Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

من هو الرجل الذي حكم الجزائر من خلف الستار؟

منذ إلقاء القبض على علي حداد، أحد أهم رجال الأعمال المقربين من دوائر الرئاسة في الجزائر، رآه كثيرون حدثا له دلالة واضحة وجاء بمباركة من الجيش الجزائري، ويعني أن الرجل لم يعد يتمتع بالحماية السابقة وأن الطرف أو الجهة التي كانت تؤمن له الحماية فقدت نفوذها في دائرة صنع القرار.

وكان حداد يعد من المقربين من سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس، إذ وقف إلى جانبه في الصراع بين رجل الأعمال الثري ورئيس الوزراء السابق، عبد المجيد تبون، الذي أقيل من منصبه.

وقد ألحق الجيش تلك الخطوة ببيان له يوم الثلاثاء في الثاني من أبريل/نيسان الحالي دعا فيه الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، إلى الاستقالة فوراً وبعدها بأقل من ساعة استجاب الرئيس.

الصعود مع الرئيس

لم يسمع أحد بسعيد بوتفليقة قبل عودة شقيقه عبد العزيز من الخارج بعد عقد من أمضاه في الخارج، إذ اصطحبه الرئيس معه إلى القصر وعينه مستشاراً عام 1999، وظل سعيد بعيداً عن الأضواء نسبيا ولم يُعرف له موقف سياسي أو تصريح علني في أي شأن قبل أن يُصاب الرئيس بسكتة دماغية عام 2013.

وقبل مرض الرئيس، لم يكن سعيد سوى صورة تظهر إلى جانب شقيقه في إطلالات رسمية قليلة، لكن ظهوره اللافت كان منذ إصابة الرئيس بسكتة دماغية أقعدته، إذ راج منذ ذلك الوقت كثير من التخمينات والاشاعات عن الدور الذي يلعبه سعيد في إدارة دفة الحكم في الجزائر.

وظل سعيد معروفاً في الأوساط الجامعية فقط قبل سنة 1999، إذ كان محاضراً في جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وسعيد، الذي ولد في عام 1958 في مدينة وجدة بالمغرب، هو أصغر إخوة الرئيس، عبد الغني وعبد الرحيم وسعيد، وقد عادت أسرة بوتفليقة بعد استقلال الجزائر عام 1962 إلى البلاد.

درس سعيد حتى المرحلة الجامعية في البلاد ونال درجة مهندس من جامعة باب الزوار، وفي 1983 انتقل إلى باريس ليواصل دراسته، ونال الدكتوراه من جامعة بيير وماري كوري، وعاد إلى عام 1987 ليعمل في الجامعة.

في أبريل /نيسان 2013، قالت وكالة الأنباء الجزائرية إن الرئيس بوتفليقة أصيب بجلطة دماغية ومنذ ذلك التاريخ بدأ نشاط سعيد بالظهور وبدا كأن له دور بارز في المشهد السياسي،كما انتشر كثير من التخمينات التي تحدثت عن سيطرة سعيد على دائرة القرار في الحاشية الضيقة والمتماسكة المحيطة بالرئيس.

“رهينة بيد سعيد”

قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، في أواخر عام 2015، إن المقربين من الرئيس وبعد أن طالبوا علانية بلقائه وأخفقوا في الوصول إليه لأكثر من عام بدأت تساورهم شكوك بأن سعيد بوتفليقة وحاشيته قادوا انقلابا داخل القصر بحيث باتوا هم الذين يحكمون باسم الرئيس.

فقد صرح أحد قدامى المحاربين البارزين في حرب الاستقلال وأحد الذين طالبوا بلقاء الرئيس، لخضر بورقعة، في مقابلة له مع صحيفة “الوطن” المستقلة أنه “يشعر أن الرئيس بات رهينة بيد حاشيته المباشرة”.

وجرت الإطاحة خلال السنوات التي تلت مرض بوتفليفة وغيابه عن الواجهة بعدد كبير من الجنرالات وقادة الأمن الذين كانوا يعدون من أركان النظام ويصعب المساس بهم، مثل الجنرال توفيق كما زُج بآخرين في السجون.

وينظر على نطاق واسع إلى أن نفوذ جهاز المخابرات قد تقلص منذ إحالة الجنرال محمد مدين، المعروف باسم “توفيق” والذي ترأس هذا الجهاز على امتداد ربع قرن، إلى التقاعد في 2015.

وكانت “دائرة الاستعلام والأمن”حتى عام 2016 مسؤولة عن إدارة وتنظيم السلطة السياسية والمالية في الجزائر، وتشكل هذه الدائرة جهاز المخابرات الجزائري بقيادة الجنرال توفيق وبعد حل هذا الجهاز تخلصت السلطة من أحد أهم مراكز القوى في البلاد، كما جرت الاطاحة برؤوس كبيرة كان يحتمل أن تخلف بوتفليقة ومن أبرزهم الجنرال عبد الغني هامل الذي أزيح في قضية مخدرات في يونيو/حزيران الماضي.

وكان ينظر على نطاق واسع إلى أن كل الترتيبات والقرارات التي هدفت إلى تحييد وإبعاد وإسكات من يمكن أن يشكل مصدر خطر على الدائرة المحيطة ببوتفليقة منذ عدة سنوات جرت باشراف وتوجيه من سعيد بوتفليقة. لكن المظاهرات التي اندلعت منذ أسابيع قليلة خلطت كل الأوراق والتحالفات وأدت في النهاية إلى إنهاء مسيرة الرئيس وكل الحاشية المحيطة به.

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,خارج الحدود

Share