Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

محمد ناجي أحمد: الوحدة اليمنية..استحقاق تاريخي

الوحدة في الفكر الناصري تتم بالعمل السلمي حين نتحدث عن وحدة الوطن العربي الكبير، لما ترسخ عبر القرون من خصوصيات قطرية يجعل طريق الوحدة سلميا أمتن وأبقى، ولكي لا تعمل القوة على تمزيق وشائج وروابط العروبة، فتكون نتائج ذلك الكفر بالعروبة والارتماء أكثر وبشكل سافر في أحضان الغرب، كما حدث للكويت عندما ضمها العراق بقوة السلاح، فكانت النتيجة ابتعاد الكويت عن العرب وارتداده عن كل عمل عروبي مشترك ثقافيا واقتصاديا وسياسيا، بل وتحولت هي والسعودية وبقية دويلات محطات البنزين إلى قواعد عسكرية، ورصيد بنكنوتي لتمويل احتلال العراق، الذي كان بوابة السقوط للدولة القطرية التي تأسست كثمرة من ثمار حركات التحرر العربي من الاستعمار والاستبداد.
 
لكن الحديث عن وحدة القطر العربي الواحد بأنه لايتم بالقوة، وأن طريق تحقيقه هو العمل السلمي، وتمرير هذا الطرح على أنه أصل من أصول الناصرية فهذا تلبيس وتزييف.
 
إن الحديث عن وحدة الجنوب هو في يقيني حديث لا يمت للفكر الوحدوي ولا للناصرية بصلة.
 
تعامل الفكر الناصري مع وحدة مصر ووحدة سوريا ووحدة العراق ووحدة ليبيا ووحدة السودان الخ على أنها من الثوابت المصيرية التي لا تقبل القسمة على اثنين فكيف وقد أصبحت مشاريع التقسيم باتساع القيعان التي سقطنا فيها، وعماء الوعي الذي ننطلق منه.
 
هناك وحدة تمت في ال22من مايوا 1990م، وهي لم تكن نتاج نزوة لحظية ولا هروب، وإنما استحقاق تاريخي، وانطلاق نحو المستقبل ونهوض بالوطن الواحد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، فإذا كانت مسيرة العقود الماضية عجزت عن تحقيق هذا النهوض، وانشغلت بتقاسم الحكم والثروة في نطاق المستأثرين بالأمر فإن الحل هو استعادة المسار الوحدوي الشعبي بشراكة ديمقراطية شعبية لا باحتكار السلطة في إطار مكونات سياسية هي نتاج الاستبداد ومنتجة له في آن.
 
وحدة الوطن اليمني لا يقرر مصيره جهة جغرافية ولا عصبويات مناطقية وطائفية، فمصير الإمم من الثوابت التي لا تقبل خفة التفكير، ولا العبث بقدر الشعب.
 
المخاتلة لا تقود الأمم نحو آفاقها ولكنها تسقطها في حضيض التشتت، والعقول المرتعشة لا تنطلق من وضوح الرؤية للسبل والغايات ولكنها تظل أسيرة واقع تم تخليقه بسياسات خاطئة وفقر وتجهيل، ومال خليجي ظل يدفع باليمن نحو التشظي.
Share

التصنيفات: أقــلام

الوسوم: ,

Share