة وأهلها فكل راعِِ مسؤولٌ عن رعيته فالناس محتاجون الى من يرشدهم ويساعدهم على إصلاح احوالهم لتبقى صنعاءُ مدينةً لاتندثر.

 

Share

التصنيفات: أقــلام

Share