Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د.أحمد الصعدي: مالم يفعلهُ الشهيد حسين الحوثي !

كانت ذكرى إستشهاد حسين بدر الدين الحوثي والفاعليات التي زامنتها فرصة لمعرفة بعض وقائع حياتهِ الكفاحية الفكرية والتوعوية والعملية ، التي اثمرت ما صار يعرف اليوم ب(المسيرة القرآنية) و ((أنصار الله)) .ومما يلفت النظر ويدعو للتأمل هو إنعدام الإمكانيات المادية والتقنية وبساطة ما توفر منها وصعوبة وتعقيد الواقع المجتمعي والسياسي الذي نشط وتحرك فيهِ الشهيد ،هذا من جهة ،ومن جهة اخرى ،تلك الثقة الراسخة والإيمان العميق بأن جهوده ستثمر في المستقبل ،رغم اجواء اليأس والخنوع والإحباط التي كانت سائدة في اليمن والوطن العربي ككل بعد خلو المجال العالمي للاعبِِ واحد مهيمن هو الولايات المتحدة الأمريكية و حليفها المدلل الكيان الصهيوني . في تلك الاجواء بدا الشهيد حسين الحوثي كأنه يسبح ضد التيار الجارف ،على المستوى الوطني والإقليمي والدولي . وما فعلهُ قد أصبح معروفاً إلى حد ما ،لكن هنالك امر في غاية الاهمية لايتوقف عندهُ المتحدثون بما يستحقهُ مِن الإهتمام ،أعني بهذا الأمر مالم يفعلهُ ،لكنهُ،أي مالم يفعلهُ الشهيد حسين الحوثي أعطى نشاطهُ وفِكرهُ قوة التأثير في الناس بصورة فريدة،وجذب إليهِ أعداداً منهم كانت تتزايد رغم معرفتهم أن إختيار هذا الطريق فيهِ مخاطره لم يقو عليها كثيرون تشمل التغييب والتعذيب في السجون وفقدان الممتلكات الخاصة ومصدر الرزق والحياة برمتها . الجانب الذي أعنيهِ بمالم يفعلهُ الشهيد حسين بدر الدين الحوثي اوضحههُ كما يلي :
أخبرتنا تجارب العقود الماضية أن الحكام في صنعاء وكذلك في الرياض كانوا يفضلون إسكات كل صوتِِ غير مرغوب بهِ بالمال وبالمصالح، ومن لم تنجح معه هذه الوسائل تستعمل معهُ وسائل اخرى أبرزها التصفية الجسدية. ولنفترض أن السيد حسين الحوثي إستمر في إلقاء المحاضرات وإصدار الملازم وتحشيد الناس ،ورفع نبرة خطابهِ،وفي الوقت نفسهِ ضعف أمام إغراء المال والمصالح،وطاب لهُ إسلوب الحياة المرفهة ،مبرراً لأتباعهِ أن أخذ المال او تقلد المناصب لايعني أبداً تقديم أية تنازلات ثمناً لذلك ،كما كان يردد من يستلمون الملايين من اللجنة الخاصة السعودية ويدعون في الزقت نفسه أن هذه الأموال منزهه عن الغرض ولا تؤثر مطلقاً في مواقفهم الوطنية بما في ذلك في تمكين النظام السعودي من قضم الأراضي اليمنية بديمومة لم تنقطع حتى بعد توقيع إتفاقية ترسيم الحدود. ولنفترض كذلك أن الملتحقين بمسيرة الشهيد حسين الحوثي لاحظوا أنه قد صار يملك قصراً فخماً في واحد من أرقى أحياء العاصمة صنعاء، وأنواع من أحدث وأغلى السيارات مع استمرار دعوته إلى الزهد والتقوى ،وأنه بعث بأولاده وبناته وأقاربهِ إلى الجامعات الغربية،ويخطط لتمكينهم من شغل مناصب مربحة عند عودتهم إلى الوطن ،ويؤهلهم لكي يصيروا مالكي شركات وعقارات وبنوك ،كما فعل كثيرون إمتصوا عرق ودم الشعب اليمني وأذلوه وأفقروه على مدى عقود ، واستمر في الوقت نفسهِ يدعو الناس إلى الجهاد في سبيل الله هم وأولادهم .
أقول، لو أن الشهيد حسين الحوثي ظل يخطب ويدعو لكل ما دعا إليه وفعل في الوقت نفسهِ ما أشرت إليه سابقاً هل كان سيؤثر في الناس ،وهل سيلتحقون بمسيرته طوعاً وإختياراً ويضحون بحياتهم وأموالهم وممتلكاتهم! أعتقد غير ذلك، اعتقاداً جازماً. فقوة تأثير الشهيد حسين الحوثي لم تأتِ من وضوح رؤيتهِ وحاجة الناس إليها فحسب،بل ومن صدقه وإخلاصهِ ومن إتساق أقوالهِ وأفعاله. لقد تحدث الشهيد حسين الحوثي بصراحة عن ما آمن بهِ وعاشَ كما آمن وتحدث، وتوج تلك الوحدة المنسجمة بين الإيمان ومقتضياته والصدق مع الله ومع النفس ومع الناس بالشهادة، فكان له هذا الأثر الذي نشهدهُ اليوم ، والذي يعلم الله وحدهُ ما سيبلغهُ في المستقبل .
لقد وجِد أشخاص كانوا خطباء مفوهين ، وقادرين على إنتقاء الألفاظ وصياغة الجمل التي تسحر السامعين والقراء ، وكانت لهم إمكانيات هائلة ،وفرص ملائمة وأتباع كثيرون إلا أنهم كانوا يقولون أشياء ويفعلون ما يناقضها ، لهذا تخلى عنهم الناس، وأصبح أكبر ((نجم)) فيهم مجرد(مفسبك)يكتب بسطحية وضحالة وسخافة لاهثاً وراء أكبر عدد ممكن من إشارات الإعجاب . فإعتبروا من حياة وكفاح الشهيد حسين الحوثي يا اولي الألباب ، ولاتنسوا جهاد النفس الأمارة بالسوء والميالة إلى شهوات الدنيا ومغرياتها.

Share

التصنيفات: أقــلام

الوسوم:

Share