Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عبدالله سلام الحكيمي: تركيا..إلى أين؟!

تركيا دولة قوية حديثة متطورة، لا نتمنى لها الا كل خير،لكنها فيما بدأ واضحا خلال السنوات القليلة الماضية، باتت مطالبة بالحاح، واقصد هنا الحكم في تركيا وليس الشعب، بتغيير استراتيجيتها السياسية الخطيرة التي اتبعتها منذ ماعرف بثورات الربيع العربي عام ٢٠١١، والقائمة على احياء حلم الامبراطورية العثمانية، واشاعة الفوضى والاضطرابات والصراعات داخل وضد دول جوارها الجغرافي ومايليه، باستخدام القوة العسكرية المباشرة او بتسليح وتدريب وتمويل صنوف من التنظيمات والجماعات المتطرفة والارهابية وتوظفها لخدمة او لتحقيق طموحاتها التي يدغدغها حلم الامبراطوية، الذي لم يعد العصر، بحقائقه واوضاعه وموازين قواه، يتقبله او يستسيغه، اضافة الى كلفته الباهضة جدا لكل قوة دولية ان شطحت واندفعت مغامرة لخوض لجج بحاره وامواجه العاتية،وعلى الحكومة التركية اجراء مراجعة سياسية شاملة لأسس ومقومات واهداف ووسائل سياستها الخارجية عموما، وعلى صعيد جوارها ومجالها الجغرافي الحيوي،وتسترجع سياستها السابقة للعام٢٠١١، التي تميزت بقدر كبير من النجاح والفاعلية والايجابي، ومانتج عنها من من فوائد جنتها تركيا اقتصادية وسياسية ثقافية، حيث استطاعت ان تخلق مناخا عاما من الإعجاب والاحترام والتفاعل مع النموذج التركي الناجح في مختلف المجالات لدى شعوب ونخب الدول العربية والاسلامية، يتواكب مع نهج السياسة الخارجية التركية الذي قام انذاك على بناء اوثق علاقات التعاون والتنسيق وعدم التدخل للتأثير السلبي في الشؤون الداخلية للدول ونظم الحكم، وكانت تركيا ، البلد والنموذج، مهوى لقلوب وعقول الملايين من شعوب المنطقة، الى ان نزغ شيطان الطموحات والحلم الامبراطوري الشاطح، فقلب الامور رأساً على عقب، وباتت تركيا، اليوم، للاسف الشديد، تسير في الداخل وفي الخارج، في طريق محفوف بالمخاطر والألغام، مهددا تركيا القوية المتطورة، التي نحب، في كيانها ونسيجها الداخلي وفي حضورها ودورها الاقليمي والدولي المهم، ولا يمكن مواجهة تلك التحديات المتكالبة على تركيا من كل جانب، الا بمراجعة استراتيجية لسياستها الخارجية على نحو جذري تعتمد على تفكير عقلاني واقعي يستوحي ، في جانب منه، ماكان قبل عام ٢٠١.
فهل، بعد كل ما جرى، إلى رجوع من سبيل؟
نأمل ذلك من أجل تركيا بالمقام الأول!
Share

التصنيفات: أقــلام

الوسوم:

Share