Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

محفوظ الشامي: بؤساء وأشقياء ومزورين

سياسة التمييع والتلاعب بالفقهاء والوعاظ ودورهم الإرشادي والدعوي من قِبل السفاح محمد بن سلمان قاتل أطفال اليمن وسورية والعراق تعد أقل خطورة من تلك السياسات التي أنتهجها حكام المملكة الرجعية السعودية السابقين. فلو أردنا المقارنة لرجحت كفة طريقة بن سلمان من حيث أقلية الخطورة ومحدودية الضرر اللاحق بالأمة العربية.

كلنا يعلم كيف مورس الإرهاب الدعوي الديني بحق الشعوب وتم تخديرهم واستغلال حلقات الجهل الواسعة وغياب الوعي في أوساط الشعوب العربية، وبالتالي استطاع الحاكم النفاذ رغم كل ما يظهره ويبطنه من فساد، ولولاء استخدامه الوعاظ والفقهاء للترويج عن وجوب طاعته وتبرير فساده والتوعد بالويل من رب السماوات لمن يخالف لما أصبح الوضع بهذه الكارثوية والفساد وتفسخ الأخلاق وتدهور القيم الإنسانية.

لحوم العلماء مسمومة، على وقع تأثير هذه الجملة الترهيبية تم تصنيم وتعظيم الوعاظ في عقول الجماهير حيثُ أصبحت كل فتاويهم مقدسة ومقبولة ولا يجب التشكيك بها ولا والطعن.

وجل تلك الفتاوى تصب في مصلحة الحاكم المستبد وشرعنة استمرارية فساده وتسلطه على شعوب مكلومة ومسحوقة، تأملوا كيف ظلت سلطة الدين ممثلة بالفقهاء والوعاظ حامية للحكام العرب ومبررة لهم كل تفاهاتهم تجاه شعوبهم.

ما أسوأ ما فعلوه أولئك الدعاة بحق الإنسانية، بكاء ونحيب ودعوة إلى التصبر على الفقر وقبول الوضع رغم تعاسته والترويج إلى كراهية الدنيا والطموح للفوز بملذات الآخرة فحسب، ونحن ندرك أن الله قد خلق الإنسان واستخلفه في الأرض وسخر له ما في السماوات والأرض من ثروات ومعادن وبحار وحيوانات ونعم كثيرة لا تحصى، خلقها كي ينعم الإنسان بها وأوجدها لمصلحته، فأي منطق وأي شرع يروج للرضى بالفقر والفاقة وقد قال الرسول محمد “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف” القوي ببدنه وماله وقراراته، فلمَّ يا ترى ينعم الوعاظ بكل وسائل الترف ويدعوننا إلى العبادة والتصبر ويوعدوننا بحسن المآب في الجنة. هل قد رأيتم داعية ما أو رجل دين مؤثر فقير!؟

يا لهم من بؤساء وأشقياء ومزورين، نحن نريد ثواب الدنيا والآخرة فلا تعودوا إلى لغطكم معشر المرتزقة. نحن نعرف جيدًا الطرق إلى الله ونحبه ببساطتنا وبراءتنا، دموع التماسيح ما عادت تهمنا البتة. يجب أن تلحقوا كلكم بنهج عائض القرني وتعتذروا للشعوب، وإلا لن يغفر الله لكم إرهابكم خلقه.

الدين يسر ومحبة وعدل وتسامح ونقاء، أما أنتم فصورة نمطية تحجم من دلالات الدين الواسعة وتأملاته الكونية وتجلياته الوجودية وحصرها في إطار أنواع النكاح والاختلاف على مشروعية لبس البنطلون، بسببكم لقد أصبح الدين بنظر الأمم الأخرى دينًا إرهابيًا يتبعه المتخلفون والمتعصبون والبدائيون. حتى وإن استخدمكم محمد بن سلمان لشرعنة سفك دماء الأبرياء وتمرير سياساته القذرة بغطاء ديني، ولو لفترة محدودة وسينتهي جبروته، إلا أن هذا الخيار أهون من أن تعودوا إلى غيكم القديم فتصيبوا الأمة العربية كلها.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share