Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الغربي عمران : رواية “حكايات طرح النيل” تجمع بين البوح وفنون سردية

أكد الأديب والناقد اليمني “محمد الغربي عمران” أن رواية “حكايات طرح النيل” للكاتب والروائي المصري “السيد نجم” تجمع بين البوح وفنون سردية متعددة؛ معتبراً أنه يمكن للقارئ أن يقرأها متوالية حكائية.
 
وقال “محمد الغربي عمران”:
“رواية “حكايات طرح النيل” للسيد نجم يستخدم فيها أكثر من فن سردي.. لينتج رواية لافتة.. فيمكن للقارئ أن يقرأها متوالية حكائية.. برز في كل قصة تلك البداية المشوقة إلى العقدة والنهاية المدهشة.. رسم أشخاص يجمعهم زمن واحد وحيز من الأمكنة.. وكل حكاية يمكن أن تكون قصة قائمة بحد ذاتها.. وفي الوقت ذاته متصلة بما سبقها وما يليها مكونة وحدة عضوية لرواية مكتملة. وبذلك ندرك مقدار الجهد الذي بذله الكاتب في إخراج هذا العمل المختلف فنيا. 
الرواية تتكون من عشرة فصول.. لكل فصل عنوان رئيس مثل “حكايات ساعات ليلة طويلة”و” حكايات قبل العصر”و”حكايات بعد الفجر”و”حكاية قبل الظهر”… الخ تلك العناوين المرتبطة بجزيئات اليوم مثل الظهيرة.. قبل العصر.. بعد العصر.. قبل المغرب.. بعد المغرب.. وحكاية الليلة الأخيرة. وقد قسم الكاتب كل فصل إلى عدة حكايات بعناوين مستقلة.. يطول رصدها.. لتتناثر حكايات شخصيات الرواية وتتداخل في نسيج مبهر”. 
 
وأضاف الأديب والناقد اليمني:
“بذلك الأسلوب المتميز، استخدم الكاتب ما يشابه فن الرسم بقطع المزاييك، ليقدم لنا لوحة هائلة فسيفسائية مدهشة لمجتمع ديناميكي يتغير في لحظة.
وكما هو الكاتب في أعماله السابقة، مهموما بالإنسان المصري وبيئته الثرية بثقافة إنسانية متراكمة.. نجده في هذا العمل يتجاوز ما سبقه ضمن تجربة غنية.. يقدم من خلالها الإنسان المصري العادي.. فعند النظر لأسماء شخصياته نجدها تقربنا أكثر من الغاية التي قصد الكاتب إيصالها لنا.. من تلك الأسماء: العجرودي.. البنت خضرة.. هانم.. الجعر.. خاطر ..جميلة.. عاصم.. روح.. مصيلحي.. حفيظة.. همام… وغيرها من الأسماء المتداولة مصريا .. ينقلنا أثناء القراءة إلى أحياء مدن.. مثل: الإسكندرية والقاهرة وقرى عديدة مثلت نبض المجتمع روائيا بكل أبعاده.
وما يلفت رسم مصائر شخصيات الرواية بدقة وقد بدت حتمية.. والجديد أن الكاتب ترك للقارئ حرية تخيل مصائر بعض شخصياته.. وكأنه بذلك أراد مشاركته في خلق مسارات متخيلة لأحداث بسياقات لم يكتبها”.
 
وتابع “الغربي عمران”:
“أكثر من خمسين حكاية نسجها الكاتب باقتدار وإدهاش فني راق، لنجد أن كل حكاية لا تشبه بقية الحكايات التي يتشارك فيها نفس الشخصيات.. لتضع ذاكرة القارئ في اختبار جمع كل تلك الشخصيات ومساراتها الحكاية في متوازيات تتداخل حينا وتتنافر حين.. مكونة ما يشبه روافد نهر النيل المتعددة والتقائها مكونة مجرها العظيم حتى مصبه.. وهو ما رمز إليه عنوان الرواية “حكايات طرح النيل”. 
يغوص الكاتب بالمتلقي في هذا العمل المائز.. في ملامح شخصية المجتمع المصري المركبة.. مسلطا الأضواء على مهمشيه، مذكرا القارئ أن الرواية الإنسانية تلتقي في إبراز روح الشعوب”.
 
