Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

بعد اغتيال سليماني.. هل بدأت عملية “التدمير الذاتي” للوجود الامريكي في العراق!

مثَّل اغتيال “قائد فيلق القدس” الايراني اقسى ضربةٍ مؤلمةٍ يمكن ان يوجهها طيران “البنتاغون” للنظام في طهران لكن وفق القراءة الفورية لاحتمالات “الثمن العاجل” لهذه المغامرة “البيضاوية” غير محسوبة النتائج فإن “الوجود الامريكي” في العراق هو “الثمن الاول والاغلى” لهذا الحصاد المر الذي من المتوقع ان تدفعه واشنطن.

لربما كان الامريكان في غنىً حقيقي عن “المحرقة المتوقعة” التي ستطالهم عقب مغامرة “مجنون البيت الأبيض” والتي ظن انها ضربة قاصمة لطهران.

من المؤكد ان حجم الخسارة الايرانية يفوق كل تصور بخسارة مهندس وقائد مسيرة التدخلات العسكرية الايرانية في ما وراء الحدود لكن التداعيات المحتملة لهذه “المغامرة الترامبية” ستنعكس على الامريكان بصورة اكثر تراجيدية وسيخط قلم التاريخ في قادم الأيام ملامح تغيرٍ سينعكس على كل تفاصيل الشرق الاوسط الجديد وأول حروفه من المؤكد أنها ستكتب على ضفاف “الرافدين”..

بعيداً عن حجم وكمية وفداحة الردود الايرانية المحتملة على هذه الضربة الامريكية المؤلمة فإنما سيحصل للوجود العسكري الامريكي “الرسمي” في العراق هو النتيجة الاكثر ايلاماً التي من المتوقع ان تدفعها الولايات المتحدة ثمناً لمغامرة ترامب وطيرانه.

بخلاف ما حصل للامريكان في “فيتنام” و”الصومال” فمن المحتمل ان يتم نفي الوجود العسكري الامريكي الى خارج العراق بطريقةٍ دراماتيكيةٍ يقودها الحلفاء المفترضون لواشنطن في الحكومة والبرلمان العراقيين.

في أول رد فعلٍ رسمي عراقي قال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إن واشنطن انتهكت الاتفاق الذي تبقي بموجبه جنودا أمريكيين في بلاده.

وبحسب “وكالة الصحافة الفرنسية” فقد دعا عبد المهدي البرلمان لعقد جلسة استثنائية الأحد لاتخاذ ”القرارات التشريعية والإجراءات الضرورية المناسبة بما يحفظ كرامة العراق وأمنه وسيادته“.

المخاوف الامريكية من هذه الخطوة التي تشرع لطرد الامريكان من العراق تجلت في مسارعة وزير الخارجية الامريكي “مايك بومبيو” الى الاتصال برئيس البرلمان العراقي “محمد الحلبوسي”..

وبحسب ما نقلته شبكة “سي ان ان” عن المتحدث باسم الخارجية الامريكية فقد اتفق الطرفان على ضرورة “خفض التصعيد” بعد عملية اغتيال “سليماني” وقادة في الحشد.. واشاد بيانٌ للخارجية الامريكية بما اسماه تقدير “بومبيو” للشراكة المستمرة مع الحلبوسي.

محاولةٌ أمريكيةٌ لن تثني البرلمان العراقي عن السير في استصدار تشريعٍ ينفي الوجود الأجنبي وبالتحديد الأمريكي من العراق.

لم تقتصر المخاوف الأمريكية من رد الفعل المقاوم على التحركات المحتملة للبرلمان العراقي بل إن الخشية الأمريكية من استهداف جنودها ورعاياها ومصالحها في المنطقة هي الأكبر..

على هذا الصعيد دعت الخارجية الأمريكية رعاياها إلى المغادرة الفورية للأراضي العراقية في حين قالت قناة “فوكس نيوز” أن “القوات الأميركية في المنطقة تدخل حالة الإنذار القصوى ونقلت عن مصادر في البنتاغون أن “منصات صواريخ “الباتريوت” في البحرين وضعت في حالة استنفار وتأهب.. فيما ناشدت السفارة الأمريكية في بغداد جميع مواطنيها مغادرة العراق فورا.

أما الحشد الشعبي المتضرر الأكبر من العملية الأمريكية فقد جاء ردّ فعله الأولي على لسان القيادي فيه “هادي العامري” الذي تم ترشيحه ليتولى منصب نائب قائد الحشد الشعبي خلفاً للقيادي المغتال “ابو مهدي المهندس”.

ينقل التلفزيون الرسمي العراقي عن “هادي العامري” دعوته كل “القوى الوطنية” لتوحيد صفوفها من أجل إخراج القوات الأجنبية التي أصبح وجودها عبثا في العراق“.

بدوره ابدى رجل الدين مقتدى الصدر استعداده التعاون مع الفصائل المنافسة ـ في اشارةٍ لمنظمة بدر التي يقودها العامري ـ للعمل على اخراج الامريكان من العراق..

وبحسب وكالة “رويترز” فإنه يمكن للعامري والصدر حشد عدد كاف من أعضاء البرلمان لإقرار التشريعات في البرلمان.

ولا يزال في العراق حوالي خمسة آلاف جندي أمريكي أغلبهم لهم مهام استشارية.

ما الذي سيخسره العراق عسكرياً ان تم طرد الامريكان
وفقاً لـ”رويترز” من الممكن أن يؤثر سحب القوات الأمريكية بشكل خطير على قدرة القوات المسلحة العراقية على محاربة فلول تنظيم داعش الارهابي..

كما أن ذلك قد يؤثر على القدرة على حصول بغداد على عتاد حربي ودعم جوي أمريكي.

كما ان مغادرة الخبراء الامريكان في الشركات النفطية العاملة في العراق سيكون له آثاره المحتملة لكن ذلك لن يؤثر بكل تأكيد على انتاج العراق من النفط او تصديره.

يتوقع الامريكان ان يأتيهم الرد الصاعق على جريمة اغتيال “الرجل الثاني” في ايران من اي منطقةٍ في الشرق الاوسط ليس فقط من الحرس الثوري بل عبر احد الحلفاء العرب لطهران..

أما في “بلاد الرافدين” فإن الوضع يختلف فالحرس الثوري غير مضطرٍ لتنفيذ عملياتٍ ضد الامريكان في العراق بعد ان منحت مغامرة اغتيال قائد فيلق القدس ورفيقه نائب رئيس الحشد الضوء الاخضر لعملية “التدمير الذاتي” للوجود الامريكي في العراق.

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,خارج الحدود,عاجل

Share