واستطرد في قراءته النقدية للرواية:
” ومن يقرأ الرواية الصينية أو الروسية أو الأمريكية الجنوبية أو الأوربية وغيرها يجدها تصطحبه إلى أعماق روح الإنسان وعقائده وقيمة وعادته وتلك الثقافات التي يتميز بها بين الشعوب.. والمجتمع المصري عريق بثقافته الإنسانية.. الذي قدمها كثيرون من الروائيون وعلى رأسهم السيد نجم.. في هذا العمل أو أعماله الأخرى المبهرة.. فمن يقرأه يدرك أنه صاحب رسالة ومشروع يتمحور في حب مصر بعراقتها وثراء ثقافتها.. وفي أمالها وطموحاتها.. ونذكر هنا أن له في “أدب المقاومة”: ما يقارب العشرة اصدارات.. وفي أدب الطفل ما يزيد عن عشرين اصدارا.. وفي القصة والرواية ما يقارب العشرين إصدارا… وغيرها من الأعمال الأدبية المتنوعة”.
 
واختتم الأديب والناقد اليمني “محمد الغربي عمران” قراءته في رواية “حكايات طرح النيل” قائلاً:
“كثيرا ما نزور مصر ونجول في شرايين أسواق وحواري مدنها، ونظن بأنا تعرفنا إلى جوهرها، لكننا ندرك حين نقرأ لأدباء مصريين نجد أن تلك الأعمال من تقودنا إلى جوهر هذا الشعب العريق.
ونعرف أن ما تراه عيوننا ما هو إلى شيء من كثير لن نتعرف إليه إلا بقراءة تلك الأعمال العظيمة.. فشكرًا للأديب المتجدد السيد نجم”.
 
يذكر أن “السيد نجم” عضو مؤسس بالهيئة الإدارية لاتحاد كتاب الانترنت العرب، ويشغل منصب نائب رئيس الاتحاد، وشغل من قبل منصب أمين سر الاتحاد. عضو مجلس إدارة نادي القصة بالقاهرة، وعضو مؤسس لجماعة “نصوص 9” الأدبية، وعضو اتحاد الكتاب المصريين، وحصل على جائزة القصة القصيرة لنادي القصة بالقاهرة عامي 1984 و1992، جائزة سوزان مبارك في أدب الطفل عام 1993، جائزة الرواية العربية، نظمتها صحيفة (أخبار اليوم)، عام 1998، جائزة القصة القصيرة (في أدب الحرب)، نظمتها القوات المسلحة المصرية، عام 2000.
 
وللسيد نجم عدد كبير من الأعمال الأدبية منها روايات: “أيام يوسف المنسي”، “السمان يهاجر شرقا”، “العتبات الضيقة”، “الأشبال على أرض الأبطال” ، “يا بهية وخبريني” (مجموعة روايات قصيرة)، “كامس..ابن الشمس” (رواية للأطفال)، “مرنبتاح.. فرعون الخروج” (رواية للأطفال)، “الروح وما شجاها”، “سر القلب الذهبي” (رواية للأطفال)، “أشياء عادية فى الميدان”، “السفر” (مجموعة قصصية)، “أوراق مقاتل قديم” (مجموعة قصصية)، “المصيدة” (مجموعة قصصية)، “لحظات في زمن التيه” (مجموعة قصصية)،“الحرب: الفكرة-التجربة-الإبداع” (دراسة فى أدب المقاومة)، “عودة العجوز إلى البحر” (مجموعة قصصية)، “المقاومة والأدب” (دراسة فى أدب المقاومة).. إلخ
المصدر : ” العرب مباشر”
Share

التصنيفات: ثقافــة

Share